لوحة كبيرة وضعت على مدخل احدى كليات الجامعية الحكومية كي تؤكد لطلابها أنهم جميعا أردنيون وليس بينهم " هندي" أو " باكستاني" أوغيرها من جنسيات العالم ، والذي يثير في الموضوع أن مثل تلك الجمل لا تطرح إلاعندما يكون هنا شكا في أصل صيغتها اللغوية من حيث المعنى ووجود ما يتناقض مع حقيقتها .

فعندما تذهب لبائع الذهب ويؤكد لك أن ذهبه أصلي وليس روسي فإن وجود الذهب الروسي هو ما جعله يطرح هذا التأكيد ، ونفس الشيء عندما يذهب المواطن لشراء قطعة غيار لمركبته يؤكد له بائع القطع أنها أصلية وذلك بسبب وجود قطع غيار غير أصليه .

وهنا تلك الجملة تتحدث عن الوطن والمواطنين ولايجوز أن توضع في هذا المكان الاكاديمي " التقني " ؛ لإعطاء الطلاب مقارنة سيئه عن أن هناك بينهم من هو ليس بأردني وبالتالي عليهم البحث والتمييز بين من هو أردني ومن هو غير أردني سواء في قاعات الدراسة أو الشارع الذي يعبرونه للوصول لكيلتهم .
وبعيدا عن المزاودات " الوطنية " هنا لنحكم العقل قبل العاطفة ونحترم عقول طلابنا ، ونحميهم من مجرد التفكير بأن هناك بينهم من هو غير أردني حتى وإن كان قصد من اراد وضع هذه اللوحة الحديث عن جنسيات أخرى يتم ابتعاثها من قبل دولها للدراسة في تلك الكلية ، وهذا الاحتمال غير موجود أصلا .
وبهذه " الفزقلة " الوطنية التي أخطأت لم تصب نؤكد حقيقة توقل أن الذي سمح بوجود هذه اللوحة على مدخل احدى الكليات الجامعية " التقنية " هو نفسه من يقوم بافتعال والتجييش للعنف الجامعي ، ويحرص على وجود وتغذيته كما حرص على وجود هذه اللوحة وهي تحمل صورة الملك وولي عهده .