النزاعات الاقليمية والتنمية العربية


لا تزال التنمية العربية تراوح مكانها منذ  نشوب الصراع العربي الاسرائيلي  وحتى الان, فلا التنمية تحققت , ولا السلام المنشود أقيم , وكل منهما يلقي بظلال الفشل على الاخر.

إن عملية السلام بين العرب واليهود خلقت واقعا جديدا لا رجعة عنه, يتمثل بإنهاء حالة الحرب بين مصر والاردن واسرائيل, وهذا السلام يتطلب من العرب بأن يتعاملوا معه بقوة وتضامن ,لان الجري وراء بريق السلام بالسطحية الحالية ودون تضامن, سيؤدي إلى أخطار جسيمة تعاني منه دول المنطقة بلا استثناء .

 فلقد اعتاد العرب التعامل مع واقع الاحداث السياسية كطرفين متناقضين,   فلم يسجل تاريخهم دخول المباحثات  مع اسرائيل او أي دولة اخرى بوجهة نظر واضحة ومحددة, بل على العكس يدخلونها بين مؤيدين ومعارضين, فالمؤيد منهم يتشدد بتأييده, والمعارض يبالغ في معارضته , وكلاهما يخرج خاسرا في نهاية المطاف.

والمتعن بالمواقف العربية في كل موقف ومعترك يشاركون به, يلحظ بان المعارضين لا يركزون  فيه إلا على السلبيات, والمؤيدين لا  يشاهدون غير الايجابيات,   الامر الذي أدى إلى تعميق الانقسامات بينهم ,  مما دفع  باسرائيل إلى  الاستفادة منها , وبالشكل الذي  يؤثرعلى التنمية العربية ويؤخرها.

فالدول العربية لا زالت في ظل عدم السلام واستقرار المنطقة برمتها منشغلة بشراء السلاح وتكديسه, والذي  يستنزف جزء لا يستهان به من مواردها, والذي لو وجه نحو  الاقتصاد والبناء, لانتشل الوطن العربي من سبات التنمية الذي يلازمها منذ سنوات.
فاسرائيل كانت ولا زالت تمثل عامل إشغال للدول العربية , فتراها تدخل من ثقوب خلافاتها, لتشجع على استمرار النزاعات الاقليمية والنزاعات الانفصالية.

 ولتجذير هذه الخلافات كان لا بد لاسرائيل من ايجاد العراقيل والحواجز ضمن مخططاتها بين الجزئين العربيين الاسيوي والافريقي, لإدراكها بان هذا الانفصال  يمثل احد اهم اسباب اعاقة التنمية العربية, لاحتواء الشق الاسيوي على الموارد المادية والامكانات الهائلة , و الشق الافريقي على الموارد الطبيعية والاراضي الخصبة والمياه .

  ومن هنا فهي ترى بان اتحاد الجزئين يجعل الدول العربية قوة اقتصادية كبرى لا يستهان بها , الامر الذي قد يدفعها للتخلص من التبعية الاقتصادية عن الدول المتقدمة, ويدفع بعصا القوة تجاهها, وهو ما لا تريده اسرائيل وستحاربه بأي ثمن. 

 وعلى الشعوب العربية وحكوماتها ادراك امر عليها أن لا تسقطه من قاموسها وحساباتها, وهو أن امريكا باتت اليوم متفردة في حكم العالم والهيمنة على مقدراته, وهي على استعداد لأن تضع كافة امكانياتها في سبيل المحافظة عليها,  ويأتي دعم اسرائيل في مقدمتها, لانها تمثل الحاجة لبقاء امريكا في المنطقة, فكلاهما مستفيد من الاخر.

إن اسرائيل اليوم لم تعد عاجزة كما كانت سابقا من الدخول إلى دول المنطقة, ففي مخططاتها ما هو اكبر من ذلك, ولعل دخول اسرائيل  لقلب ايران في فضيحة ما يسمى بإيران غيت,  عندما استغلت حربها مع العراق لتوريد الاسلحة لها, يدل على براعتها في استغلال التفسخ العربي والاسلامي .

وعلى العموم  فاسرائيل الان مرتاحة  بجلوسها على عرش المنطقة, ما دام العرب يتعاملون مع المواقف بالعواطف الجياشة, والتي سرعان ما تبرد بعد الحدث بأيام. فإلى متى سنبقى نلقي بالعجز على اسرائيل؟, والبيت العربي هو المصدر الاول للعجز في العالم.

وقفة للتأمل(( على العرب التفكير بقليل من العقلية والواقعية بسياساتهم ,لان اسرائيل ستبقى ُتشغلهم بأمر ما يسمى بترتيب البيت الداخلي,  والذي كلما رتبه العرب, خلقت لهم المصاعب والمشاكل,  ليعيدوا ترتيبه من جديد)).
Quraan1964@yahoo.com



تعليقات القراء

ضيف الله سالم الحويطات
السلام عليكم
اوافقك الرأي ايها الكاتب المحترم القرعان على ماكتبت ،و لايسعني الا ان ادعو الله ان يوحد العرب ، وينصر الاسلام في كل بقاع الارض .
وحفظ الله لنا اردننا ومليكنا والحمد لله على نعمة هذا الوطن
07-09-2009 10:04 PM
علي الطاسان
صدقت يا اخي وللعرب فيما جرى في العراق اكبر برهان حيث لا امان لامريكا لانها تبحث على مصالحها ولو على اكوام الجثث
08-09-2009 07:29 AM
ناجي الحسن
من يتذكر ابي غريب عليه ان يكفر بكل ما هو امريكي
08-09-2009 07:30 AM
ابن فلسطين
انا مع الكاتب في ان اسرائيل متربعة على عرش المنطقة لاننا اسقطنا خيار المقاومة ولهثنا وراء سراب السلام
08-09-2009 07:31 AM
حماد ابو محمد
اسرائيل تغلغلت في قلب الوطن العربي بايدي عملائها الذين استباحوا الارض والعرض وجعلوا اعلي القوم اسافلها واراذل القوم سادتها ومتى رفعنا شعار الاسلام عاليا في كل مناهجنا فان عمر اسرائيل في المنطقة قصير جدا وان اظهرت القوة الان
08-09-2009 07:34 AM
ابو محمود
لا تنمية ولا سلام إلا بخلع شروش اليهود من الارض
08-09-2009 08:06 AM
بنت البلد
اسرائيل في كل بيت وبيع الاراضي اكبر دليل
08-09-2009 08:06 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات