ثقافة المقاطعة ..
إذا ما رأيت طابورا من الناس( وما أكثر الطوابير في بلدي) فاعلم أنهم يصطفون لشراء سلعة قد ارتفع ثمنها تشجيعا وتصفيقا للتاجر على قراره, فشعبنا بقدر ما يلعن التجار على رفع الأسعار, بقدر ما يدعمهم ويقويهم؟! معادلة غريبة! ولسان حالهم يقول: (استمروا وزاد الله في أموالكم وجبروتكم ؟) .
قديما قال المثل الشعبي: ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) وأقول لكم صراحة أيها الفقراء وأصحاب الدخل المحدود وما أكثركم: إن التاجر لا يهمه إن أكل المواطن, أو مات جوعا, ما يهمه هو زيادة أرصدته, وانتفاخ كرشه, ونومه على الحرير, وشرب الخمر من دماء المعدم والفقير؟!
أنه الإقطاع, إنه زمن القسوة والقوة والمصالح. كما أن الحكومة (وقد ظهر جليا مع تجار اللحوم الحمراء) لم تعد لها السلطة القوية على التجار فتضع لهم الحد, وتفرض عليهم ما يضمن قوت الفقراء من جهة, والربح المشروع للتجار من جهة أخرى. ولذلك أخي المواطن الكريم عليك أن تجيد وبإتقان ثقافة المقاطعة , وستجد أنها إذا ما طبقت, واستمرت فسيكون لها ما لها من نتائج سيلمسها الجميع, وستجدون أن لها حلاوة ومذاق خاص , لأنكم استطعتم أن تخضعوا هذا التاجر لمطالبكم, فيضطر مرغما أن يقنع بالربح القليل, ويخفض الأسعار. ففكرة المقاطعة وثقافتها المعهودة كانت سياسية بالدرجة الأولى, فمقاطعة منتجات بلد معين بسبب سياساته اتجاه بلادنا وديننا ونبينا... كانت تثمر وتكبد ذلك البلد الخسائر الفادحة, ولذلك مهما كان التاجر كبيرا فلن يكون أقوى وأكبر من الدولة ( وأقصد أي دولة يتم مقاطعتها ) فلماذا لا نجرب سياسة المقاطعة اتجاه أي تاجر يحتكر السلع الأساسية في بلدنا ويتحكم بالأسعار كيفما يشاء على الرغم من انخفاضها عالميا, فما الفرق بين هذا التاجر الذي يجوع الناس, ويتحكم في معيشتهم, ويقتل الفضيلة والانتماء عند الفقراء وأصحاب الدخل المحدود, وبين من يقتلنا بالرصاص والقنابل؟! أنا حقيقة لا أرى أي فرق بينهم فهما وجهان لعملة واحدة.
وقد يتساءل البعض فيقول : ماذا سنأكل وماذا سنشرب؟ وأقول لهم : لن يكون الحال أسوأ مما هو عليه, هذا أولا, أما ثانيا فللمقاطعة فنون وثقافة كما هو حال التجارة؟! فلنجرب ونتفق على مقاطعة سلعة واحدة لمدة أسبوع نعم سلعة واحدة ولأسبوع واحد فقط؛ وسترون النتائج؟!
وسأضرب مثالا واحدا فقط : في أحدى محافظات الأردن يتحكم تاجر واحد بسوق الدجاج الحي ولا يسمح مطلقا بانخفاض أسعارها على الرغم من وجودها في محافظات قريبة وبأسعار أقل بكثير, فلا يخفًض أسعاره إلا لسبب واحد ؛ وهو أن يكسر تاجرا دخل السوق فقرر خفض الأسعار؟! فيخفًض هذا المحتكر أسعاره حتى يخرجه من السوق فلا يبقى إلا هو( كسًر الله عظامه). فلو اتفق, ولا أقول كل الناس, بل معظمهم, أو نصفهم على مقاطعة الدجاج لمدة أسبوع , فماذا سيحدث ؟ هل سيموت الناس من استغنائهم عن الدجاج لمدة أسبوع؟ أم أن التاجر سيضطر رغم أنفه إلى خفض أسعاره؟!
لا بد أخي المواطن أن نكون أكثر وعيا, فبدلا من الصف طوابير على السلع التي يرتفع ثمنها, علينا العزوف عن شرائها, وعلينا إجادة ثقافة المقاطعة؛ فهو السلاح الذي نمتلكه من خلال الإرادة الصلبة, في زمن تغوًل وقسا علينا أصحاب المال والسلطة.
rawwad2010@yahoo.com
إذا ما رأيت طابورا من الناس( وما أكثر الطوابير في بلدي) فاعلم أنهم يصطفون لشراء سلعة قد ارتفع ثمنها تشجيعا وتصفيقا للتاجر على قراره, فشعبنا بقدر ما يلعن التجار على رفع الأسعار, بقدر ما يدعمهم ويقويهم؟! معادلة غريبة! ولسان حالهم يقول: (استمروا وزاد الله في أموالكم وجبروتكم ؟) .
قديما قال المثل الشعبي: ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) وأقول لكم صراحة أيها الفقراء وأصحاب الدخل المحدود وما أكثركم: إن التاجر لا يهمه إن أكل المواطن, أو مات جوعا, ما يهمه هو زيادة أرصدته, وانتفاخ كرشه, ونومه على الحرير, وشرب الخمر من دماء المعدم والفقير؟!
أنه الإقطاع, إنه زمن القسوة والقوة والمصالح. كما أن الحكومة (وقد ظهر جليا مع تجار اللحوم الحمراء) لم تعد لها السلطة القوية على التجار فتضع لهم الحد, وتفرض عليهم ما يضمن قوت الفقراء من جهة, والربح المشروع للتجار من جهة أخرى. ولذلك أخي المواطن الكريم عليك أن تجيد وبإتقان ثقافة المقاطعة , وستجد أنها إذا ما طبقت, واستمرت فسيكون لها ما لها من نتائج سيلمسها الجميع, وستجدون أن لها حلاوة ومذاق خاص , لأنكم استطعتم أن تخضعوا هذا التاجر لمطالبكم, فيضطر مرغما أن يقنع بالربح القليل, ويخفض الأسعار. ففكرة المقاطعة وثقافتها المعهودة كانت سياسية بالدرجة الأولى, فمقاطعة منتجات بلد معين بسبب سياساته اتجاه بلادنا وديننا ونبينا... كانت تثمر وتكبد ذلك البلد الخسائر الفادحة, ولذلك مهما كان التاجر كبيرا فلن يكون أقوى وأكبر من الدولة ( وأقصد أي دولة يتم مقاطعتها ) فلماذا لا نجرب سياسة المقاطعة اتجاه أي تاجر يحتكر السلع الأساسية في بلدنا ويتحكم بالأسعار كيفما يشاء على الرغم من انخفاضها عالميا, فما الفرق بين هذا التاجر الذي يجوع الناس, ويتحكم في معيشتهم, ويقتل الفضيلة والانتماء عند الفقراء وأصحاب الدخل المحدود, وبين من يقتلنا بالرصاص والقنابل؟! أنا حقيقة لا أرى أي فرق بينهم فهما وجهان لعملة واحدة.
وقد يتساءل البعض فيقول : ماذا سنأكل وماذا سنشرب؟ وأقول لهم : لن يكون الحال أسوأ مما هو عليه, هذا أولا, أما ثانيا فللمقاطعة فنون وثقافة كما هو حال التجارة؟! فلنجرب ونتفق على مقاطعة سلعة واحدة لمدة أسبوع نعم سلعة واحدة ولأسبوع واحد فقط؛ وسترون النتائج؟!
وسأضرب مثالا واحدا فقط : في أحدى محافظات الأردن يتحكم تاجر واحد بسوق الدجاج الحي ولا يسمح مطلقا بانخفاض أسعارها على الرغم من وجودها في محافظات قريبة وبأسعار أقل بكثير, فلا يخفًض أسعاره إلا لسبب واحد ؛ وهو أن يكسر تاجرا دخل السوق فقرر خفض الأسعار؟! فيخفًض هذا المحتكر أسعاره حتى يخرجه من السوق فلا يبقى إلا هو( كسًر الله عظامه). فلو اتفق, ولا أقول كل الناس, بل معظمهم, أو نصفهم على مقاطعة الدجاج لمدة أسبوع , فماذا سيحدث ؟ هل سيموت الناس من استغنائهم عن الدجاج لمدة أسبوع؟ أم أن التاجر سيضطر رغم أنفه إلى خفض أسعاره؟!
لا بد أخي المواطن أن نكون أكثر وعيا, فبدلا من الصف طوابير على السلع التي يرتفع ثمنها, علينا العزوف عن شرائها, وعلينا إجادة ثقافة المقاطعة؛ فهو السلاح الذي نمتلكه من خلال الإرادة الصلبة, في زمن تغوًل وقسا علينا أصحاب المال والسلطة.
rawwad2010@yahoo.com
تعليقات القراء
واذا ارادت جمعية حماية المستهلك اعادة دورها وهيبتها وتفعل عملها فلا بد
من تبنيها لهذه السياسة للتأثير على الغلاء الفاحش
................
نعم حان الوقت للجمعية حماية المستهلك ان تعوض ما فات وتكسب رضا المواطن
الكادح الفقير
همها الوحيد بطنها ومش شايفين الطبقات التانيه من المجتمع
وحتى عن دوري في هذا ان اقنع الوالد بالمقاطعه
ياهيك مقالات يابلاش
بدنا مقالات تحض على التمرد
على المقاطعة
مابدنا التنعيم وهز الذنب هزززززززز
بدااااااااا مقاطعة وعنا لا اكلنا ولا شربنا
هزو التجار هززززز
زي ذنب الكلب
مقاطعة لغوشة وحجازي وغيرهم كمان
نعم نعم نعم للمقاطعة
بس بدهل شويت....ايش
بدها ارادة ....نعم ارادة صلبة وقوية
والشاطر اللي بصبررررررر
كلو تمر واشربوا مي مكفي
ويسلموا يا رواد
وبصراحة بلشت تعجبننننننني
ولتمنى على جراسا ان تبادر الى طرح بعض السلع الغالية
وتعلن المقاطعة
جراسا مرآة الفقراء
جراسا الحقيقية المرة للفاسدين
جراسا...جراسا...جراسا...جراسا
ويقطع عدوينك قطع
والى الامام انت وكتابك اصحاب الفكر مش الهزززززززازززززززين
غصب عن عدوينك وحسادك ...احسنت
وانت رائع وجميل ولسانك حلو وانت امير
امتعني دائما بمقالاتك الحارة والمفيدة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اخوك النورس.........ذاكرني والا لا
ومن هذا اليوم.....صفحتي الرئيسية جرأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسا
كرمال عيونك
بعدك ابو الحارث
يا ابو الحارث
نورس معان
اذكر قبل بضعة سنوات ان هولندا قد رفعت ثمن البطاطا , هم كل الشعب بمقاطعة البطاطا ,حتى عاد سعرها كالسعر القديم.
كويس انهم بستوردولك الاكل ولا كان متت من الجوع
هاها ها ها ها ها
عا ها ها هو ه
هو هو هو هو ه9و
فقط المفاسد والانحلال والمادية والبعد عن المبادئ الاخلاقية ...وكل ما هو فاسد فقط.
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
هيك هو الشعب
الا انه لو اطلعنا على الغرب لرأينا عندما لا يعجبهم قرار يعترضون معا ويقاطعون حتى يصبح القرار لصالحهم
ولكن الدنيا اخر زمن نحنا العرب بنتعلم من الغرب البعد عن الدين
ولا نتعلم اشياء تيفد المجتمع ككل