الرئيس الأكذب قولا


قد يجمع الإنسان من الصفات اجملها ومن الخصال افضلها ومن السمات احلاها فيحلوا في عين الناس ويكسب مودّتهم ويحوز على ثقتهم وينال ثنائهم ويستجلب دعائهم .
وخاصّة إذا كان الإنسان في منصب مهم وقراره يؤثّر على العديد من البشر وكلامه يؤخذ على انه قرار نافذ له ابعاد قريبة الأجل وبعيدة التأثير على حياة الناس الإقتصاديّة والإجتماعيّة بل ويؤثّر على ترابط الأسر وحياة افرادها وتفكك المجتمع وفقدان قيمه ويخل بعاداته ومفاهيمه للأمور حوله .
وقد يجمع الإنسان من سوء الصفات افضلها كأن يكون صادقا في كذبه فيكون قوله كذبا يقوله دون ان ترمش له عين او تبدر منه هفوة او يبدوا عليه ارتباكا فيكون كلامه اقوى من الصدق , او ان يكون عادلا في ظلمه بحيث لا يبدوا عليه العنف او الغضب او الحدّة او التحيّز والإنفراديّة بل يكون ظاهره المساواة وتحليله الأولي بهدف العدالة .
وقد يكون الإنسان جريئا في تصرّفه بحيث يفعل شيئا غريبا لدى الغير بجرأة تلفت الأنظار الى الجرأة وليس للتصرِّف نقسه فيضيع سوء التصرّف بالإعجاب بجرأة التصرّف , او قد يكون الإنسان فهلويّا في تحليله فقد يدلي برأي ما خارج عن المألوف ويقوم بتحليل رأيه مستخدما نماذج ومستعينا بكلام منقول واشخاص موثوقين في مواقف مختلفة ولكن لمصداقيّة أولئك الناس وتلك الأقاويل تضيع الأمور ويصبح وكأن رأيه لاقى القبول مؤقتا .
وقد يكون الإنسان عاطفيّا في طرحه للأمور كأن يكون مسؤولا ويتّخذ قرارا وللدفاع عن هذا القرار يستخدم العاطفة بأقصى حالاتها ومنها الدموع والإستشهاد باحاديث وآيات من الكتب المقدّسة التي تدخل قلوب الناس وتدغدغ عواطفهم دون المرور لعقولهم في حينها فيحقق مآربه مؤقتا .
ذلك هو الإنسان العادي فكيف إن كان مسؤولا كبيرا ومهمّا وكيف إن كان رئيس دولة عظمى تتحكّم في كثير من مصائر الشعوب والأمم باعنبارها القطب الأكبر في العالم ويقول رئيس تلك الدولة ان جيشه لن يقوم بإنهاء داعش وإنما الهدف هو حصارها في المناطق التي تسيطر عليها فهل هذا قول فيه حكمة واستراتيجيّة حكيمة لخلاص الشعوب من الإرهاب الأمريكي وهو ارهاب دولة من الدرجة الاولى لأن امريكا كما يُشاع اوجدت داعش لمآرب صهيونيّة وامريكيّة , وقد يكون التجديد للرئيس الأمريكي الذي قيل ان لجدوده علاقة بالإسلام , لفترة رئاسة ثانية قبل سنتين له علاقة بما يجري الآن من تأسيس تلك المنظمات الإرهابيّة بمسميات إسلاميّة لغرض واضح هو تأجيج الإختلاف المذهبي الإسلامي ليصل لمرحلة الإقتتلال الاسلامي الذي لم يصبح بعيدا لا قدّر الله وثانيا ليسهم في إعادة ترسيم منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حسب ما ترتضيه الدول الكبرى واسرائيل وهذا ما هو حاصل الآن وثالثا لكي تستطيع اسرائيل تحقيق هدفيها واولهما هو تهميش اهميّة المسجد الأقصى تمهيدا لتهويد الدولة وإقامة الهيكل بدلا منه وهذا ما هو جار هذه الأيام والهدف الثاني انهاء القضيّة الفلسطينيّة حسب المنظور الصهيوني وهذا ما تسعى له اسرائيل وامريكا بخطى حثيثة هذه الفترة .
وإلاّ كيف لنا ان نصدّق رئيسا لم يفي باي وعد قطعه وكان اولها وعد باغلاق معتقل غوانتانامو وغيره فهل نصدّق ان تلك الجماعات خرجت بين ليلة وضحاها بتلك الإمكانات التسليحيّة والتقنية والإدارية والماليّة والبشرية لتسيطر على اراض شاسعة وينضم لها افراد بلالاف خفية عن تلك الاقمار الصناعية التي تملأ السماء دورانا او خفية عن افراد المخابرات والاستخبارات الامريكية والاسرائيلية والانظمة التي تدور في فلكها والتي تملاء الارض بحثا وتفتيشا وظلما واحيانا تحقيقا وخطفا واختيرت العراق وسوريا مهدا لتلك الدولة الجديدة وتأخذ من الشريعة ما تراه منفرا وتمارس من الحدود الشرعيّة ما لا يقبله الناس ولا يتوافق مع احكام الدين الحنيف في الظروف الحياتيّة الحاليّة في غياب الإجتهاد وعلماء الفتاوى وفي ظل تشتت الامة الإسلاميّة .
وإذا كان الرئيس هكذا كلامه كذبا وفعله اسودا وذنبه قبيحا ونواياه خبيثة وإدارته مراوغة كيف لمستقبل شعبه ومستقبل الشعوب الاخرى ان يكون زاهرا وكيف لربيعها ان يكون مزهرا وحياتهم مريحة .
اللهم إحمي الاردن ارضا وشعبا وقيادة واجعل الصدق دوما في قول مسؤوليه والإخلاص والنجاح في اعمالهم وعظّم من ايجابيات اعمالهم وقلص من سلبياتهم واجعل ربيعهم مزهرا بالورود .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات