غرايبة يكتب: الموت بوضعية الصامت!


خاص بجراسا - كتب ادهم غرايبة - في الشريط الذي بثه تنظيم " داعش " الإرهابي مؤخرا و ظهرت فيه فتاة يطبق عليها حد الزنى فرجمت حد الموت ما هو غير مفهوم و يثير شكوكا حول صدقية هكذا تسجيلات .

فالفتاة هادئة , باردة الاعصاب , لا تبدي أي مقاومة للموت سيما أن الطريقة التي تموت فيها بشعه و منفرة و لو انها تعرضت لصفعة على وجها لكان ردة فعلها اكبر مما رأيناه و هي تموت رجما .

أكثر من تسجيل ظهر فيه أفراد من التنظيم أياه يقطعون الرؤوس و ينحرون الرقاب و يتلذذون باطلاق النار على جنود و أفراد منبطحين بطريقة ينفر منها اشد الحيوانات افتراسا دون اي رد فعل من هؤلاء الضحايا.

في كل التسجيلات لم يستوقف اغلب الناس ملاحظات من طرازين أساسيين :

الأول , أننا لم نر مشهدا واحدا تتم فيه محاكمة عادلة لهؤلاء الضحايا و لا حتى مشهدا يعفو فيه افراد التنظيم عن اي من ضحاياه على قاعدة " اذهبوا فأنتم الطلقاء " لمن لا يثبت " جرمه " - من وجهة نظر التنظيم - او حتى لمن لا يشكل خطرا عليهم , و لم يفتح لاحد " باب التوبة " لمن اراد ! .

الثاني , أن لا أحدا يبدي مقاومة للموت و لا أحد يتوسل الرحمة , فرد الفعل في هكذا مواقف تلقائي و لا يخضع لإعتبارات الهيبة و قوة الشخصية و عمق الإيمان بالقضية عند أغلب الناس , فلماذا يغيب طلب المغفرة و توسل الرحمة او حتى اصوات الهلع عن هؤلاء الضحايا و لماذا لا يبدون مقاومة بحدودها الدنيا ؟!

إخراج افلام تسجيلية قميئة و مفزعة من هكذا نوع أفتقرلمشهد طلب الرحمة ما يستدعي تساؤلات حول صدقية التسجيلات ؟ فهل نحن امام مشاهد مفتعلة ؟ ان كان الجواب نعم فهل الغاية تسويق الهلع بين الناس ؟ علما أن هكذا غاية يلزمها ما ذكرته سابقا ليزيد من حدة " التشويق " , و هل اذا كان ذلك صحيحا فهل يتم على قاعدة " نصرت بالرعب " ام لغايات تبشيع صورة التنظيم من الطرف الاخر و اثارة استعداء الناس ضده لغايات سياسية معينة ؟! بمعنى هل يقوم التنظيم ذاته بتسجيل هكذا مشاهد ام ان جهات اخرى هي التي تنسبه للتنظيم ؟!

تشوية صورة الخصم أمر معروف في السياسة , خصوصا في الصراعات التي تتخذ طابعا دينيا . و تكريس الإعلام لغايات عسكرية أمر تقليدي اتقنه هتلر في العهد الحديث مثلا و اتبعته اجهزة استخبارات دولية ليس ضد الاسلاميين فحسب بل ضد دول اخرى كثيرة اغلبها صاحبة نزعة اشتراكية . هذا لا يعني اطلاقا اني ادافع هنا عن تنظيم اجرامي حتما ." ما احلاني " و انا افعل ذلك ! فهذا تنظيم مجرم و معادي للحياة و الإنسانية و يجب الخلاص منه.

لكن فعلا مثير للفضول ان ترى مشاهد قتل متنوعة البشاعة دون ان ترى ردود فعل منطقية و طبيعية و عفوية و كأنها تتم على قاعدة " مت صامتا " او " نقتل لأجلكم لا تزعجونا بصوتكم " !

حتى عندما بلغ ظهور و سيطرت داعش ذروته في العراق أواسط صيف هذا العام كان عددا من ارهابي التنظيم يظهرون بملابس شتوية ثقيلة مع ان مناخ العراق حار جدا في تلك الفترة و لا يستدعي ارتداء ملابس من هكذا نوع في هذا الوقت من السنة , فضلا عن ابناء هكذا تنظيمات لا تلزمهم ملابس شتوية فحرارة الايمان تكفيهم !

اه صحيح ! عندي سؤال على الهامش : لماذا اقيم حد الردة على فتاة الليل دون زبائنها مثلا ؟!

عموما , شيء غريب حقا . فقد فات المخرج و هو يقول " اكشن " ان ينتبه لهكذا امور , و لو ان الاجرام و الذبح مؤكدين تماما !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات