هل سترسل الدول العربية قوات بريه لقتال "داعش"؟


من الواضح ان التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يعاني هذه الأيام مأزقا كبيرا، فمع مرور الوقت واستفاذ بنك الأهداف بقصفها من قبل طيران التحالف دون تحقيق تقدم ملموس على الأرض بات مثل هذا الخيار غير مجدي ، فهاهي “قوات الدولة الاسلامية” تتقدم في اكثر من بقعه رغم خسارتها لبعض المواقع في العراق ، إلاّ أن قواتها حققت تقدما كبيرا على جبهة القتال في شمال سوريا وباتت قاب قوسين او أدنى من اطباق سيطرتها على مدينة عين العرب (كوباني بالكرديه) .

القادة السياسيون والعسكريون في الولايات المتحدة وبريطانيا اعربوا بشكل واضح أن الضربات الجويه لن تكون كافيه للقضاء على التنظيم ولا حتى اضعافه لتحجيم تحركاته وقدراته ، وأشاروا بان دخول قوات بريه أصبح ضروريا للقضاء على التنظيم ، ولا يخفى على المتابعين التحركات الامريكيه والغربيه في المنطقه بهدف ايجاد حلول للمأزق ، وهاهو لقاء الجنرال الاميركي المتقاعد جون الن ومساعده بريت ماكغورك مع المسئولين السياسيين والعسكريين في أنقره الذي لم يفضي الى اقناع الحكومة التركيه بإرسال قوات بريه الى سورية لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” في الشمال السوري ، وربما كل ما حصلوا عليه من الاتراك هو الموافقة على استخدام القاعدة الجوية التركية في "انجرليك" ودعم الجهود الرامية الى تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة ، فشروط تركيا واضحه في ارسال قواتها البريه الى الشمال السوري وهي اقامة مناطق عازلة وحظر جوي، والإطاحة بالنظام السوري لاحقا، فتركيا أردوجان لها حسابتها الخاصة وتسعى الى تحقيق أهدافها في اضعاف القوة الكرديه و"داعش "معا واسقاط النظام السوري .

ومع نفاذ الوقت والحاجة الماسه لإرسال قوات بريه ، أصبحت الخيارات لدى واشنطن شحيحه وخصوصا مع اعلان الرئيس أوباما بانه ليس يرسل قوات بريه أمريكيه لمحاربة تنظيم " داعش " اضافة الى أن السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق رفض وجود اي قوات “اجنبية” على ارض بلاده ايضا ، وأمام هذا المأزق دعت واشنطن بشكل عاجل الى اجتماع للقادة العسكريين المشاركين في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في واشنطن لبحث جهود التحالف في الحملة الحالية ضد تنظيم داعش بحسب ما اعلن مسؤول اميركي، وبالفعل بدا بعض القادة العسكريين الوصول الى واشنطن ومنهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الاردنيه الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن .

ويبدو أن الهدف من هذا الاجتماع ممارسة الضغط على باقي دول التحالف للمشاركه بقوات بريه، خصوصا في ظل الممانعة التركيه ، فالبديل الأوروبي والعربي (الخليجي والاردني) أصبح احد الخيارات الملّحه في المرحلة المقبله على الأقل "ارسال قوات خاصه " .

لكن يبقى السؤال هل ستخضع دول الخليج المشاركه في التحالف (السعودية والامارات والبحرين) للضغط الأمريكي لارسال قوات بريه ؟ دول الخليج فعليا تخشى التورط في حرب بريه طويلة الأمد لان في ذلك تهديد لجبهتها الداخليه وخصوصا مع وجود راي عام خليجي ليس بالبسيط يرفض المشاركه في هذا التحالف .
ويبقى خيار الضغط على الاردن لارسال قوات خاصه لشمال سوريا قائما وخصوصا أن الاردن شارك سابقا في ارسال قوات خاصه الى ليبيا والبحرين كما اشارت وسائل اعلاميه متعدده ، فهل تستجيب الحكومه الاردنيه للضغط الأمريكي ؟ وما هو تاثيره على الجبهة الداخليه الاردنيه خصوصا مع وجود أعداد كبيره من اللاجئيين السوريين والعراقيين والليبيين، وتبقى الاجابات مرهونة بمدى التطبيق وتماسك الجبهة الداخليه مع العلم بأن هناك قلق اردني على المستوى الرسمي والشعبي ننتظر قادم الايام لتكشف لنا المزيد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات