لمن عاشوراء ؟


ليس بعيدا عن التاريخ وما يرويه من حكايات تأخذ الصبغة الدينية ؛ نجد أن كل طرف من اطراف العلاقة بين الله والبشر يدعي الأحقية بالمعرفة الألهية المطلقة وبأنه يمتلك ناصية الأمر الذي يؤدي الى الجنة .

وتمثل عاشوراء جزء من هذا التاريخ الديني المختلط مابين اليهودية والإسلام بتشعباته الطائفية التي تزيد من حالة التوتر بين كافة الأطراف ، سيدنا محمد عليه السلام جعل عاشوراء أكثر قربا للمسلمين من اليهود وأكد على مخالفتهم بزيادة صوم يوم إما قبله أو بعده ، والمسلمين بطوائفهم من سنة وشيعة وبقية المسميات اختلفوا بطريقة الاحتفال بعاشوراء ، وكانت النتيجة أن أصبح عاشوراء مفصلا مهما في تحديد صفات وملامح تلك الطائفة عن الأخرى في الوسط الاسلامي " السني والشيعي " .

ومنذ احداث 11 سبتمر وما تلاها من تطورات وتبعها موسم الربيع العربي أصيبح معركة عاشوراء هي الجزء الرئيس في تحديد تلك الملامح ، وبرزت عاشوراء على الساحة الدينية ليس كاحتفال أو ذكرى دينية بل عاملا مهما في تبيان تلك الطائفة عن غيرها، وهي حالة ترسم حجم الفروقات الدينية بين الطوائف المسلمة والتي يتبعها من فروقات في العلاقة السياسية بين تلك الطوائف من حكام وشعوب .

وذكر في التاريخ الاسلامي القريب ومن قبل عدد من علماء السنة أن إبقاء الأمر مستورا يأتي من باب درء الفتنة بين المسلمين ، وكان هذا الشيء كفيل بحدوث جهل كبير بين افراد الطائفة السنية وفي نفس الوقت ترسيخ للمعلومة وبقوة بين أفراد الطائفة الشيعية؛ كونها اتخذت من قاعدة " المخالفة " للسنة ركيزة في ثقافة أتباعها وللمحافظة على وجودها داخل الوسط السني الذي له الأغلبية في معظم الدول الاسلامية الشرق أوسطيه .
واليوم اصبح عاشوراء خارج المفهوم التاريخي الديني الذي وضع فيه منذ عقود ، وتشكلت حوله تحالفات طائفية سياسية وتم التلاعب به من قبل رجال دين الطائفتين " السنية والشيعية " في تجييره لصالح أحدهم دون الأخر، وهم بذلك يفرغون عاشوراء من محتواه الديني الموروث من قبل الرسول عليه السلام ويتم تغييب اصل صيامه كأحقية للمسليمن من اليهود في صيامه ، ولايعرف اذ ما كان اليهود يصومونه هذه الايام أم لا ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات