في الذكرى العاشرة لوفاة ياسرعرفات حرصت الكثير من الوسائل الاعلامية على ابراز العلاقة الروحية بينه وبين الثورة الفلسطينية، وفي نفس الوقت بينه وبين الشعب الفلسطيني من باب محاولة تخليده في صفحات التاريخ الفلسطيني ، وكان الجزء الأبرز في تلك التغطية هي صورة ياسر عرفات بالابيض والأسود والتي رسمت على جداريات في كل من مخيمات اللجوء الفلسطيني واراضي السلطة الفلسطينية .

والشيء الغائب عن ذهن تلك الوسائل الاعلامية أن هناك غالبية كبيرة من الشعب الفلسطيني لاترضى على نفسها أن يتحول ياسر عرفات الى رمز للقضية الفلسطينية ولأسباب كثيرة من أبرزها؛ رفضهم له كقائد استخدم المال في تركيب محيطه الثوري كما يصفونه واستطاع أن يلوي عنق الكثير من الانتماءات الوطنية وراء هذا المال وعلى حساب من عارضه منهم ، وكذلك كون ياسر عرفات مثل في مراحل مفصلية من تاريخية من علاقة الشعب الفلسطيني مع الشعوب العربية وانظمتها السياسية كانت نتيجتها كارثية عليهم كشعب، ورغم أن اركان قيادته كانت تلك المفاصل فرصة لتحقيق المزيد من المنافع الشخصية لهم وبموافقته .

وبوجود هذه المفاهيم بين تلك الغالبية من الشعب الفلسطيني أدت الى حدوث اقسام واضح داخل المكون الفلسطيني وعلى مستواه الشعبي ، وذلك لأن تلك العلاقة المالية بينه وبين من يرافقه في قيادة الثورة انعكست على قواعدهم الشعبية في المجتمع الفلسطيني ، والدليل مازال واضحا جدا عل ارض الواقع في كلا من اراضي الضفة الغربية وغزة ، وهو دليل يعيش معه كل فلسطيني لديه انتماء أو ولاء لغيرقيادة فتح .

وفي اختصار ثورة شعب بصنم قائد مثال واضح على أن ذلك الجزء من الشعب المؤيد للصنم واتباعه سوف لن يرضى بوجود مكونات أخرى في وسطه، لأن تلك المكونات ليس لديها اصنام بل لديها وطن أكبر من حجم صنمهم .