غرايبة يكتب: الاجرام الفلسطيني بحق " الاسرائيليين " !


خاص - ادهم غرايبة - في الوقت الذي كان فيه ماء وجه التوطينيين يتبخر و أنصار المشروع الصهيوني المعادي للفسلطينيين و الاردنيين على حد سواء و المعادي لدولتيهم يكتب قصائد الغزل بإقرار و تنفيذ الحقوق المدنية لأبناء الاردنيات – و هذا حق نحن معه بالمطلق - و يتخذون القصة منفذا و يدعون تحت ذرائع المواطنة و حقوق الانسان للمزيد من الاجراءات و صولا للتجنيس المشبوه - متناسيين ان أهم حق للأنسان هو الا يحرم من جنسية بلده المحتل و الا ينتزع من أرضه - كان أشراف فلسطين ينتدبون بعضا من أبطالهم ليقدموا أنفسهم قرابين فداء لترابهم الوطني و لحقهم بالحياة الحرة الكريمة في وطنهم الأم .

في أعقاب العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية الباسلة بات مؤكدا اليوم أنه كلما أرتفعت رايات المقاومة على أرض فلسطين أرتفعت معنوياتنا من المحيط الى الخليج و ارتفع هرمون العروبة و انحسر داء الإنهزامية و أنزوت العقليات الطائفية و استعاد خطابنا السياسي العروبي المقاوم عافيته . و ها قد ثبت – في اعقاب الفرحه بعمليات المقاومة – ان مشروع التحرر الوطني الفلسطيني هو اساس مشروع التحرر العربي !

مرت سنوات عجاف على النضال الوطني الفلسطيني لأسباب متنوعة منها ما هو عربي و منها ما هو فلسطيني فصائلي بفضل أهواء السلطه لدى " فتح " حتى و ان كانت شكلية تحت ظل الاحتلال و تشوقها لممارسة الحكم و لهفتها لارتداء ربطات العنق على حساب " الفوتيك " , و تشتت إنتباهات فصائل ثورية اخرى و دخولها في مرحلة خرافات النضال السلمي و تحولها لإعتصامات الشموع و إنخراطها بمنظمات " المجتمع المدني " !

كل سنوات البؤس تلك و التي جعلت الصورة الكلاسيكية المرسومة عربيا و عالميا عن الفلسطيني على أنه مناضل ثوري و متمسك بأرضه تصاب برضوض و تشوهات سيما أن اخطاء الماضي ظلت عصية على المراجعه الموضوعية الهادئة و حرمنا بالتالي من التوصل لخلاصات غير تقليدية من المهم قولها بوضوح و علنا لا من باب التشفي انما من باب تصحيح المسار , و حظي كل ناقد موضوعي و محب للفلسطينين بسهام التشكيك و التخوين و الاتهام بأنه اقليمي , فكيف تستدل للعلاج ان لم تشخص المرض بدقة و وضوح ؟!.

زاد طين الفلسطينين بلة تورطهم في قضايا سياسية و اجتماعية عربية في الدول التي تستضيفهم . فمثلما ورطت " فتح " نفسها و ورطت الاردن معها في زمن ينذكر و ما ينعاد ها هي " حماس " تعيد الخطيئة في سوريا التي قدمت للتنظيم كل الدعم في وقت تنكرت فيه كل جهات الارض للفصيل و قادته ! و لو ان تنظيمات اخرى اصغر و اقل حضورا ردت الجميل .

تبدل حال أمتنا اليوم كثيرا و بشكل مآساوي و " انقرضت " جهات عربية عديدة إتخذت من القضية الفلسطينية معبرا للترويج لنفسها قوميا على حساب الاردن تحديدا الذي كان الطرف الاضعف و المجبر على تحمل مخرجات الصراع العربي – الصهيوني .

ليس من المنصف حتما تحميل الفلسطينيين اوزار ما يحدث لانهم ببساطة الضحايا لا المجرمين , و ما حدث من إنحرافات متفاوته لم يكن بمعزل عن تآثيرات عربية لم يكن من خيارات واسعه للمراوغة ضمنها . لكن برغم كل ذلك ظلت روح المقاومة حاضرة في ضمائر المتمسكين بجمر فلسطينيتهم برغم كل الإخفاقات و غياب الدعم من فلسطيني الخارج و من باقي العرب .

في سياق الفكرة البديهية و التي مفادها حيثما يوجد احتلال توجد مقاومة , رد نخبه من الفلسطينيين في مدينة القدس مؤخرا على سلسة التصعيد و التنكيل بحقهم في ظل تناحرعربي يقدم للكيان خدمة العمر في تنفيذ كل جرائمه في زمن صرنا نشتاق فيه لزمن بيانات التنديد!

من المخزي حقا أن تسمع أصواتا عربية بالذات تساوي بين ضحايا الفلسطينيين و " ضحايا الاسرائيليين " من المدنيين و تطالب بأن تتوجه بندقية المقاومة نحو العسكريين فقط و لو أن هذه الاصوات " مبحوحة " و بالكاد تسمعها في زمن الخيار الاستراتيجي للامة العربية !

هل يوجد مدنيين اصلا في " اسرائيل " ؟!

اليهودي الذي بنى كنيسا على ارض القدس بناه على حساب مسجد و كنيسة لنا و فوق ذلك لا يتورع عن تدنيس و هدم مقداساتنا و اليهودي البولندي الذي تزوج من يهودية فرنسية على ارض فلسطين المحتلة ينجبا طفلا يشرب حليبا ليس له و يعيش في بيت على ارض ليست ارضه و يتعلم في مدرسة ليست من حقة على حساب فلسطيني من رام الله تزوج فلسطينية من طولكرم و انجبا اطفالا في مخيمات اللجوء و القهر , فمن يقنع " اليهود " أنكم أنتم من تقتلون ابنائكم لا الفلسطينيين ؟! و من يقنع صهاينة العرب ان الفلسطيني الشريف لا يريد اكثر من وطنه ؟!



تعليقات القراء

سالم
كلام جميل جدا
18-11-2014 02:10 PM
ابن القضية
كلام يعبر عن انسان ينتمي للشعب الاردني والفلسطيني كرماء الاصل الذين رضعوا الكرامة كابر عن كابر
18-11-2014 03:29 PM
احترام و تقدير
كلام متزن و عاقل و لا يجامل قناعاتنا السمجه و كل من يتهمك بالعنصرية لا عقل له . يعجبني ثبات خطابك .
19-11-2014 07:22 AM
خلدون كردي
مقال أكثر من رائع. لله دركك
19-11-2014 01:10 PM
متابعة
يا ريت الكل يفهم القضية مثلك يا سيد أدهم ، شكرًا على المقال ، نعم إنهم القابضون على الجمر في فلسطين
21-11-2014 09:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات