بلاد الشام وأنتوني إيدن والجواهري وكلام كثير !


أنتوني إيدن، رئيس وزراء بريطانيا في حقبة خمسينيات القرن الماضي له تصريح مشهور يقول فيه، اتركوا الشام نائمة وغافية في سباتها ! كان تصريحه هذا في أتون أزمة تأميم قناة السويس، قبيل العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦، ويقول كذلك، مصر يمكن احتوائها والتعامل مع ملفاتها, ولكن الشام مكمن للخطر، أشبه بعش الدبابير, ويضيف بأن الطريق إلى دمشق وعر وصعب المسالك, انتهى الاقتباس ! أما في اللاهوت الديني للأديان السماوية الثلاث، الإسلامية والمسيحية واليهودية، فللمواقع والمسميات التالية بعد ديني كهنوتي له علاقة بمصير العالم، مثل الغوطة، دمشق، الجولان، بحيرة طبريا، الجليل، شرق نهر الأردن، وغرب النهر، قتال اليهود, الحجر والشجر, المهدي المنتظر، الإمام الغائب، السيد المسيح، الهرج، الطير، اليهود، القدس، المسجد الأقصى، باب لد، قوى الغرب، أعلام الشرق السوداء، معركة هيرمجدون، الأعور الدجال، المسيخ، المعركة الكبرى الفاصلة، كل هذا قراءه إيدن, ونحن سمعنا به ونحفظه, بعد أن تحدث به الشيوخ من على المنابر، ووثقه علماء الدين, ونصوصه مكتوبة كموروث ديني في مراجع كثيرة بكل اللغات هنا وهناك, وهو مستقر في المعتقد والوجدان.

في هذه الأيام يختلط العقل بالهرطقة، والحليم يصبح حيران بسبب تسارع الأحداث في سوريا وبلاد الشام والعراق ! فهل يعقل أن قوى الغرب بكل إمكانياتها الحربية والتكنولوجية ووسائل اتصالاتها وطائراتها, بطيارين وبدون طيارين, وصواريخ ذكية موجهة بالليزر وتحالف أكثر من خمسين دولة عربية وإقليمية وغربية عظمى غير قادر على وقف زحف فصيل مسلح كداعش، متهم بالتطرف, وموسوم بالإرهاب، وليس له اذرع إعلامية نافذة، من الانتشار السريع ليسيطر على مساحة تقدر بأنها اكبر من مساحة بريطانيا في كل من سوريا والعراق, واليوم من قدرته على احتلال بلدة عين العرب الشمال السوري. حقا إنها خلطة مصالح عجيبة، قد خلط بموجبها الإقليم برمته، في الهلال الخصيب وجزيرة العرب، وشمال إفريقيا العربي، وتركيا, وقريبا إيران مع منظمات دعمت ماليا وتسليحا، وإداريا وتم شيطنتها, وتصوير تفاصيل إرهابها, لينشر بشكل متقن مخيف، يشيب له الولدان، ليصار إلى زج شعوبنا ودولنا عنوة في تحالف ومن ثم في حرب ضروس, لندخل بليل في عنق زجاجة, وتقحم في جهاز طرد مركزي فائق السرعة والدوران, حتى يدوخ الجميع في بلادنا وربما في أوروبا القارة العجوز, من اجل إعادة الفرز والتقسيم بمعادلات جديدة تروق للسيد الأمريكي والصهيوني ! حقا إنها معالم وشواهد على حقبة تائهة، سوف نخسر بها كل شيء من انجازاتنا، وثروتنا وبترول المنطقة برمته، وستحتل أرضنا بعد سلب إرادتنا لنصبح بين قطبي الرحى, قطب القوى الغربية ومصالحها، وقطب الإرهاب والتطرف الديني المذهبي والعرقي !

يا قادة الأمة وولاة الأمور، الأمة ليست بخير، والواقع ينبئ بشر مستطير، وسنخسر جميعا، فلا تجعلونا كزبد البحر، نحن فينا من يفكر وفينا من يحذر، وفينا من يعد الخطط، وفينا من لديه القدرة على رأب الصدع. الغرب له أطماع وهو من نشر الإرهاب والظلم على أرضنا وهو من سلب فلسطين ودمر العراق ومكر لسوريا الدولة والشعب الذي أتقن الزراعة والتجارة....

الغرب سيطيح بالإقليم برمته وسيتركنا لا لحما ولا وضما كما قال الشاعر الجواهري في رائعته الخالدة جروح فلسطين. أما قصيدة جروح فلسطين، للشاعر العراق العربي محمد مهدى الجواهرى, فقد تذكرتها في غمرة ما يجري في العراق والشام الحبيبتين، والإقليم برمته، حيث خلد لنا الشاعر النبيه تسلسل قراءته للتاريخ المعاصر بكل دقة وتبصر...
------------------------------------------------------------------------------
فاضت جروح فلسطين مذكرة.......
جرحا بأندلس للان ما التأما...........
يا امة غرها الإقبال ناسية.............
إن الزمان طوى من قبلها أمما.......
كانت كحالمة حتى إذا انتبهت........
عضت نواجذها من حرقة ندما........
سيلحقون فلسطين بأندلس..........
ويعطفون عليها البيت والحرما........
ويسلبونك بغداد وجلقة.................
ويتركونك لا لحما ولا وضما.............
يا امة لخصوم ضدها احتكمت.........
كيف ارتضيت خصيما ظالما حكما....
بالمدفع استشهدي إن كنت ناطقة...
أو رمت أن تسمعي من يشتكى الصمما........,,
سلى الحوادث والتاريخ هل عرفا...............
حقا ورأيا بغير القوة احترما.....................,,,,,,,,
لا تطلبي من يد الجبار مرحمة...................
ضعي على الهامة الجبارة القدما.
ٍ.................................................
* جلقة او جلق هي دمشق



تعليقات القراء

محمد الاصغر محاسنه / رئيس نادي كفرخل الرياضي
صباح الخير دكتور محمود . لن اقول الا ان الغرب يعرفون من نحن وما ديننا وتاريخنا وكيف
يشتغلون علينا
13-10-2014 08:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات