عودة الروح للعراق ومصداقية السياسة الأردنية


 ينعم الأردن بالاستقرار والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والمحافظة على تنظيم حياتنا السياسية والتي تحمل جذورنا نحو تعميق المبادئ والأخلاق والالتزام بمصلحة الشعوب وحريتها في دولة القانون واحترام الدستور. ومن مرتكزات السياسة الأردنية المصداقية التي تكفل كل قواعد العدالة وكرامة الإنسان والاستقلال الوطني والتسامح وزيادة معدلات التنمية والمحافظة على وجدان شعوب المنطقة المتطلعة للحياة. هذه نظرة الأردن الواضحة الملتزمة بإستقرار المنطقة. فالتحرك الأردني الدائم لنصرة شعب العراق الشقيق نابع من جذور التاريخ الساطع للأمة العربية والإسلامية الممثلة لأمال الأجداد والآباء والأبناء خاصة وأننا أمام عتبة جديدة في تاريخ المنطقة تتطلب إحداث تغير جذري للمنطقة. فالأردن مدرك تماماً للمتغيرات الدولية التي تدور من حولنا ويتفاعل بدبلوماسية متطورة لها جذورها وتتوافق مع التطور العالمي.

 من هذا المنطلق لا يريد الأردن لشعب العراق العزلة بل يريد له الانفتاح والمرونة وإتاحة الفرصة للتفاعل مع شعوب المنطقة والعالم وتوفير الاحترام الكامل لحقوقه فهذا من ثوابت السياسة الأردنية والنظرة المستقبلية الثاقبة نحو شعب العراق الشقيق لإعلاء قدره وشأنه وتأكيد قيمته وأثره وتأثيره بين شعوب المنطقة والعالم والتفاعل معه.

 ومصداقية سياستنا الأردنية تعمل باستمرار من أجل تحرر شعب العراق وإثبات وجوده على الساحة الدولية بالرغم من المعاناة الطويلة والعقبات الكبيرة وزعزعته عن الإيمان بأهدافه واقصائه عنها وعن العمل العربي وهذا يقلص دور العراق في هذه المرحلة الخطيرة الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية.

 فالمصداقية والواجب يدعوان لإنتشال الشعب العراقي من الهوة التي وقع فيها لأن استمرارية الوضع كما هو عليه من انحدار وتدهور ستؤدي إلى كارثة. وقبل فوات الأوان يدعو الضمير والمصداقية لجمع الشتات وتفجير الطاقات والنهوض بالشعب العراقي وإزالة


التجزئة والقهر الذي يمارس ضده والاستغلال لقواه التي تقف عاجزة على الساحة الدولية على أن تتخطى بفكرها ووعيها تلك الحدود التي فرضت عليه ورسمت له خاصة والمتغيرات سريعة جداً ولشعب العراق الحق بأن يتفاعل مع هذا التطور بما يحفظ له هويته العربية والوطنية ويخرجه من عزلته نحو الانفتاح للعالم ويتيح الفرصة للتفاعل مع شعوب العالم والمنطقة من خلال الاحترام الكامل للحقوق والمواثيق وهذا يحتاج إلى معالجة القضايا الصعبة والشائكة من خلال الديمقراطية حيث سينعم أجيال المستقبل ويجدون فرصة عيش حياة يسودها الأمن والاستقرار والتقدم.

 فالوضع الراهن الحياتي في العراق اليوم أكثر حاجة إلى التغير الجذري للواقع السائد ويسلتزم تحركاً جاداً لفعل إنساني قائم على الحرية والديمقراطية والنهضة بكافة الجوانب.

 ومصداقية النظرة الأردنية السياسية للعراق والطريق إلى شقها لتطويره كانت وما زالت أرقى بكثير من رؤى وطرق أية قوة تعاطت السياسة في وطننا العربي.

 


 talal_gerasa@yahoo.com             
                                                                                                                                     



تعليقات القراء

لا يوجد
اعتقد ان مقالتكم فيها كثيرا من الشففافيه حول عودة الروح بالرغم من الجرح العميق للعراق الشقيق
10-11-2008 04:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات