لا راحة لمؤمن الا بلقاء ربه ..


عن تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :(( يقول الله لملك الموت إنطلق إلى ولييِّ فأتني به فإني قد ضربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب ، فأتني به لأريحه .

قال : فينطلق ملك الموت ومعه خمسمئة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضباء الريحان، أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونا لكل لون منها ريحٌ سوى ريح صاحبه ، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر ، فيجلس ملك الموت عند رأسه ويحفونه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضوٍ من أعضائه، ويُبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر تحت ذقنه ، ويفتح له بابٌ إلى الجنة فإن نفسه لتُعلّل عند ذلك بطرف الجنة ، مرةً بأزواجها ومرةً بكسوتها ومرةً بثمارها كما يُعلّلُ الصبيَّ أهلُه إذا بكى ، وإنّ أزواجه ليبتهشْنَ عند ذلك أبتهاشا .

وتنزو الروح نزواً ، ويقول ملك الموت : أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدرٍ مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب ، وملك الموت أشد تلطفاً به من الوالدةٍ بولدها ، يعرف أن ذلك الروح حبيبٌ إلى ربه كريمٌ على الله فهو يلتمس بلطفه بتلك الروح رضا الله عنه ، فيسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ، وإن روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون : "سلامٌ عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون "، وذلك قوله :" الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلامٌ عليكم".

قال :" فأما إن كان من المقربين فرَوحٌ وريحان وجنة نعيم" ، قال :" رَوحٌ من جهد الموت وريحانٌ يتلقى به وجنة نعيمٍ تقابله" .

قال :" فإذا قبض ملك الموت روحه ، يقول الروح للجسد جزاك الله خيراً لقد كنت بي سريعا إلى طاعة الله بطيئاً عن معصيته ، فهنيئا لك اليوم فقد نجوت وأنجيت ، ويقول الجسد للروح مثل ذلك ، وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها وكل بابٍ من السماء كان يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة" .

فإذا قبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمئة ملك عند جسده لا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة عليهم السلام قبله وعلته بأكفان قبل أكفانهم وحنوط قبل حنوطهم، ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالإستغفار .

ويصيح إبليس عند ذلك صيحةً يتصرع منها بعض أعظام جسده، ويقول لجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم، فيقولون إنّ هذا كان عبداً معصوما .

فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفاً من الملائكة كلهم يأتيه من ربه، فإذا أنتهى ملك الموت إلى العرش خرت الروح ساجدةً لربها فيقول الله لملك الموت :" إنطلق بروح عبدي وضعه في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماءٍ مسكوب .

فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت عن يمينه وجاء الصيام فكان عن يساره وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه وجاء مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه وجاء الصبر فكان ناحية القبر .

ويبعث الله عُنقاً من العذاب فيأتيه عن يمينه فتقول الصلاة " وراءك ، والله ما زال دائباً عمره كله وإنما استراح الآن حين وضع في قبره "، فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك ، فيأتيه من قبل رأسه فيقول القرآن والذكر مثل ذلك ، ثم يأتيه من عند رجليه فيقول مشيه إلى الصلاة مثل ذلك ، فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد له مساغاُ إلا وجد ولي الله قد أحرزته الطاعة ، فيخرج عنه العذاب .

يقول الصبر لسائر الأعمال :" أما إنه لم يمنعني أن أباشره بنفسي إلا أني نظرت ما عندكم ، فلو عجزتم كنت أنا صاحبه ، فأما إذ أجزأتم عنه فأنا ذخرٌ له عند الصراط وذخرٌ له عند الميزان.

ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة يقال لهما منكر ونكير وفي يد كل واحد منها مطرقة لو أجمعت عليها مضر وربيعة لم يقلوها فيقولان له أجلس ، فيستوي جالسا في قبره فتسقط أكفانه في حقويه فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول ربي الله وحده لا شريك له والإسلام ديني ومحمد نبيي خاتم النبيين، فيقولان له صدقت ، فيدفعان القبر فيوسعانه بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن قبل رأسه ومن قبل رجليه ، ثم يقولان له أنظر فوقك فينظر فإذا هو مفتوح إلى الجنة فيقولان له هذا منزلك يا ولي الله ، فوالذي نفس محمدٌ بيده أنه لتصل إلى قلبه فرحةٌ لا ترتد أبدا ، فيقال له أنظر تحتك ، فينظر تحته فإذا هو مفتوحٌ إلى النار، فيقولان : يا ولي الله نجوت من هذا ، فوالذي نفسي بيده أنه لتصل إلى قلبه فرحةٌ لا ترتد ابدا ، ويفتح له سبعة وسعون باباً إلى الجنة يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله )).

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات