هل نجح لقاء منتجع " زوتشي " ؟!


بيريز – ميدفيدف

يعتقد البعض - وهم كثر -  أنّ لقاء الرئيس ميدفيدف - بيريز الأخير في منتجع " زوتشي " المطل على البحر الأسود  قد بحث عدّة ملفات ساحنة من الزاوية الأسرائيلية البحتة , فاسرائيل بحاجة الى اعادة الحيوية الى علاقاتها مع روسيا الفدرالية وتطويرها بعد تراجعها في المرحلة السابقة , من أجل التفاهم مع موسكو من أجل الحفاظ على توازن القوى العسكري بالشرق الأوسط , من حيث حصول اسرائيل على ضمانات روسية بعدم تزويد موسكو دول الشرق الأوسط , وخاصةً  ايران  بالأسلحة الروسية المتطورة التي ستؤثر بالضرورة على موازين القوى بالمنطقة , كما تسعى اسرائيل الى التأثير على الموقف الروسي الداعم للعرب في القضية الفلسطينية , حيث تقول المعلومات التي تم تسريبها لوسائل اعلام اقليمية محددة أنّ جدول أعمال اللقاء الروسي – الأسرائيلي تضمن بحث الصراع العربي – الأسرائيلي وامكانية عقد مؤتمر موسكو للسلام الخاص في الشرق الأوسط , وأيضاً مسار التعاون الروسي – الأيراني في مجال الأنشطة النووية الأيرانية , مع المحادثات الجادّة حول  مسار العلاقات الروسية – الأسرائيلية بشكل عام بما فيها الأقتصادية بعد أن تدهورت العلاقات بسبب ثبوت ضلوع اسرائيل في دعم جورجيا عسكرياً أثناء الحرب الروسية – الجورجية قبل عام وحسمتها موسكو لصالحها بنجاح وقد نالت موسكو ثمار حسمها العسكري مع تبليسي ومع المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد الأوروبي وما زالت , كذلك تم بحث اماكنية تعزيز التعاون الروسي – الأسرائيلي المشترك لمواجهة الأزمات والمشاكل وتداعيات الأزمة الأقتصادية العالمية على موسكو وتل ابيب .

وبعيداً عن ما قيل آنفاً من اعتقاد للبعض حول لقاء " زوتشي "  وان كان فيه شيء من الصحة , أرى أنّه لا يلامس شواطىء حقيقة اللقاء!

 وبمقاربة سياسية تحليلية فانّ للقاء أبعاداً غير معلنة قد تتمثل في رغبة وسعي اسرائيلي جامح للقيام بمناورة استراتيجية دبلوماسية لتقريب الرئيس ميدفيدف الى تل أبيب ,وبالتالي ليتم " تفخيخ " العلاقات بين الرئيس ميدفيدف ورئيس الوزراء بوتين لما لهذا التوجه المناورة  في تقريب الرئيس لأسرائيل من تداعيات وآثار سلبية غير عادية على علاقات الرئيس برئيس وزرائه فلادمير بوتين..... وتعتقد اسرائيل أنّها تستطيع التأثير على  الرئيس ميدفيدف من خلال ملف التعاون التجاري الروسي – الأسرائيلي , وبالتالي العمل على اقناع الرئيس باعتماد موقف روسي يقوم على أساس اعتبارات الشراكة مع اسرائيل , مقابل ان تسعى اسرائيل الى اعتماد روسيا طرفاً أساسياً في دبلوماسية قضية الشرق الأوسط القضية الفلسطينية بجانب ملف برنامج ايران النووي .... مع التزام اسرائيلي جدي بالتعاون مع موسكو في عقد مؤتمر السلام الخاص بالشرق الأوسط مع العمل على انجاحه في حده الأدنى .

وتشي بعض المعلومات الأستخباراتية من خلفية عقد لقاء "زوتشي " أنّ اسرائيل تسعى الى " فتنة " سياسية في روسيا حيث تل أبيب تسعى لحث الرئيس الروسي ميدفيدف الى ضرورة التنسيق معها كي يحتفظ الأخير بالمنصب الرئاسي لولاية جديدة في مواجهة زميله بالحكم بوتين ! فهل تنجح اسرائيل ؟ لا أظن ذلك ! .... فالمسألة أكبر من اسرائيل نفسها , هذه الدولة الطارئة على كل شيء حتّى على نفسها.... فهي لم تستطع الوصول بعد رغم قوتها العسكرية الى مصاف الدول الأقليمية بالمنطقة ... فكيف ذلك؟ .

لقد تعالت أصوات من الأعلام الأسرائيلي الداخلي , المتحالف مع بعض وسائل الميديا العالمية ومن أجل الأساءة الى العلاقات الروسية - العربية -الأسلامية  أنّ اللقاء كان ناجحاً و مفيداً في مجمله , حيث تمثل في تصحيح الأدراك الروسي - الأسرائيلي المتبادل وتنقية ما شاب العلاقات الثنائية سابقاً , مع خضوعها لفهم سياسي براغماتي جديد يركز على المصالح المشتركة وفي مقدمتها صادرات النفط والغاز الروسي لأسرائيل .... مع وجود  أكثر من مليون مهاجر يهودي روسي يتحدثون الروسية ولهم حزب سياسي ( اسرائيل بيتنا ) الذي يتزعمه المتطرف بل الأشد تطرفاً افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الآن لكي يوحي ذلك الى أنّ القواسم المشتركة بين موسكو و " اسرائيل " كثيرة وأكثر وأكبر من ما بين موسكو والعالمين العربي والأسلامي ... وقطعاً هذا ليس صحيحاً بالمطلق  .

* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية *

mohd_ahamd2003@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات