عالم واقعي يعيش بالخيال .. أمراضنا النفسية مثالاً!!


بحسب الدراسات العالمية فإن 1- 4 اشخاص مصاب بأمراض الاضطرابات النفسية وان نسبة الذكور ضعف نسبة الاناث، وتقول الدراسة أن 20 % من الشعب العربي مصاب بالاكتئاب و 35 % منه مصاب بالقلق. وحتى يعرف البعض أنه مصاب بالاكتئاب او لا فلا بد أن يتم تعريفه.

تعريف الاكتئاب بالمختصر هو مصطلح يستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية او غير المرضية في الانسان والتي يغلب عليها طابع الحزن. فالاكتئاب والقلق والاضرابات النفسية قد تصيب الاشخاص على مختلف أعمارهم وخلفياتهم وأوضاعهم ومستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية، وفي ظل ما تعيشه الأمة العربية منذ سنوات من تشتت وحروب وقتل ودمار وهجرة زادت هذه النسب أضعاف ما كانت عليه الدراسات.

ومن الامراض النفسية التي اصبحنا نعيشها يوميا هي ما نقرأه وما نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد البعض عندما يكتب أو ينقل شيء على صفحات التواصل الاجتماعي بأن القارئ قد انخدع بها، فبعض الذين هوايتهم الكذب دائما ينشرون عن الصدق وبعض الفاسدين ينشرون عن الأمانة والاخلاص، وبعض المحرومين عاطفيا ينشرون عن الحب والعشق، والبعض يعطينا دروسا بالحكم والأخلاق وهو يفتقر لها، أقول البعض، فالبعض الآخر قد تستهويه حكمة أو منشور ويرغب أن يشارك أصدقائه بها للفائدة وربما للإبتسامة او للنقاش .

ولكن البعض الذين اقصدهم لديهم اضطرابات شخصية و نفسية، منهم من أصابه جنون العظمة وهو مرض نفسي ومنهم من اصابه انفصام بالشخصية وهو مرض نفسي ومنهم من يعتقد أنه أهم شيء بحياة الآخرين وهو مرض نفسي والبعض يسير بالشارع ويعتقد أن الجميع يعرفونه وهذا مرض نفسي ايضاً.

مواقع التواصل الاجتماعي جعلت البعض يعيش في عالم من الخيال في عالم واقعي، جعلت البعض يشعر بالسعادة الكاذبة والنفاق الاجتماعي الذي اصبح مطلوبا لتكسب مزيدا من الاصدقاء الوهمين على هذه المواقع.

البعض يعطينا المواعظ في تربية الأبناء، وأبنائهم بعيدين كل البعد عن ذلك والبعض يعطينا وصفات لإعداد الطعام وفي بيته لا يعرف أن يعد طبقاً من البيض، والبعض يعطينا المواعظ والحكم عن الحياة الزوجية وهو يعيش في غرفة وزوجته في غرفة أخرى ولا يكلمون بعضا الا امام الآخرين ويوهمون الناس انهم اسعد زوجين .

البعض يعطينا دروسا في العشق والحب وهو لا يعرف شيئا عنه واذا عرف يطبقه خارج بيته فقط وبمشاعر الكترونية، هذه كلها أمراض نفسية عند البعض عندما ينشرها يعبر عن مرض نفسي بداخله هو او هي تتمنى أن تكون أو تعيش كذلك.

ما زلت أقول البعض، ولكني أستمتع لبعض الاشخاص عندما ينشرون بعض الكلمات او الحكم أو النكت وأستمتع بالنقاش مع البعض، هذا العالم غريب ومليء بالمتناقضات ومليء بالامراض النفسية عند البعض ، ولكنهم لا يعترفون بهذا المرض، اما اذا اصابهم مرض جسدي فيركضون للطبيب فهم يعتقدون أن المرض الجسدي أهم ويخصهم شخصياً أما النفسي فيشاركون الجميع به من خلال ما يكتبون فهم لا يعرفون انهم مرضى نفسيين .

المرض النفسي ليس عيبا فهو مرض يصيب الشخص في ظرف ما كما المرض الجسدي وهو يحتاج الى علاج واذا لم يرغب البعض في العلاج يكفي ان لا ينشره على صفحات التواصل الاجتماعي، فوالله سئمنا وتعبنا من البعض، فمن أراد ان يعطينا حكم ومواعظ فليبدأ من بيته ، ومن أراد ان يعطينا دروسا في الحب والعشق فليبدأ بنفسه أولا فا والله ما يجعلنا ما زلنا نتابع هذه المواقع هو أن فيها أشخاصا يشعروك ان الدنيا ما زالت بخير بكتاباتهم ونقاشاتهم وصورهم الواقعية والطبيعية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات