قال تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " , لقد فجعت الاوساط الثقافية العربية عموما والاماراتية على وجه الخصوص بترجل عميد الثقافة في ابو ظبي , اثر حادث سير اليم , حيث صعدت روحه الطاهرة الى بارئها في عنان السماء , فقد كان الفقيد عزيزا على الجميع , محبا لوطنه وقيادته , عاشقا لثرى الامارات الطهور , مكرسا حياته طيلة الخمسة والاربعين عاما لخدمة الاعلام والثقافة بكل تجرد واحتراف ومهنية عالية المستوى .


تولى الاستاذ محمد خلف المزروعي العديد من المواقع الحساسة ومن اهمها رئاسة المجلس الاعلى للاعلام في ابو ظبي , ومدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث , كما كان - رحمه الله - مبادرا مبتكرا بطريقة عز نظيرها فقد اطلق جائزة الشيخ زايد للكتاب وكذلك مهرجان ابوظبي للسينما ... وآخر موقع تقلده مستشارا للثقافة والتراث في ديوان ولي عهد ابوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان . لقد كان المزروعي بحق هرما ثقافيا واعلاميا عملاقا في ابوظبي , وكانت آخر الكلمات التي قالها المزروعي في يوم العلم داعيا أبناء الوطن إلى الاعتزاز بوطنهم ورفع علمهم عالياً رمزاً للازدهار والشموخ .


رحل الاستاذ محمد خلف المزروعي تاركا خلفه صورا مشرقة ستبقى محفورة في تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة المعاصر و أثرا عظيما تتداخل فيه أبعاد اللحمة الاجتماعية مع الهوية الوطنية الترابية للوطن ، لامس بأفعاله وقراراته ومبادراته شغاف النفوس التي تحن إلى الابداع والابتكار والتميز .


رحمك الله ايها العابق بحب زايد الخير وحب الامارات ارضا وقيادة وشعبا .
رحلت عنا وبقيت بصماتك شاهدة على مسيرتك الحافلة بالعطاء.
رحلت عنا وتركت في نفوسنا جرحا غائرا وفراغا لا يقدر بحجم
رحلت عنا وأنت الذي كنت تملئ المكان عزة وشموخا وتدبر الأمر بحكمة وعقل
رحلت عنا لكن خصالك باقية فينا والحس الذي يسكنك يسير في دمائنا
رحلت والقلوب تعتصر ألما والعين تذرف دمعا ولا نقول إلا ما يرض ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون .
اللهم أرحم فقيدنا ونور قبره ووسع مدخله , وأسكنه في جناتك جناة الفردوس فأنت الرحمن الرحيم .