في عصر العولمه : عصف ذهني واعلام الفزعه


حتى لحظة كتابة هذه السطور لم اكن اتوقع بان يبلغ الانقلاب على الذات والتنصل من الضمير هذا المدى وانا اطالع تصريحات كثيراً من الساده الصحفيين في ندوة ( العصف الذهني ) والدعوات المسمومه والمبطنه لمأجورين كثر حملوا القلم بغير حقه واوهموا انفسهم بانهم اوصياء على الاعلام والكلمه الحره النافذه وهم يرددون كلاماً بعضه حق ارادوا به باطل وبعضه له ما بعده , وحين كنت على يقين بان الحكومه الذهبيه وربما اللاحقه ستدخل معتركاً مع الاعلام الالكتروني كنت استبعد بان يتم الايعاز ( بالمس كول ) للبدء بالانقلاب من اصحاب المهنه ذاتها والمؤتمنين على سلطه رابعه في دوله شعارها الديموقراطيه والتعدديه .

ومع ان شعار الندوه حمل لفظ العصف الذهني الا ان الاجواء المسيطره والمرتب لها مسبقاً صبت في اتجاه واحد ورأي واحد وتيار واحد وكممت الآراء المخالفه وصودرت التعدديه بالفكر فكانت الجلسه اشبه باجتماعات مجلس قيادة الثوره في دوله بعثيه ... انا من المؤمنين دوماً بان الاعلام المأجور سبب رئيسي في نكبات الوطن واعلاء الباطل وعندما لم يطب للكثيرين في وطني بان يكون للحق منبراً يعلو تكاثرت اصوات المندسين الذين روجوا لمظهر العلاقه النديه بين ( الحكومه والوطن ) وبين الاعلام الالكتروني ولم تكتفي الفئه الضاله بهذه الترهات بل أخذت تدعو بشكل مباشر لاستصدار تشريعات  ناظمه للعمل الصحفي الالكتروني ولجم الافواه وعقد الألسن باسم القانون وهم يدركون تماماً المصداقيه المهزوزه التي وصلت لها اغلب الصحف الورقيه في الاردن التي تقتات على الدعايات والاعلانات الحكوميه حين وُسِّدَ للجهل والثقافه الاعداديه بان يحتل المراكز القياديه فيها وتعالت النداءات لثلةٌ من الاقلام المأجوره الموزعه داخل الوطن وخارجه للتجمع في كثير من الصحف الورقيه لتأسيس مشروع الاعلام الواهن ذو العين الواحده القائم على مبدأ الفزعه , وهل ينظر الكثير منهم لانفسهم بعين الرضا والاحترام وهم يعدون العده ويسنون الاقلام للخوض في مسأله تخلى العالم المتمدين والديموقراطي عن المساس فيها او حتى مجرد التفكير بالاقتراب منها للقناعه التامه بان حرية الاعلام والكلمه من الثوابت والمسلمات الديموقراطيه في كل دول العالم ؟؟ .

لا يزال الكثير منا يحكمون على الامور بعقليه رعويه ولا يقيمون ادنى اعتبار للشراكه بين الاعلام الحر ومسيرة بناء الوطن ويخوضون المعارك نيابةً عن الحكومه بعبثيه تدلل على  سيطرة الاجواء العرفيه على تفكير الكثيرين من اصحاب القلم وربما ارادوا للصحافه الالكترونيه ان تقدم كقربان للخلاص من لعنة تراجع المبيعات التي منيت فيها الكثير من الصحف الورقيه نتيجة احجام الناس عن تداولها لانها تنطق باسم جهه واحده ورأي واحد مَلّ الناس من سماعه والدفاع الاعمى عنه ولم يزدنا الا خبالاً .

جلسات العصف الذهني كشفت النقاب عمن يحملون في داخلهم ضدهم فكثيراً ممن  ينادون بحرية الكلمه والرأي الآخر يتبنون خيارات ادناها تكميم الافواه واوسطها المنع من ممارسة الكتابه واعلاها خاضع لقوانين الفجأه وعلمه عند الله , وحين يراد للاعلام ان يُهَجَّن حسب الطلب ولا ينحاز لمصلحة الوطن والمواطن على اختلاف الحكومات نكون بصدد قصف مهني ينبثق من عصف ذهني خالي من اي فرصة ايجابيه للارتقاء نحو الافضل .
Majali78@hotmail.com




تعليقات القراء

عيد عطيات
فعلا مثل ما وصفت يا اخي
بدهم للاعلام الالكتروني انه يكون شغال على المس كول
ما بدهم يكون للحق موقع ناطق
بدهم اياها صحافه ورقيه هزيله تنظر من وجهة نظر واحده وهمها الدفاع عن فلان وفلان
30-08-2009 08:38 AM
جيفارا الصريح
للمجالى باختصار
العولمة عندنا شيشا وشات وشوية كليبات
والى آت آت والى فات مات
15-09-2009 01:11 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات