الصندوق الأسود للسياسة الأمريكية و C.I.A !


انّ اعلام ويندي هلتون - المسؤولة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن الأشراف على كشف الوثائق التي تعتبر اسرار دفاعية -القاضي الفدرالي في نيويورك الفن هيلرشتانين , بانّها ترفض السماح بنشر سلسلة وثائق ... يتعارض مع قرار قضائي فدرالي صدر  يلزمها بهذا الأمر .

فرفض C.I.A  نشر وثائق جديدة تتضمن معلومات مفصلة عن برامج الأستجواب واعتقال مشتبه بهم بممارستهم لما يسمى بالأرهاب الأممي بالخارج بحجة لا تسمن ولا تغني من جوع وهي : تمس الأمن القومي في شكل جديّ .... فهذا يتعارض مع قرارات القضاء الأمريكي الفدرالي , ويعتبر جريمة فدرالية وحسب منطوق التشريعات الأمريكية الفدرالية المتعلقة بهذا الخصوص القضائي .

السجون السريّة لوكالة الأستخبارات الأمريكية C.I.A   حقيقة موجودة منذ أحداث أيلول 2001 م وحتّى هذه اللحظة , وقد اعترفت ادارتي الرئيس السابق بوش الأبن بوجودها و بعد أن تم فضحها عبر وسائل الميديا العالمية بمساعدة حثيثة و واضحة من جناح محدد من داخل أروقة C.I.A   سائه السلوك السيء المتبع في مخابراته , سلوك غير قانوني وغير انساني وغير أخلاقي وغير حضاري .

انّ تفاعلات قضية توقف طائرات استخدمتها C.I.A  حيث نقلت سجناء الى سجون سريّة في عدة بلدان متفرقة من العالم واعتقال من تشتبه بتورطهم في ما تطلق عليه واشنطون ( الحرب المقدّسة على الأرهاب ) بصورة غير شرعية واخضاعهم لعمليات تعذيب والتي لا يعلم بوجودها الاّ القلّة من المسؤولين الأمريكيين الى جانب الرئيس السابق جورج بوش الأبن , وبضع من كبار مسؤولي الأستخبارات في الدول المضيفة التي أطلق عليها البيت البيض ذاته و C.I.A نفسها , و وزارة العدل الأمريكية , فضلاً عن الكونغرس الأمريكي مسمى " المواقع السوداء " .

وتضم هذه السجون السريّة وما زالت حتّى يومنا هذا , العديد من السجناء وخاصةً من كبار قادة القاعدة وغيرها , ويتضمن التحقيق مع السجناء عدّدة تكتيكات وتطبق على مراحل تبدأ بتكتيكات بسيطة وتصل الى اغراق السجين تحت الماء , ومن جذب المعتقل من ملابسه بقوّة للفت انتباهه , والضرب على البطن والكلى والوقوف لساعات مع العمل على افقاد الرجل لرجولته واغتصابه , كذلك الوقوف في زنزانة باردة مع اغراقه بالماء البارد , وتكرار انتهاك عرضه واغتصابه جنسيّاً لمرات متتالية لتدمير نفسيته.... ونقرأ بين الفينة والأخرى في صحف عالمية مشهورة سواءً داخل أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو اسبانيا وايطاليا , عن كشف لفضائح جديدة ارتكبتها وترتكبها C.I.A  هذا وقد تولت كل من الجارديان والأندبندنت البريطانيتان ومعهما الواشنطون بوست , نشر غسيل C.I.A  الأسود والوسخ على حبال الميديا العالمية .

لقد تسربت معلومات من داخل أروقة C.I.A  ونشرتها الواشنطون بوست وغيرها من الصحف الأمريكية الجادّة , أنّه تم تطبيق برنامج فونيكس   PHONIX مع سجناء ومعتقلي السجون السريّة خارج وداخل الولايات المتحدة الأمريكية , وهو برنامج للتعذيب والقتل بموافقة الدولة من حقبة حرب فيتنام , وقد طبق على أعضاء الفيتكونج VIETCONG ( أعضاء جبهة تحرير فيتنام ) .... كما قامت الوكالة بتعيين مجموعة من المقاولين من خارجها , والذين قاموا بتطبيق نظام من التقنيات وصفها مستشار خاص لمجتمع الأستخبارات العالمية , بأنّها أشبه ما يكون بطريقة " البرتقالة الآلية " وقد كان هؤلاء خبراء نفسانيين عسكريين حيث خلفيتهم تتركز في تدريب جنود القوّات الخاصة , وقد عرف البرنامج  باسم  SERE  وهو اختصار لعبارة البقاء , المراوغة , المقاومة , والهروب ESCAAPE , SURVIVAL , EVASION , RESISTANCE  وقد انشىء هذا البرنامج في نهاية الحرب الكورية , ويخضع المتدربين الى محاكاة التعذيب , بما في ذلك تقليد التخويف بالأغراق في الماء , والحرمان من النوم والعزلة , وتعرضيهم لدرجات حرارة عالية جداً ومنخفضة جداً , والأحتجاز في الآماكن الضيقة , والأزعاج الشديد باستخدام الأصوات العالية , كذلك الأذلال الديني والجنسي , هذا وقد تم تصميم برنامج في الآماكن الضيقة , والأزعاج الشديد باستخدام الأصوات العالية , كذلك الأذلال الديني والجنسي , هذا وقد تم تصميم برنامج SERE خصيصاً لمقاومة أنظمة التعذيب , ولكن أفراد وكوادر C.I.A  استخدموا خبراتهم في مساعدة المستجوبين على اساءة معاملة المعتقلين في السجون السرية في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وباقي دول العالم .... لقد قال مسؤول أوروبي مطلع على هذا البرنامج وحيثياته : -  " لقد كانوا متغطرسين للغاية , ومؤيدين للتعذيب , لقد آرادوا اضعاف المعتقلين , ويحتاج الأمر الى عالم نفساني لفهم هذه التجربة الخطيرة على البشر " .

كما يتم ايقاف المعتقل بهذه السجون داخل قفص يسمى " صندوق الكلب " وهو صغير جداً .... بعد ذلك يتم استخدام التعرية لأظهار قوّة الآسر أو لأضعاف المعتقل .... وتمزيق ثياب المعتقل بجر الثياب على أن يكون من أعلى الى أسفل حتّى لا يفقد المعتقل التوازن , كذلك الضرب المبرح على الكتف والمعدة وتغطية الراس وجر الجسد بشدّة والتعليق على الجدار وسلسلة من الأوضاع المتعبة ومنها وضعية تسمى " أعبد الآلهة " GODS WORSHIP "  .

وبالرغم من وعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقت حملته الأنتخابية وبعد توليه مقاليد الحكم , فان حالة ومشكلة سجن غوانتانامو لا تزال تدور في حلقة مفرغة ومفزعة ولا يوجد تحسن ولا تغيرات ملموسة في حياة السجناء نحو الأحسن والأفضل , كذلك حالة ومشكلة سجن باغرام في أفغانستان وقد وصف بسجن غوانتانامو الثاني من قبل الكثير من منظمات حقوق الأنسان حيث يتشابه مع سجن غوانتانامو في ظروف الأعتقال العشوائية , هذا وقد آدان اتحاد الحريات المدنية الأمريكية AMERICAN CIVIL LIEBERTIES UNION  نتيجة تقرير روبرت جيتس رئيس اللجنة التي شكلها أوباما لدراسة ظروف الأحتجاز للمعتقلين ... و وصفتها بأنّها غير حقيقية ومزورة , بل وصفت التقرير نفسه بالمهزلة , وأكد الأتحاد الأمريكي المدني , بأنّه من غير المعقول تصديق مثل هذه الأقوال الخرقاء , فكيف استطاعت اللجنة تقييم زهاء سبع سنوات ونصف كاملة من ظروف الأعتقال في غوانتانامو في خلال سبعة عشر يوماً فقط لا غير ! .

وتحت هذا السياق يعتبر روبرت جيتس بمثابة الصندوق الأسود للسياسة الأمريكية , في الأدارة الحالية ذات الأجندات الجمهورية المتطرفة .

كما انتقدت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني الأمريكي والعالمي , تصرفات وسلوك أفراد الجيش الأمريكي في سجن باغرام في أفغانستان المحتلة , حيث لا يزال يقبع فيه سجناء دون محاكمة أو توجيه تهم لهم , ولم يقابلوا أي محام منذ فتح السجن , وعدد السجناء فيه يتجاوز 900 سجين بعد أن تم نقل بعض السجناء من سجون سريّة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية , وغالبية سجنائه من حركة طالبان الأفغانية , وفيه سجناء أطفال وقصّر من كلا الجنسين ونساءً , وظروف سجن باغرام في غاية السوء حيث الرطوبة العالية , ولا توجد آماكن للنوم ولا طعام صحي .

الولايات المتحدة الأمريكية تراودها فكرة في غاية الخطورة , وهي من الأفكار المبدعة والخلاّقة للصندوق الأسود للسياسة الأمريكية في الحقبة الأوبامية الروبرت جيتس , وتتمثل هذه الفكرة : في اغلاق غوانتانامو ونقل كافة السجناء والمعتقلين الى سجن باغرام الحصين والذي يقع في قلب أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان المحتلة , بالأضافة الى نقل سجناء آخرين من سجون سريّة أخرى اليه , عندّها سوف يزداد الأمر سوءً على سوء , مع عدم وجود أي فرصة لأي سجين من الحصول على خدمات قانونية من منظمات حقوق الأنسان والمدافعين عن حقوق الأنسان من المحاميين , كما أنّ ادارة أوباما الحالية كسابقتها لا تزال تتجاهل طلبات اغلاق هذا المعسكر سجن باغرام أو تغير ظروف الأعتقال العشوائية بحجة أنّ الحرب المقدّسة على ما يسمى بالأرهاب الأممي لا تزال قائمة ودائرة.

لقد طالب المفوض السامي للجنة حقوق الأنسان التابعة للأمم المتحدة مراراً وتكراراً , باجراء تحقيقات أممية خاصة حول السجون السريّة الأمريكية التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان وغيرها من الدول .

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

MOHD_AHAMD2003@YAHOO COM

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات