اقزام ولكن نماريد


كثير من حكّامنا يبدون اقزاما لا حول لهم ولا قوّة إذا قارنتهم مع زعماء الدول الغربية ذات الديموقراطيّات المستقرّة فلا استقرار في حكمهم ولا اتّزان في كرسيّهم ولا حبُّ من شعبهم لهم ولا اخلاص من كوادرهم وعسكرهم ولكنّهم نماريد امام شعوبهم فالدكتاتوريّة بدلا من الديموقراطيّة ,والجوع والفقر بدل من الرفاهيّة ,والقتل والتشريد بدلا من الحياة الكريمة, والمحسوبيّة والشللية بدلا من المساواة ,والظلم والاستبداد بدلا من العدالة , والتفرقة والتعصّب بدلا من الوحدة والمحبّة .
قد تكون احدى محاسن الربيع العربي انّها ابانت للشعوب الغثّ من السمين وانارت دروبها نحو طاقات من الفرج بالرغم ممّا تكبّدته الشعوب من قتلى وجرحى واسرى ودمار وخراب بيوت وتشرُّد ولجوء اذلّ الاعزّاء وابكى امّهات ويتّم اطفالا ورمّل نساء وكل ذلك من اجل كرسي له بريق في الدنيا ولكنّه نار الى زوال في جهنّم بالآخرة .
وهذا هو اليمن لم يعد سعيدا ومصر لم تعد ام الدنيا وليبيا لن تصبح عذراء الصحراء والسودان لم يعد ابو النيلين والعراق لم تغلّ تموره بين الرافدين وسوريا لم ولن تكون ممانعة للعدوان الصهيوني وفلسطين التي كانت في قلب كل عربيِّ لم يبقى في القلب سوى رصاصة وجرح ازلي والقدس التي كانت اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لم تبقى في حضن الإسلام الآن وكاد ان يحلُّ محلّها هيكل لمعبد خرافي من الأحلام الصهيونيّة القديمة .
وها قد بدأ الصهاينة الصلاة في ساحات المسجد الأقصى لترتفع الصخرة المشرّفة الى السماء شاكية له المسلمين الآن قائلة ان من اودعت عندهم الأمانة لم يصونوها لأنهم لم يكونوا اهلا للأمانة فانزع البركة والخير منهم حتّى تستبدلهم بقوم خيرا منهم وبزعماء خيرا من زعمائهم .
لقد قزّمنا هذا الزمان بأن صوّرنا نحن وزعماؤنا أقزاما امام اعدائنا والضامرين الشر لنا وجعل الكثير منّا ومن زعمائنا يركعون للعدو والأمريكان بدلا من السجود لخالقنا وخالق الامريكان فاصابوا من الذلِّ ما لا يحسدون عليه وحصدوا من غضب الله ومنّا ما لم يحتمله عبد مؤمن ولكن طمع الدنيا والشيطان ذو جبروت كبير .
وبداية غضب الشعوب كانت في الربيع حيث لفظت الشعوب جلاّديها ولفظت الإدارة الأمريكيّة رجالها الفاسدين الجشعين من حكّامنا لأنهم اصبحوا غير ذو فائدة لهم فانتهت صلاحيّتهم بمرور الزمن حيث ارادوا تآليه انفسهم وتوريث احبابهم فكتبوا نهاياتهم بطمعهم وغضب شعوبهم .
وبقيت لدى بعضهم الوقاحة وبعض الجرأة للمحاربة والعناد بتقتيل شعوبهم والدخول بتحالفات من اجل ذلك والاعتماد على العدوْ والأجنبي الذي يبتدع الجماعات المسلّحة وبإسم ديننا لكي يقتل بعضنا بعضا بأسم الدين والعرق والقوميّة والطائفيّة وجعلنا نؤمن بما نقوم به من اعمال يندى لها جبين كل حرِّ يؤمن بكرامته وعزّة نفسه .
وهكذا إن لم نلحق اقصانا مسرى نبيُّنا فسيضيع كما ضاعت قبله حقوق عربيّة كثيرة وعندها يأتي يوم يقول فيه ابناؤنا هذا ما جناه ابي علي وما جنيت على احد فقبل ان نبكي على اقصى ضاع لنهبّ لنصرة مسجدنا المحتل ففيه مسرى الرسول الكريم والصخرة التي صعد من عليها الى السماء وفيه كرامتنا ولنثبت للعالم اننا لسنا اقزاما بل نماريد وماردون في استرداد حقوقنا والمحافظة على مقدّساتنا .
اللهم بارك لنا في اقصانا فانت ربّه الذي يحميه من الإحتلال ونجس الأعداء واعطنا القوّة للحفاظ عليه .
اللهم احمي الاردن ارضا وشعبا وقيادة واجعله قادرا على صون مقدّساتنا في القدس الشريف حتّى تعود الارض وما عليها لأهلها الأصليّين ومكِّن الاردن وشعبه وقيادته من صدّ المعتدين ورُدّ كيدهم في نحرهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات