اخوة لنا فـي مخيم نهر البارد


ارسل لي زملاء صحافيون من لبنان بيانا حول احتجاجات سكان مخيم نهر البارد على توقف عملية اعادة اعمار المخيم في اعقاب التدمير الذي لحق في المخيم في اعقاب عملية استئصال فتح الاسلام التي كانت نتيجتها - بالاضافة الى مئات القتلى - تدميرالمخيم بنسبة تجاوزت 80% .

لقد اعتصم سكان المخيم ظهر امس الإثنين 31 آب،احتجاجا على قرار وقف الإعمار بحجة التنقيب عن الآثار، بالتزامن مع تراجع خدمات الاونروا وتلاشيها مما يهدد المكانة الرمزية للمخيم الفلسطيني كشاهد تاريخي حق شعب عربي بالعودة الى دياره التي هجر منها .

مأساة الفلسطيني لا تنتهي وهي واحدة بصرف النظر عن مكان التواجد او صيغته وعنوانها الاساس ان شعبا ( الاسرائيلي) سرق ارض شعب اخر ( الفلسطيني) وما تبقى من تفاصيل فانها تتعلق في كيفية التحايل على الشعب المسروقة حقوقه للتعايش مع هذه السرقة التاريخية : تارة تحت يافطة اسمها عملية سلمية وتارة تحت حجة الدمج غير ان كل هذه الالتفافات لا تنتقص من الحق الذي اضحى ثقافة تتناقلها الاسر الفلسطينية من جيل الى جيل.

بالعودة الى نهر البارد فقد طالب المعتصمون بالتراجع عن قرار وقف إعمار المخيم من دون قبول أي عوائق وذرائع وحجج أمنية أو تقنية أو سياسية أو متعلقة بالآثار ، ملوحة باللجوء إلى القضاء حول ما تعرض له مخيم نهر البارد من سرقة وحرق للمنازل.

حتى الاموات لهم الحق في موت هادئ في مقابرهم، بيد ان اللاجئ في مخيم نهر البارد لا حق له في حياة اكرم منها الموت.

تذكرت وانا في معرض قراءة تفاصيل خبر اهل البارد تلك الاعتصامات التي نفذها لاجئون هنا في الاردن احتجاجا على تقليص خدمات الاونروا سواء في البقعة او الوحدات وشعرت لوهلة ان فكرة المخيم اضحت عبئا اخلاقيا دوليا مطلوب التخلص منه ليس عبر الاقرار بحق ساكنيه بوطنهم بل لازالته عن الوجود وكأن ازالة المخيم تنهي المأساة الفلسطينية.

مطلوب من كل اثرياء العرب خصوصا اولئك الذين أنقذوا بكرم حاتمي بنوك اميركية من الافلاس ان يلتفتوا الى مأساة المخيمات وان يحقنوا صندوق الاونروا بالعشر مما تبرعوا به لمؤسسات لا تربطنا بها اية روابط .. مطلوب الابقاء على الاونروا ان كنا نريد الابقاء على رمزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية انسان وارض.وبذات الوقت فان الابقاء على رمزية المخيم لا تعني بتاتا التضحية بانسانية ساكنيه خصوصا في المخيمات الفلسطينية في لبنان، اذ لا كرامة لامة تقبل ان تهرق كرامة جزء أصيل منها وكرامة الفلسطيني هي في المحصلة كرامة الامة بأسرها.

للتذكير فقط فان الإعتصام جاء بعد تلقي الأونروا الأسبوع الماضي قرارا شفهيا من قبل الحكومة اللبنانية بوقف الإعمار مؤقتا إثر قرار مجلس شورى الدولة بتاريخ 14 آب 2009 بوقف عملية الإعمار بسبب موضوع الآثار، وذلك بعد مذكرة قضائية قدمها النائب ميشال عون.



Sami.z@alrai.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات