بين العزوبية والزواج


في الصباح وفي كل صباح وبعد أن جلس الموظفين على مكاتبهم، وقبل أن يأتي احد من المراجعين ، وكما هي عادتهم وهم يشربون الشاي الصباحي يبدأ كل واحد منهم إما بسرد همومه ومتاعبه أو بالتحدث عن موقف طريف حصل معه في البارحة.

وما أن يبدأ احد الموظفين (المتزوجين) بالكلام ، سرعان ما ينقطع حديثه من مكالمة هاتفية تقول : ( لا تنسى تشتري خبز وأنت راجع ) ثم يعود لإكمال الحديث لتقاطعه رسالة مكتوب فيها : ( جيب معك كيس ثوم وكيلو ملوخية ونص كيلو لحمه على السكينة ) ويبقى حاله هكذا وهو يتكلم لتختفي معالم الحكاية بين رنين الهاتف ومشتريات البيت ، وما أن ينتهي من كلامه حتى ينظر إلى زميل له (أعزب ) ، قائلا له ومن باب النصيحة: (اسمع مني لا تتزوج وخليك عزابي أحسن إلك ) .

وبعد مرور ساعات ( وفي نفس اليوم) يبدأ نفس الموظف المتزوج بإعطاء النصائح لزميله الأعزب عن حسنات الزواج واستقراره فيه ، حتى انه يقول: والله ما بعرف كيف عايش العزابي ( ناسياً نصائحه الصباحية لهذا الشاب الأعزب) ، وبعدها يقوم المتزوج بإخراج هاتفه والاتصال مع زوجته بالكلام الناعم والرقيق مستعملاً الألفاظ الغزلية ، من اجل أن يميل قلب الأعزب إلى الزواج ، فيأتي دور الشاب الأعزب ليتحدث عن حسنات العزوبية والحرية المطلقة الممنوحة له والتي طالما تقاتلت عليها الشعوب مع الحكومات، واشتعلت من اجلها الثورات والحروب .

لكن الكارثة الكبرى هي عندما يتواجد ما بين هؤلاء الموظفين رجل خاطب (مكتوب كتابه) ، ويسمع لحديثهم ، فتصيبه الحيرة ويأخذه التفكير في حرية العزوبية وحلاوتها، وقيود الزواج واستقراره ،فحال هذا الرجل (الخاطب) كحال أصحاب الأعراف ينتظرون رحمة الله.

من هنا نقول بأن لكل مرحلة استحقاقها ، وإذا أردت أن تبحث عن الراحة فلن تجدها لا بالعزوبية ولا بالزواج، لأنه لا راحة في الدنيا ، ولكن ابحث عن القناعة والرضا ففيهما طريق السعادة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات