بعد عامين


الآن وقد اكملت حكومتا الرئيس الحالي عامين من عمرهما، يحق لنا أن نقيم الأداء الحقيقي لهذه الحكومة من خلال الانجازات الفعلية التي نراها على أرض الواقع. بدايات الحكومة كانت محظوظة نسبياً مع اكتشاف الشارع الأردني المؤامرة على الأمة بما يسمى الربيع العربي، فكانت المشاهدات انهيار عدة دول عربية نرتبط معها بعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية، وحالة التفكك والدماء التي سالت ولا زالت في تلك الدول، فكان على الشعب ان يختار بين أنهار الدم أو الدولة فاختار الدولة لعدة أسباب أبرزها ثقته المطلقة بالنظام السياسي وعلى رأسه شخص جلالة الملك بعيد كل البعد عن شطارة الحكومة واستغلت الحكومة هذه الاجواء.

ومررت بعض القرارات الاقتصادية الصعبة التي دفع ثمنها المواطن من جيوبه خوفاً وحرصاً على البلد واقتصادها، فالوضع في تلك المرحلة لم يكن ذكاء حكومياً بقدر ما كان وعياً شعبياً. وقبل ذلك اشرفت هذه الحكومة على الانتخابات النيابية التي افرزت مجلس نواب كان من أفشل المجالس في تاريخ الأردن على كافة الأصعدة، وكانت النوعية ما نراه ونسمعه عبر الشاشات من مسرحية مجلس النواب تثير الاشمئزاز وأصبح النواب همهم الأول عن طريق الحكومة ورئيسها لتحقيق تلك المصالح الضيقة.

ثم توالت الاحداث السياسية من مقتل القاضي زعيتر مروراً بالكثير من الاحداث التي شهدت تخبطاً حكومياً واضحاً أبرزها الحرب على داعش والتناقض بالتصريحات السياسية بين الرئيس وطاقمه وما نتج عن ذلك من انزعاج لجهات خارجية دولية. واستمر مسلسل الفشل الى أن وصل الى اشاعة ذهب عجلون الذي هز الحكومة والنواب معاً ورأينا حشداً سياسياً مقززاً من حالة اللا و عي والارباك بين تلك الاقطاب، فالحكومة تغرد في واد والنواب في واد آخر، الأمر الذي أربك البلاد وادخلها في دوامة الاشاعة.. فلا الحكومة قادرة على معالجة الموقف والنواب وجدوا الفرصة لرد الاعتبار بعدما خرجوا من قانون التقاعد برصيد من الحقد الشعبي الذي أصبح يطالب بحل البرلمان. فوزير الاعلام أعطى تصريحاً يتناقض مع وزير الداخلية ومحافظ عجلون اختلف مع الاثنين والنواب اقسموا أن هناك ذهباً ويريدون اعادة الحفر والشعب لانعدام الثقه انجر وراء الاشاعه و القوى السياسية والحزبية تصدر البيانات التي تؤكد وجود ذهب بمئات المليارات تمت سرقته!!! أية مسخرة هذه التي عشناها.

ولانقاذ الموقف عقد رئيس الوزراء مؤتمراً صحفياً في دار الرئاسة حضره وزراء الداخلية والاعلام وقائد الجيش. وعندما شاهدنا قائد الجيش في هذا المؤتمر حزنا لأننا نريد ابعاد الجيش حامي الوطن عن مثل هذه المهاترات لكن فشل الحكومة اوصلنا الى أن يجلس قائد الجيش لدحض اشاعة في الوقت الذي يجب أن نقف جميعاً خلف هذا الجيش في معركته ضد الأرهاب، وهذه مصيبة والمصيبة الاكبر عندما تحدث الرئيس وهو وزير دفاع أنه مغيب عن الموضوع برمته وهنا اذكر في احدى الجلسات مع المرحوم مريود التل شقيق الشهيد البطل وصفي التل الذي يحب الرئيس الحالي ان يتغنى به ان وصفي لم يكن يوماً من الأيام يتهرب بالمسؤولية على الاطلاق لأنه صاحب الولاية حتى لو اتخذ القرار الملك أو الأجهزة فكان يتبنى القرار وبدافع عنه وكأنه قراره فالرئيس الحالي كان يجب أن يتحمل المسؤولية بغض النظر عن النتائج ويدافع عنه ولا يتهرب من ذلك لكن اختار عمل عكس ذلك!!. حاولنا نبحث عن انجازات حكومية غير جيوب المواطنين والتخبط السياسي، لكننا لم نجد غير ما ذكر نأمل من الرئيس أن يخرج علينا ليحدثنا عن انجازات ربما غابت عنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات