رسالة ملكية .. تفسر بعد24عام


ليس بالغريب على الهاشميين النظرة السياسية الثاقبة والقومية ، التي كانت ولازالت تبين لنا مانجهله من مخططات مسمومة يراد بها إذلال الأمتين العربية والإسلامية عبر تقسيمنا عرقياً وعبر تفتيت وحدتنا العربية ، فبالرجوع لرسالة المغفور له باذن الله الملك الحسين الباني والتي بعث بها إلى أخيه وشقيقه الشهيد الرئيس صدام حسين بما كان يراه ويلتمسه وما حذر منه من ضياع للأمة ،ها نحن قد وصلنا إليه للأسف كأمة عربية وإسلامية اذ كان همه في وقتها الحفاظ على مكتسباتنا ومقدراتنا وهويتنا وعقيدتنا ، عبر التحذير والتنويه مما سيحدث من فوضى عارمة في الشرق الأوسط ، وحاول جاهداً إفشال مخططات الدول الطامعة بالثروات العربية وتجزئة الوحدة العربية ، فها نحن بعد فوات الأوان دولا ذليلة مستهلكة مستعمرة فكرياً وشعوب ناقمة على قادتها وأوطانها .
هذا مقتطف من رسالة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال ((( (وينعكس الاهتمام العالمي بمنطقتنا على أمور شتى من أهمها الحرص على استقرارها ضمن الأطر التي ترتضيها الدول الصناعية الكبرى ومنها محاولات التحكم في مسار نهوضها الاقتصادي والاجتماعي والعسكري والعلمي والثقافي بحيث ينسجم مع تصورات هذه الدول ومطامحها ولا يتعارض مع مطامعها ومنها تعزيز علاقاتها مع دول الجوار من غير العرب كي تبقى هذه الدول مصادر تهديد وإزعاج وابتزاز للعرب سواء فيما يتعلق بقدرتها على التحكم بمصادر المياه المنسابة إلى ألأرض العربية أو فيما يتعلق بقدرتها العسكرية كما هو الحال مع إسرائيل على شن الاعتداءات المسلحة ومواصلة التوسع على حساب الأرض العربية أو فيما يتصل بتطلعات بعضها للقضاء على البعد القومي العربي وحلم الأمة العربية الموحدة وتذويب الشخصية العربية المتميزة باسم الدين أو تمزيق الجسم العربي بالعمل على تجزئة المنطقة ضمن الأطر العرقية .
على هذه الخلفية التي أعلم أنكم أكثر من يدرك تفاصيلها وأبعادها جاءت أزمة الخليج لترى فيها الدول الكبرى والصناعية الفرصة الذهبية لإعادة تنظيم المنطقة وفق مخططات خبيثة تتناسب مع تطلعاتها ومصالحها على حساب تطلعات ومصالح الشعوب العربية . ولترى فيها أيضا الفرصة السانحة لوضع وترسيخ قواعد اللعبة الدولية وبلورة نمط التعامل مع منطقتنا في العهد الجديد ))))
فتلك الكلمات ما هي إلا خارطة فاتنا تتبعها ، فها نحن قد أضعنا بوصلتنا العربية الإسلامية ببعدنا عنها وعدم تمعنا بما يدور بين الأسطر ، نعم رحمك الله ياحسيننا الباني ورحم الله وحدتنا العربية .
حـــــــــــماك الـــــــــلــــــــــــــــه يـــــــــاوطــــــــــنـــــــــــي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات