الشكوى رقم (30169 ) .. ؟!
في حقيقة الأمر أنني أُصبت بحيرة ودهشة كبيرة وأنا أكتب هذا المقال ! والحيرة تكمن في تساؤلين خطيرين من وجهة نظري, أما الأول: ما وصل إليه الناس من انحدار شديد في مستوى الانتماء, لوطنهم, وأرضهم, وهوائهم, ومائهم, وترابهم؛ فهان عليهم الوطن. والتساؤل الثاني : فيمن أوصل هؤلاء الناس إلى هذا المستوى من الانحدار, وقتل روح الانتماء عندهم؟ ويحق للجميع أن يتفكّر, ويتأمل, ويتدبَر في هذه الحادثة, وكم من المواقف والحوادث المشابهة لها, ولو من حيث المبدأ وتحدث في وطني.
وقد يسخر أحدكم من الحادثة! فأقول لكم : نعم يا أبناء وطني الغالي الأردن ( إن معظم النار من مستصغر الشرر )
وفي الشرارة ضعف وهي مؤلمة.................وربما أضرمت نارا على بلد...
نعم إن الرقم الذي جذبكم لقراءة هذا المقال (30169) لهو حقيقي, وهو ليس رقما وهميا, أو رقما لقرار من الأمم المتحدة ضد إسرائيل فلم يطبق, ولا لقضية جاسوسية, ولا قضية جنائية, بل هو رقم الشكوى التي سجلت لدى قسم الشكاوى في سلطة مياه الزرقاء؛ عن ماسورة مياه مكسورة في الحي الذي أسكنه, (تأن وتبكي دما على حال الناس وما وصلوا إليه) مكسورة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع, نعم أكثر من ثلاثة أسابيع من تاريخ كتابة المقال, والمياه تذهب سدى في بلد فقير يشكو قلة المياه, فلا يرق قلب, أو تهتز مشاعر, للذين يقطنون في الجهة المقابلة لها, والغريب في الأمر إنني وفي معرض سؤالي للمقيمين بقربها, أجابني أحد الشباب بعبارة صدمتني وآلمتني حيث قال : ( ما حدش بسأل هون...ليش...إحنا في الزرقاء ) وآخر يسكن في نفس البناية المطلة عليها في الخمسين من عمره, أجاب : (شو بعرفني عنهم )
أما المصيبة الأكبر عندما بادرت بالاتصال مع سلطة مياه الزرقاء بتاريخ( 2/9 ) حيث أبلغت الموظف المسؤول والذي بدوره أجرى تحقيقا مطولا معي على الهاتف, اسمي ورقم هاتفي وعنوان سكني... ( حتى اعتقدت أنني أبلّغ عن وجود قنبلة ؟! ) ومع ذلك أكملت مشواري معه على أمل أن أعود عصرا وقد هبوا لنجدتها وتوقف نزيفها, ولم يحدث شيئا, وفي اليوم التالي 3/9 اتصلت, وأجابني نفس الموظف, حيث أبلغته أن الأمر على حاله؟! عندها قال لي إنه حولها على القسم المعني, وبالأمارة أصبحت تحمل رقما, وهو (30169) ولك( أي أنا ) أن تتابع القضية على الأرقام (3857538_3866518 ) إلا أنني وبرغم المحاولات العديدة لم أحصل على كلمة نعم أو ألو ولو لمرة واحدة من هذه الأرقام, والماسورة تبكي حالنا! ولو نطقت لقالت :
ومتى تفعل الكثير من الخير......إذا كنت تاركا لأقله؟...
إن ما يحدث لهو أمر غريب وعجيب وشاذ, وقد عمّ عند الناس, وهنالك شيء مفقود, لا يتعلق الأمر بماسورة مياه مكسورة, بل يتعلق بفقدان شيء داخلي وعميق عند المواطن, يتعلق بالمواطنة الصالحة, والانتماء للأرض والمكان والإنسان.
وأخيرا أختم بهذه الأبيات:
وقد يكبر الخطب اليسير ويجتني......أكابر قوم ما جناه الأصاغر
...............................
قد يبعث الأمر الكبير صغيره...........حتى تظل له الدماء تصبّبُ
................................
سوسة كانت على القصر تدور..... جازت القصر ودبت في الجذور
فابعث الغربان في أهلاكها............. قبل أن تسقط في أشراكها
في حقيقة الأمر أنني أُصبت بحيرة ودهشة كبيرة وأنا أكتب هذا المقال ! والحيرة تكمن في تساؤلين خطيرين من وجهة نظري, أما الأول: ما وصل إليه الناس من انحدار شديد في مستوى الانتماء, لوطنهم, وأرضهم, وهوائهم, ومائهم, وترابهم؛ فهان عليهم الوطن. والتساؤل الثاني : فيمن أوصل هؤلاء الناس إلى هذا المستوى من الانحدار, وقتل روح الانتماء عندهم؟ ويحق للجميع أن يتفكّر, ويتأمل, ويتدبَر في هذه الحادثة, وكم من المواقف والحوادث المشابهة لها, ولو من حيث المبدأ وتحدث في وطني.
وقد يسخر أحدكم من الحادثة! فأقول لكم : نعم يا أبناء وطني الغالي الأردن ( إن معظم النار من مستصغر الشرر )
وفي الشرارة ضعف وهي مؤلمة.................وربما أضرمت نارا على بلد...
نعم إن الرقم الذي جذبكم لقراءة هذا المقال (30169) لهو حقيقي, وهو ليس رقما وهميا, أو رقما لقرار من الأمم المتحدة ضد إسرائيل فلم يطبق, ولا لقضية جاسوسية, ولا قضية جنائية, بل هو رقم الشكوى التي سجلت لدى قسم الشكاوى في سلطة مياه الزرقاء؛ عن ماسورة مياه مكسورة في الحي الذي أسكنه, (تأن وتبكي دما على حال الناس وما وصلوا إليه) مكسورة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع, نعم أكثر من ثلاثة أسابيع من تاريخ كتابة المقال, والمياه تذهب سدى في بلد فقير يشكو قلة المياه, فلا يرق قلب, أو تهتز مشاعر, للذين يقطنون في الجهة المقابلة لها, والغريب في الأمر إنني وفي معرض سؤالي للمقيمين بقربها, أجابني أحد الشباب بعبارة صدمتني وآلمتني حيث قال : ( ما حدش بسأل هون...ليش...إحنا في الزرقاء ) وآخر يسكن في نفس البناية المطلة عليها في الخمسين من عمره, أجاب : (شو بعرفني عنهم )
أما المصيبة الأكبر عندما بادرت بالاتصال مع سلطة مياه الزرقاء بتاريخ( 2/9 ) حيث أبلغت الموظف المسؤول والذي بدوره أجرى تحقيقا مطولا معي على الهاتف, اسمي ورقم هاتفي وعنوان سكني... ( حتى اعتقدت أنني أبلّغ عن وجود قنبلة ؟! ) ومع ذلك أكملت مشواري معه على أمل أن أعود عصرا وقد هبوا لنجدتها وتوقف نزيفها, ولم يحدث شيئا, وفي اليوم التالي 3/9 اتصلت, وأجابني نفس الموظف, حيث أبلغته أن الأمر على حاله؟! عندها قال لي إنه حولها على القسم المعني, وبالأمارة أصبحت تحمل رقما, وهو (30169) ولك( أي أنا ) أن تتابع القضية على الأرقام (3857538_3866518 ) إلا أنني وبرغم المحاولات العديدة لم أحصل على كلمة نعم أو ألو ولو لمرة واحدة من هذه الأرقام, والماسورة تبكي حالنا! ولو نطقت لقالت :
ومتى تفعل الكثير من الخير......إذا كنت تاركا لأقله؟...
إن ما يحدث لهو أمر غريب وعجيب وشاذ, وقد عمّ عند الناس, وهنالك شيء مفقود, لا يتعلق الأمر بماسورة مياه مكسورة, بل يتعلق بفقدان شيء داخلي وعميق عند المواطن, يتعلق بالمواطنة الصالحة, والانتماء للأرض والمكان والإنسان.
وأخيرا أختم بهذه الأبيات:
وقد يكبر الخطب اليسير ويجتني......أكابر قوم ما جناه الأصاغر
...............................
قد يبعث الأمر الكبير صغيره...........حتى تظل له الدماء تصبّبُ
................................
سوسة كانت على القصر تدور..... جازت القصر ودبت في الجذور
فابعث الغربان في أهلاكها............. قبل أن تسقط في أشراكها
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
تحية وطنية خالصة لك ولغيرتك على مياة البلد والتى اعتبرها دم ابناء الوطن وما ينزف هو الدم لا الماء والسؤال اين المسئولين الذين يظهرون بين الحين والاخر على وسائل الاعلام بكل اشكالها وهم يبتسمون ويعرضون انجازاتهم وهمومهم وابداعاتهم والحقيقة ان هذه الحادثة ليست الاولي فتذكر معي ماسورة جسر ماركا وتذكر ماسورة طريق ياجوز وتذكر المنارة وغيرها الكثير وكل يوم وكل ساعة هنالك قصور وعدم متابعة والنتيجة اننا نحن المواطنين مخطئيون وليس من حقنا ان نتصل ونزعج سياداتهم وعطوفتهم وان الحل بيدنا نحن المواطنون بان نشكل فرق انقاذ المياة المهدورة وتاسيس جمعية المحافظة على الماء تكون من مهامها سد المواسير واصلاحها على حساب الجمعية لان عدم الاصلاح لايعود على الموظف او المدير المسئول باي ضرر وكل الضرر على المواطن ولذا على المواطن المبادرة لعمل هذة الجمعيات بكل حي وقرية وحارة وبصراحة لافائدة من الاتصال والازعاج والحل العملي ما
تحية وطنية خالصة لك ولغيرتك على مياة البلد والتى اعتبرها دم ابناء الوطن وما ينزف هو الدم لا الماء والسؤال اين المسئولين الذين يظهرون بين الحين والاخر على وسائل الاعلام بكل اشكالها وهم يبتسمون ويعرضون انجازاتهم وهمومهم وابداعاتهم والحقيقة ان هذه الحادثة ليست الاولي فتذكر معي ماسورة جسر ماركا وتذكر ماسورة طريق ياجوز وتذكر المنارة وغيرها الكثير وكل يوم وكل ساعة هنالك قصور وعدم متابعة والنتيجة اننا نحن المواطنين مخطئيون وليس من حقنا ان نتصل ونزعج سياداتهم وعطوفتهم وان الحل بيدنا نحن المواطنون بان نشكل فرق انقاذ المياة المهدورة وتاسيس جمعية المحافظة على الماء تكون من مهامها سد المواسير واصلاحها على حساب الجمعية لان عدم الاصلاح لايعود على الموظف او المدير المسئول باي ضرر وكل الضرر على المواطن ولذا على المواطن المبادرة لعمل هذة الجمعيات بكل حي وقرية وحارة وبصراحة لافائدة من الاتصال والازعاج والحل العملي ماذكر اعلاة وانسى الموظف والمدير بلاش نقطع رزقهم فهم ابنائناواخواننا واحبتنا ونتمني لهم الدرجات العلا
فالرقيب يجب ان يكون داخليا مربوط مع الخالق عز وجل
واذا ما مات الاخلاص هان على الفرد فعل اي شئ بما فيه بيع وطنه واغلى ما يملك
نعم الانتماء يولد ولا يكتسب
وغير هيك وهذا الاهم انه يكون بالاقتداء
فالفرد يقتدي بالوالد والمسؤول و...
والله شكلي بخبص
لكن الشغلة من الداخل وفي الدم
زي نوع الدم
بس لو في مخافة الله اهم شى في الدنيا
و المصيبة الكبرى انه في %40 زيادة (نسبة الدفع) في بداية السنة الجديدة هاد هو الحل بنظرهم
و المصيبة الاكبر انه العقل ما بنشرى
وشوف حضرتك استقبال الناس لهاد الخبر
عاددي
عنجد بكفي ذل
والمشكلة يا دكتور انه في كتير حالات شبيهه للحالة التي ذكرتها وللاسف كانت تأخذ من الوقت لحلها لا يوم ولا يومين بل لاشهر وبعضها تجاوزالسنة وانا اقول هذا لما سمعته في بعض البرامج على القناة الاردنية والاذاعة الاردنية
وانشالله تنحل بأسرع وقت
سلااااااااااااااام
القضية أكبر من ماسورة مياه مكسورة
القضية انتماء وحرقة بين الانسان والارض
اعانك الله يا وطني على التحديات الكبرى التي تنتظرك
إلى المسؤولين أقول:
اتقوا الله في بلدكم الذي تتنعمون بخيراته اتقوا الله في الامانة التي أوكلت اليكم
وأدعو الأخوة في جراسا إلى إثارة الموضوع مع المسؤولين عن المياه في الزرقاء
تصورا بالله عليكم المياه تهدر منذ شهرين ويزيد بالرغم من الاتصال لأكثر من مرة مع المعنيين وتسجيل الشكوى بالرقم الذي يحمله المقال ولا حياة لمن تنادي
ولماذا تقبعون على الكراسي إذا.
أي انتماء هذا الذي نتغنى به...
30/9/2009