فتاحات العراق يستعن بالجن لقراءة الطالع والحظ


جراسا -

في حارة ضيقة في مدينة بغداد بمنطقة الفضل¡ ثمة بيت هو مقصد النساء على وجع الخصوص¡ لكن ليس الهدف تمضية الوقت وتناول الشاي والمأكولات فحسب¡ بل ان الغرض الاساسي هو قراءة الطالع الذي تجيده "عرافة" متخصصة في قراءة الفأل¡ حيث لاتتوقف زيارات عشرات النساء الباحثات عن تفسير أو طريقة لجلب الحظ الحسن لهن أو لذويهن واطفاء نار الحسد التي تطاردهن أنى ذهبن¡ كما يرددن فيما بينهن

وفي مدينة الحلة الواقعة جنوب بغداد¡ تشتهر "أم حسن " بقدرتها على قراءة الطالع وسبر أغوار المستقبل. ويتداول الناس أحاديث عن "ام حسن" بعضها اقرب الى الخيال. اذ تجيد هذه المراة السبعينية عدة طرق لقراءة الفال كما تقول "هيفاء" التي جربتها عدة مرات¡ وكان نبوءاتها صحيحة الى حد كبير. وبحسب "هيفاء" فان "ام حسن" تجيد قراءة الكف باستعمال الماء والملح والأحجار الكريمة الخاصة.

لكن" أم حسن " رفضت الحديث الينا بحجة ان الوقت لايسعف.
غير ان معاونتها "ام علي" تكشف عن سر لايعرفه الا القليل عنها وهي انها تستعين بالجن في قراءة الطالع.

تقول "ام علي".. يرعى العرافة "ام حسن" جني اسمه "بربيش"¡ يعرف المعلومات عن الشخص الذي يود قراءة طالعه¡ و" بربيش" هو روح من بابل القديمة يطوف بين الناس.
وتؤكد "ام علي" انها رأت الجني مرة واحدة وكان جميلا كالضوء ليس له حواجب لكنه لايظهر دائما ويمنح مساعدته بالاحلام والتخاطر.

وتمارس العرافة "ام حسن" الطالع منذ ثلاث عقود وهي موهبة من عند الله كما تقول¡ فقد صادفت الكثير من الظواهر الغريبة منذ طفولتها¡ كما تنبأت بيوم موت والدها¡ وكانت تعرف من سيقتل من الجنود خلال الحرب العراقية الايرانية حتى ان الناس كانوا يقصدونها لحماية ابنائهم.

وكثير من النساء ولاسيما المتزوجات منهن يقصدن فتاحات الفال التي تكون بمثابة الشخص الاخر الذي تحتاجه المراة للبوح عما في داخلها حين لاتجد من يستمع اليها.

وغالبا ماتلجأ المراة الى فتاحة الفال حين تفقد القدرة على التعامل مع المشكلة بواقعية.
وثمة نساء يلجان الى فتاحة الفال بسبب الشد النفسي والعصبي الذي يرافق تأخر حالة الانجاب او انعدامها تماما فتكون المرأة في هذة الحالة هي المسؤولة مباشرة عن عدم حصول الرجل واهلة على امتداد لهم من الاولاد والبنات فتتغير لذلك معاملة الرجل واهله تجاه الزوجة التي تقف مذهولة لاتعلم اين تتجه ولمن تشتكي فهي الملامة دائمآ¡ ولاتجد أمامها من نافذة تطل على الامل سوى فتاحة الفال¡
ويسميها بعض العراقيين (ام الخيرة) و(الكشافة).

(ام علي) تعمل موظفة في مستشفى الحلة ولجأت الى فتاحة الفال بسبب المشاكل التي بينها وبين زوجها مما ادى الى جعل حياتها مهددة بالطلاق لهذا نصحها الكثير باتباع مايسمى (ام الخيرة) او (الكشافة) وقد صرفت مبالغ هائلة لكنها لم تصل الى نتيجة.

بينما تقول (اعراف سلام) ان سبب ترددها على هذا المكان لتاخرها عن الزواج¡ فكل من يمسك بها يقول لها انها (عكدة اذيال) ولهذا اتجهت الى العرافة. وفي كل مرة تدفع ل (الكشافة) مبلغا مقدارة(25000 الف دينار ) لغرض شراء مستلزمات عمل " الخيرة " لاغراض العمل.

(نادية عباس عبد) فسرت ترددها على فتاحة الفال هو انها خريجة هذة السنة (2008-2009) وخلال فترة دراستها تعرفت الى فتى وقد قام بالتقدم الى اهلها لاجل الخطوبة لكن امها رفضته لانة ايضا خريج لهذة السنة وليس لديه وظيفة.
تقول نادية.. (ام الخيرة) أوضحت لي ان امي لاتريد "الولد"¡ وتم عمل "سحر" لنا من قبل ناس اقرباء.
وتضيف: العرافة قالت لي..عندما تريدين الزواج من هذا الشخص تعالي الي¡ لكي اعمل لامك (عكدة لسان) حتى توافق على زواجك ممن تحبين.

(غسق عبدالكريم عبدالكاظم) قالت.. احتاج الى من يصبر قلبي بكلمة وانا اؤمن بقراءة الطالع لانه "مذكور" في القران. مشكلتي انني احب (ابن خالي) وهو يحبني¡ لكن سبب عدم ارتباطي به هي الدراسة¡ وقد حصلت مشكلة بين الاهل ادت الى انفصالنا¡ مما اضطرني الى القدوم الى العرافة لاجد حلآ مناسبا.

وترى بان القرطبي أن السحر حيلة صناعية يتوصل اليها بالاكتساب ومادته تقف على خواص الاشياء وتركيبها واكثر التخيلات حقيقية وايهامات بغير ثبوت ذلك من لايعرف ذلك...

لكن الكثير من العراقيين يرون في قراءة المستقبل من قبل عرافة هو دجل ولايمكن لساحر ان يغير القدر المكتوب¡ وهذا الامر يسيطر على اصحاب العقول الضعيفة حيث يقوم الساحر بابتزاز اموالهم مع العلم ان هؤلاء لايعرفون الاساس العلمي لما يقومون به من تاثير نفسي. ولكن كل مايعرفونه هو انهم يصطادون في الماء العكر ويشترط ان يعتقد الشخص بالسحر ويؤمن بانه مسحور واذا لم يتحقق الشرط فلافائدة ترجى مطلقا من ذلك.

الاخصائي النفسي كريم حاتم يعتقد ان الالية العلمية والنفسية لاستقبال العلاج¡ هو وصول الشخص الى درجة من الاستعداد النفسي والتوجة النفسي الذي يجعلة قادرا على توجية قواه العقلية نحو المشكلة التي جاء من اجلها وبالنتيجة سيهتدي الى الحل المطلوب او الذي يريده هو.
وهؤلاء العرافين يعرفون حاجة الشخص فيتلاعبون بعواطفه.

ولس ثمة شك ان هناك طرقا في التاثير في العقل حيث يركز العراف فكره في الشخص والتاثير فيه¡ وهذا الاسلوب يرتكز على مفهوم علمي لا على اساس الشعوذة والدجل¡ فلدى الانسان مايسمى بالهالة التي يتم فيها خزن الذكريات والافكار والمشاعر وهذه تخضع الى تحليل دماغ الانسان المسيطر عليها.

ومن الناحية الدينية فان الشيخ علي الحسيني بأنه لا يجوز الرجوع إلى هؤلاء العرافين ولا سؤالهم ولا تصديقهم¡ مهما تظاهروا بالصلاح º لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ).

وكثيرا ماسبب فتاحو الفال مشاكل اجتماعية حين يحددون اسماء الفاعلين في الاعمال السيئة¡ ومثال ذلك ماروته "هيفاء حسين" من ان فتاحة الفال اسرتها ان من قام بسرقة مصوغاتها هي اختها¡ وكان النتيجة معركة شرسة بين الاختين لم تهدأ الا بعد اكتشاف الفاعل الحقيقي¡ مما اضطر هيفاء الى شن حرب شعواء على العرافة هذه المرة.

ومهما تكن الصدف والحوادث التي تمنح هؤلاء العرافين وقراء الطالع صدقية معينة فانهم يظلون أرباب دجل وشعوذة ويخلطون الدجل بالدين فهم كذابون وان صدقوا بحسب كثيرين شرحوا تجربتهم المرة مع قراء الطالع والعرافين.



تعليقات القراء

العيون العسليه
ما دام جوز السحوره ولا عاش ابن النذوره الله يقطع التخلف الله خلق العقل في الانسان ليستعمله مش ليحطه على جنب ويكون فازه شو غيب وشو فال وشو مندل وشو الفتاحه بالزيت شو الله كاتب يا مرحبا فيه وقضاؤه وقدره على الراس والعين قال اروح على فتاح ليجيبلي زوج او يحبب زوجي في والله لازم اللي بده يتزوجني يكون صاحي وواعي مش فاقد لقواه العقليه وينجبر يحبني ناس همج منتوكل على الله وبنقول يا كريم ما بدها فتاحه وحظ وبخت .
08-09-2009 12:08 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات