بلا إصلاح بلا بطيخ !!


لم أجد ألطف وأرق وأنعم من عنونة المقالة بهذه التسمية الإنبطاحية الإنهزامية ولعلمي الأكيد بأنه لن يروق لمن يراه قبل قراءته ولكنها الحقيقية التي أراها من وجهة نظري في حالة بات مجتمعنا يعزف على وترها من اللحظة الأولى التي قيل فيها عن معزوفة عربية قيل عنها بانها الربيع الذي ينتظره الملايين منهم ، ونحن ها هنا في بلدنا الحبيب نسميه ولله الحمد بالإصلاح المنشود أو الإصلاح الذي بات غصة في الحلق أكثر من كونه ملاذا للكثير من القضايا التي يعيشها الوطن الغالي على قلوبنا .
وبعيدا عن الخوض من لحظة إنطلاق الإصلاح السياسي الصفرية التي يحلو لكل طرف وضع تاريخ زمني لها وأغلبهم يحلو له أن ينسبها للربيع العربي وما أدراك ما هو ربيعنا الجاف ! ، فبصراحة شديدة بت أجد في نفسي أن بيننا وبين الإصلاح فجوة عميقة جدا ومؤشراتها كثيرة من نبض الحالة الإجتماعية ومن الحالة السياسية ومدى رقي طرحها على الصعيد العام .
فأي إصلاح نرجو ونحن من يقتتل على طابور النقل العام !
وأي إصلاح نرجو ونحن نقتتل على إشارة خضراء برق وميضها !
واي إصلاح نرجو ونحن من يسعى لمحاربة الواسطة والمحسوبية وأول زبائنها نحن !
وأي إصلاح نرجو و مجلس نوابنا تمثيله كوتات عشائرية !
وأي إصلاح نرجو ونوابنا يضعون جل وقتهم في انتخاب رئيس ومجلس دائم !
وأي إصلاح نرجو ونحن نفصل الديمقراطية على مقاس كل جمعية ورابطة !
وأي إصلاح نرجو ونحن أبناء سلطة مصفقون ونحن راحلون معترضون !
هي استفسارات من وحل الواقع وإن اشتدت حمم حروفها ولكنها تبقى الصورة التي نعلمها دون رتوش ومساحيق وبعيدا عن مجاملة أنفسنا بأننا نتحمل هذه الخطيئة الكبيرة فنحن من يعزز سطوة الحرس القديم على العمل السياسي ونحن من يقدم لأحزاب سياسية هزيلة كل الدعم لينتفخ أمينها العام ويصبح نائبا ! وهنا ترى العقلية السياسية فينا أرضية مناسبة للسيطرة وبسط نفوذها وتمرير أي قرار تراه هي لوحدها فقط مناسبا لديمومتها !
لست متشائما ولكن المشهد الأخير في مجلس الأمة أكد لي مجددا أننا بحاجة لمراجعة مع النفس كمجتمع عرف عنه الوعي والحنكة بين الشعوب العربية كافة ، فحين تجد عتاعيت السياسة !! يفرغون أنفسهم على مدار أسابيع طويلة لكولسات وجلسات ولبن ولحم وشراك ولوز في سبيل اختيار رئيس مجلسهم ! ودورهم التشريعي الى الخلف در ! وحين تجد سياسة أكون انا وليسقط الجميع فهنا المصيبة بعينها .

نعم نحن بحاجة للإصلاح في ظروف عصيبة وضغوط كبيرة تحملها المواطن الأردني ليبقى الوطن فقط لا ليبقى المسؤول وينتفخ كرشه المتدلي ، علينا أن نعي تماما ان زمن السطوة على العقول قد ولى ولا رجعة عنه ومصيبتنا ستبقى قائمة ولن يكون لهذه الفئة الخيرة من مجتمعنا قائمة ما لم نسعى لسحق رقعة التخلف الموجودة ومنح الفرصة لدعاة الإصلاح السياسي الصادقين منهم لإبداء رأيهم والأخذ به و أن تكون الحراكات السياسية المطالبة بالإصلاح جزءا من القرار مستقبلاً و لكن بعيدا عن باحثي الوجاهة والمنفخة !!
والله المستعان





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات