من المعروف ان شهر رمضان المبارك له طقوس في كل انحاء العالم الاسلامي وخاصة الدول العربية وهذه الطقوس تدل على وجود شهر يحتفل فيه المسلمين كل دوله على طريقتها فعلى سبيل المثال لا الحصر في مصر تتجلى مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الفضيل بصور احتفالات تبقى الى ساعات الفجر الاولى في الشوارع وفي كل يوم من ايام الشهر المبارك وفي لبنان انا رأيت شخصيا مظاهر احتفالات وصدمت ان لبنان ايضا ورغم التنوع الطائفي الكبير فيها تحتفل بهذا الشكل برمضان وفي الاردن لدينا مظاهر احتفالات خاصة بنا لا يمكن ان تجدها في اي مكان في العالم وهي المشاجرات والاشتباكات العشائرية بين الناس .

الاردن ما يميزه بهذا الشهر الفضيل المشاكل (والهوشات) بين افراد المجتمع الاردني وهذه الظاهرة بالمناسبة ليست في هذا العام بل ان رمضان في الاردن معروف بالمشاكل وانا متأكد ان النسب في الامن العام تثبت صحة ما اقول ولكن من الواضح ان هذا العام يعتبر من اكثر اشهر رمضان دموية في الاردن على الاطلاق على الاقل لغاية الان .

منذ بداية رمضان شهدت محافظات الوطن الغالي اشتباكات عشائرية ومشاجرات راح ضحيتها اكثر من 12 شخص على اقل تعديل علاوة على الاصابات ..وقوات الدرك لا تلبث ان تلفظ انفاسها من عجلون الا ونداء الواجب يناديهم في الكرك وبنفس الوقت تذهب قوة اخرى الى اربد وثالثة الى مادبا ورابعة الى الجفر وخامسة الى الزرقاء وهكذا .

مالذي يحصل ..!؟ ماذا اصاب الناس ..!؟ اين الامن العام من كل هذا ..؟! اين دور المحافظين بهذه المحافظات ..!؟هل هذا بالفعل يحصل بالاردن..!؟متى ينتهي رمضان ..!؟ .

قد يقول البعض ما دخل الامن العام بهذه المشاجرات وكيف يمكن ان يقف امام شخص ضمر في داخله قتل جاره لان الاخير كسر ابنه زجاج سيارت جاره عن غير قصد .. ..! وانا اقول انني من اشد المعجبين بجهاز الامن العام الاردني واثق تماما كما كل الاردنيين برجال هذا الجهاز العظيم واثق اكثر بقدرت وخبرة مدير الامن العام اللواء مازن القاضي وهو ابن هذا الجهاز لكن لا بد من الاعتراف ان هناك مشكلة في الاستراتيجية المتبعة لدى الامن العام بما يخص هذا النوع من المشاكل .

في مادبا على سبيل المثال ومنذ بدية الشهر الكريم اندلعت اكثر من ثمانية اشتباكات عشائرية ومشاكل بين مجموعة من الافراد نتج عنها ثلاثة وفيات علاوة على الاصابات الخطيرة منها والعادية وهذا يدل على ان هناك مشكله في الطريقة التي تعامل معها الامن العام في مادبا منذ اول اشتباك عشائري وقع فلو كان هناك حزم من قبل مدير الشرطة والمحافظ بالتعاطي مع المشكله لكان وقع المشاجرات اللاحقة اقل او لربما ما حصلت اصلا .

وانا هنا لا اطالب بالحديد ومنطق القوة المفرط في التعامل مع الناس طبعا هذا امر مرفوض تماما ولكن لو ان مدير الشرطة اودع كبار القوم من العشيرتين المتشاجرتين في النظارة بأمر من المحافظ لهدأت الامور بأقل من ساعة ورجع كل واحد الى بيته وارجع قنوته او مسدسه الى غمده .

وقد تبدو هذا المعادلة صعبة بعض الشيىء كيف يوضع احد كبار القوم في النظارة هذا امر خطير ولا بد ان اذكر ان كبير القوم هذا لو اراد ان تهدأ الامور لامر بذلك ولو تدخل الكبار في بداية المشاجرة لما فقدنا ثلاثة من مادبا لوحدها .

لقد ازدادت كثيرا الاشتباكات العشائرية وخسرنا الكثير منذ بداية الشهر الكريم فلا بد من الامن العام اعادة الامور الى نصابها وفي اسرع وقت ممكن فالهيبة مطلوبة لرجل الامن .