آه يا قدس


وجعنا يمتد يوماً بعد يوم , واملنا يتحجم يوماً بعد يوم , ولهفتنا لتحريرك قدس الاقداس وعودتك لحضن امتك يتبخر يوماً بعد يوم .حتى وميض الامل لم يعد بريقه يلوح بالافق , فقد بات كل شئ سرمدياً , في ظل التمادي الصريح والفاضح للصهاينه على المقدسات والانسان دون خشية او مراعاه للمعاهدات والمواثيق الدوليه المتعلقة بعدم المساس بالمقدسات .

اما فيما يتعلق باحترام اتفاقيات السلام , فلم يعد لهذه الاتفاقيات اي ضابط اخلاقي اوقانوني او ادبي , فهذا ديدن بني صهيون وهذه طباعهم حتى مع انبيائهم , لم يحفظوا اويراعوا الاً ولا ذمه , فما بالكم مع امة لم يعد لها اي هيبة اواعتبار .امة باتت اشلاء ممزقه , دويلات ينهشها الاقتتال , واخرى في غياب عما يدور في اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من تعدي واستهانه لهذه الامه , التي جاوزت المليار ونصف مسلم , وكأن ما يدور في هذه الارض المقدسه ليس له علاقه بنا كعرب ومسلمين , حتى لم يعد ما يحدث يستثير مشاعرنا واهتمامتنا , وباتت اخبار الاقتحامات لباحات الاقصى , ومنع المصلين من الصلاه , والحفريات التي نهشت قواعد الاقصى , والتعدي على الاراضي وبناء المستوطنات , كلها اخبار كمثيلاتها من الاخبار التي تعرضها وسائل اعلامنا .

عندما تم احراق المسجد الاقصى , صرحت غولدا مائير رئيسة الكيان الصهيوني السابقه ليلة احراق الاقصى ( انني لم يغمض لي جفن تلك الليله وتهيأ لي اننا سنتعرض لزحف من العرب والمسلمين انتقاماً لفعلتنا باحراق اقصاهم , وعندما اصبح الصباح وبدأت وسائل الاعلام العربيه تنقل استنكار حكوماتها , تيقنت اننا في مأمن , ويحق لنا ان نفعل ما هو في مصلحة اسرائيل دون خوف او اي اعتبار لهذه الامه النائمه ) .

لقد اصابت مائيير في قراءتها لهذه الامه , فنحن بتنا غثاء كغثاء السيل , كما تنبأ رسولنا الكريم , نزعنا من قلوب اعدائنا الخوف والخشية منا , ومنحنهم الضوء الاخضر في فعل ما يرونه يخدم مصالحهم دون اي خوف او اعتبار لردود الافعال , والتي باتت معروفه مسبقاً , ادانه , استنكار , شجب .
مفردات فقدت دلالاتها ومعانيها , وبات على الحكومات ان تبحث في قاموس الخنوع والتردي والانهزام , عن مفردات جديده , لان التطاول والتحدي والتعدي للصهاينه جاوز حدود الاستنكار والشجب والادانه .
الكل متفرج , ولم يعد يقف في وجه هذه الهجمه الحقيره , الا المقدسيون الذين اختلطت جيناتهم الوراثيه بثرى الاقصى والقدس , يقاومون ويذودون عن اقصاهم من تدنيس الصهاينه باجسادهم .

وما قامت به حكومتنا بسحب سفيرنا رفضاً واستنكاراً لما يحدث في القدس , خطوه بالاتجاه الصحيح , تستدعي من حكومات الدول العربيه والاسلاميه , مساندة هذا الدور الذي يحمله الاردن , في حمل هموم اهلنا في القدس , ورعاية مقدساتها , والتي نعتبرها واجباً وحقاً من حقوق هذه المقدسات علينا .

ونطلب من امة العرب والاسلام ان تطلع بدورها الحقيقي تجاه هذه الارض المباركه , وصد هذه الهجمه الصهيونيه الشرسة التي طالت الارض والانسان .


د . نزار شموط



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات