القضاء على ظاهرة المُخدرات وردعِ مُتعاطيها مسؤولية جماعية


كلَّما طالعتنا الصُّحف بتمكن الجهات المَعنيَّة من إحباط عمليات تهريب مُخدِّرات أو إلقاء القبض على تُجارِها ومُروِّجيِها سَرَّنا ذلك. ومَنبع السرور أن تحصين أبناء المجتمع من هذه الآفة التي باتت مصدر قلقٍ ليس على المستوى المحلي فحسب، بل لدى الشعوب كلِّها مسألة بالغة الأهمية.

ويعود الانتشار السريع لتجارة المخدرات في العالَم للأساليب المُنظـَّمة ولِتفنُّن المُنتِجِين والمُصنِّعِين والمروِّجين ومن يدعمهم، فهدفهم جميعاً تحقيق مكاسب مادية فلَكيَّة وإن كانت على أكتاف الفتك بالناس وتدمير مستقبلهم بالإضافة لِنسف الثوابت المجتمعية الأخلاقية والقِـيـَمِيـَّة.

إن ما يُنشر من أخبار حول الجهود المُخلصة في إحباط عملياتِ تهريبٍ تجري بأساليب لا تخطر على البال، وبكميات كبيرة يتمُّ الإعلان عنها بشفافية، يدل بوضوح على وجود سوقٍ وطلبٍ متزايد مِن مُتعاطيِّ هذه المواد. ويؤكِّد أنَّ ليس كلّ ما يُمْسَك يكون مُتَّجِهاً بالتمام لدول أخرى.

وعليه مِن الحقِّ الاعتراف أننا أمام قضية كبيرة خطيرة يجدر تسليط الضَّوء عليها وعدم تبسيطُها، بل استنفار الطاقات الرسمية ومضاعفة الجهود لمنع تفشِّيها أكثر والقضاء عليها بالتعاون مع آلاف مؤسسات المجتمع المدني من ثقافية وتعليمية واجتماعية ورياضية وغيرها، هذه التي يفترض بما تملكه من قُدُرات بشرية ومادية أن لا تحصِر أنشطتها وتؤطِّرها ضمن مُسمياتها فقط إنما يُفترض ومن حِسِّها الوطني وكونها مدعومة من ميزانية الدولة أن تُسهِم بحلّ القضايا والمشكلات والتحديات التي تقع في المجتمع.

ولسنا بصدَدِ عرض الأضرار الصحية التي تلحُق بالمُتعاطين فالطِّب يؤكِّد تأثير المخدِّرات على أعضاء الجِّسم وأجهزَتِه كلّها، يواكب هذا اضطرابات نفسية وسُلوكية تقضي على حياة المُتعاطِين وربما تقودهم للقيام بممارسات عدوانية وغيرها. يواكب هذا دمار بيوت أسَرِهِم وذويهم وخسارة المجتمع لِقُدُرات كان يُمكن لها أن تُسهم في البناء والتطوير لا أن تُمْسَخ صُورتها في المجتمع!

وحَريٌ فتح الأعين كي لا تدخل البلاد بطرق مُلتوية، البذور المستعملة لزراعة بعض أنواع نبات الحشيش، وعلى الكوادر الميدانية في وزارة الزراعة أن تضاعف جهودها لكشف إن توفرت مزارع تُنتج محصول الحشيش وقد تُصَنِّعُه من خلال عمالة وافدة تؤْثِرُ الصمت حفاظاً على رِزْقِها.

ولا يضير أن تكون مستودعات المستشفيات وصيدلياتها التي تشهد ازدحام عملٍ تحت المراقبة خشية تسرب حُبوب يقتضيها العمل الطبي للتخدير والتنويم إلى خارجها.

ولا بُد من قرع جرس الخطر حول نَهَمِ فئات يافِعة وانقيادها لِمَقاهٍ مُحددةٍ وكأن تنباكها ومُعَسّلها ممزوج بما يخدِّر أو يُعطي نشوة.. ومِنهُم من يُقدِم على شراء مواد للإستنشاق مِثل: سبيرتو/ آجو /بنزين/ غاز القدَّاحات وغير ذلك وجميعها يُباع بثمن زهيد، لتفعل فِعلها بالدماغ فَتُسَطِّل متعاطيها أو تدفع المُعتاد لميول عدوانية وتصرفات خسيسة. هذه القضايا يجدر أن تكون محطَّ انتباه ومراقبة الجميع فإعداد المواطن الصالح السَّويّ لا تكون بغض البصر عن سلوكه وممارساته.

Hanna_salameh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات