نحن على موعد جديد مع عاصفة التصريحات النيابيه والتي بالعاده تسبق التنافس على رئاسة المجلس وتقسيم ما تبقى من الكعكه وكل عام وانتم بخير , هذه المره للاجتماعات طابع مغاير والتصريحات ذات نكهه لاذعه تشبه لحد كبير مذاق البهارات الحاره التي زينت مائدة الافطار الرمضانيه في اكثر احياء العاصمه رفاهيه وبذخ , حيث تم الاجتماع بنصاب كافي هذه المره وتلاقت الرؤى والاحلام وتكاثفت الجهود بالاعلان عن تأسيس تكتل جديد مبارك سوف يعلن عن برنامجه السياسي لاحقاً !! والهدف واحد , وبحد علمي فانه سيتم تكثيف اللقاءات اللاحقه على موائد لاحقه بمشاركة جميع الاطياف السياسيه النيابيه والكلام تصريحاً وتلميحاً متاح للجميع هذه المره , اما سقف الحريه فانه اعلى من قمة ( الفيلا ) التي ضمت بين جنباتها المدعوين الكرام .

انا بدوري سوف اقوم بعمل تجمع شعبي في احدى موائد الرحمن واعلن فيه بان الاردن منطقه منكوبه ..ومفجوعه ,, نعم سوف اضيف للاجتماع طعم شعبي مقبول جداً لا سيما وان اجواء الاجتماع ستكون الاقرب للمواطن وتلامس همه المعاشي , ستكون التصريحات عفويه وصادقه لانه كلما ازدادت المسافه بين الرغيف والجوع كان الاجتماع اصدق,, وكان الكلام اصدق ,, وسوف اعلن في نهاية اللقاء الشعبي عن ( نكبتنا السياسيه) ونعزف لحن الرجوع الاخير على مسيرة التنميه السياسيه بالاردن .

انا لا زلت من المؤمنين تماماً بان الاحزاب والتكتلات لدينا تولد على مائده وتكون ذات برامج عقيمه وبنهج غير منطقي لا يلتقي مع الشعب على قاسم مشترك واحد ونكتشف بالنهايه ان الهدف المعلن شيء والحقيقي شيء آخر , حتى اللقاءات السياسيه لدينا تأخذ طابع غريب وهجين , فمن يمثلون الشعب الكادح يجتمعون على موائد الترف في احياء البرجوازيه التي تقرب الاغنياء لها زلفاً ويصل المجتمعين لتشخيص مفاده بان مشكلة الاردن والشعب والمسيره السياسيه التليده تنحصر في كرسي رئاسة المجلس بعدما استطعنا ولله الحمد من تجاوز مشكلات الفقر وظبط المال العام واقرار القوانين التي تمس الجانب المعاشي للمواطن (كقانون الضمان والمالكين والمستئجرين ) واستطاع المجلس بتوفيق من الله بالتصدي لخطط الوطن البديل وحل مشكلة المياه والامن الغذائي ولجم انفلات السوق وجشع المحتكرين ولا ننسى موضوع البطاله العماليه والسياسيه التي استطعنا باقتدار غير مسبوق من علاجها ووضع السياسات العامه للقضايا المصيريه موضع التنفيذ علماً بان المجلس قضى على مسألة التنفيعات والامتيازات النيابيه والاعفاءات الجمركيه والتعليميه والدينيه ولم يبقى سوى مسألة كرسي رئاسة المجلس والتنافس المحموم عليه .

انا لست من المدافعين عن رئيس المجلس الحالي ولكن كل القائمين على الاعلام الالكتروني يعلمون تماماً بان عبد الهادي المجالي كان قد صرح لاكثر من مره بان على النواب ان يرفعوا من سوية عملهم ويحسنوا اداءهم حتى لا يتعرضوا للنقد وذلك اثناء مشكلة المجلس النيابي مع المواقع الالكترونيه والتي كشفت لنا كم ضاق ممثلين الشعب بالاعلام الحر ذرعاً بدلاً من دعمه عندما طالبوا ولاكثر من مره لتقييد المواقع الاخباريه تحت شعار ( صار الي بسوا والي ما بسوا يحكي علينا ) على رأي احد النواب ... , ويعلم الشعب جيداً بان رئيس المجلس الحالي لم يفتح جيوب الكثير من النواب عنوةً ليضع فيها النقود والمزايا ولم يكن هو من المطالبين بزيادة الرواتب النيابيه والاعفاءات لكثير من اعضاء المجلس وانما تمت تلك الصفقات بطلب البعض وهناك من خرج علينا في هذه الايام بتصريحات بائسه تستخف بعقولنا وتعلق مسؤولية انعدام كفاءة المجلس على شماعة الرئيس !! .

الذي يحدث داخل مجلس النواب من حراك نيابي غير صحي يدلل على البون الشاسع بين الكثير من ممثلي الشعب وبين القواعد الشعبيه التي منحتهم الاصوات عندما اصبح الكثير من نواب الوطن ينحاز لمصلحته الشخصيه وحصته من السلطه بدلاً من انحيازه لقضايا الوطن المؤرقه حينما حمل الكثير منهم شعاراً موجه للمواطن مفاده( أذهب انت وربك فقاتلا ) فنحن بالمجلس قاعدون .

Majali78@hotmail.com