مدارس ام مزارع دواجن !!


.. كان يمكن لنقابة المعلمين أن تطالب الحكومة بالتوسع في بناء مدارس جديدة خلال الإضراب الذي استمر مدة اسبوعين للتخفيف من ضغط كبير يواجه صفوف المدارس وخاصة بعد قبول مئات الآلآف من الطلبة الوافدين ، بحيث يبلغ متوسط عدد الطلبة في الصف الواحد في المدن الكبرى 60 -70 طالبا ،يُحشرون في غرفة صفية غالبيتها لا تتجاوز مساحة 4/6 ، مما يشكل تحديا كبيرا للمعلم والطلبة بحيث لا يمكن للمعلم أن يكون مرتاحا قادرا على نقل المعرفة المطلوبة او ضبط الحصة او الاستماع لمدخلات ومشاركات الطلبة، وكذلك بالنسبة للطالب الذي سيلاقي تحديات واسعة في ظل اكتظاظ ومزاحمة وضجيج ، كما وتشكل أثارا صحية بالغة الخطوره وخاصة في فصل الشتاء على غالبية الطلبة والصغار منهم خاصة وسهولة انتقال اي عدوى مرضية ضارة لجميع الطلبة ، مما ساهم بوجود نسبة عالية من الطلبة المحرومين من الرعاية والمتابعة بسبب ذاك الأكتظاظ ، بحيث تدخل الى الصف لترى أمامك مزرعة بشرية على غرار مزارع الدواجن بكل أسف ..

الدوائر الرسمية ألأخرى معنية بمتابعة وحل تلك المسألة ، سواء اكانت أمنية او صحية او اجتماعية وتفاعلاتها المستقبلية في ظل وجود اكثر من 100 الف طالب لايجيدون القراءة والكتابة في الصفوف الاولى الثلاثة ولا بد انها سترتفع الى ارقاما مخيفة تؤثر سلبا على البناء والتنمية وتظهر على إثرها اشكالات اجتماعية وأمنية خطيرة في ظل تسرب واندفاع الطلبة نحو الأعمال غير الشرعية ..
جبل اللويبدة مثال حي ، إذ ارتفعت نسبة الطلبة الملتحقين في المدارس الاربعة الوحيدة في المنطقة لتلبي حاجة الاهالي في المنطقة والمناطق المحيطة بها في جبل عمان حتى الدوار الثالث والعبدلي ووسط البلد والقلعة ، والأن وخلال زيارة واحدة لأي صف من صفوف المرحلة الابتدائية او الثانوية فأن متوسط عدد الطلبة في الصف الواحد يصل الى الى 60 طالبا او 70 طالبا في ظاهرة تشير لإهمال ولا مبالاة وزارة التربية ، ولم تراع زيادة عدد الملتحقين بالمدارس او قبول الطلبة الوافدين بشكل لافت ..

لا افهم كذلك ولم اعد اميز بين تلك البرامج " الدخيلة " التي تتبناها وزارة التربية حول البيئة المدرسية الآمنه والتعليم المتكامل واستخدام التكنولوجيا بيسر في ظل هذا الوضع المأساوي ، او ما يتعلق منها بمشاريع أخرى تحمل اسماء كبيرة لم تضع بعد أصبعها على الجرح النازف في واقعنا التعليمي والتربوي ، وكأن البعض يسعى لتدمير تلك البنية على غرار ما لحق الاقتصاد من ترهل ودمار .

غالبية الاهالي بدأت تعاني من رفض قبول المدارس لابنائها بسبب الاكتظاظ والازدحام الكبير ، والغالبية منهم يضطرون لإدخال ابنائهم مدارس بعيده جدا عن سكن الطالب وما تشكله من اعباء نفسية ونفقات على الأهالي ، فكيف ننتظر من تلك الحالة أن تتفوق وتنمو في ظل معاناة يومية وصولا الى المدرسة كما كانت مدارسنا قبل 60 عاما ،حيث كان يفرض على الطلبة التنقل من القرية الى المدينة من 10 - 30 كم للالتحاق بالمدرسة يوميا في غياب وسائل النقل والخدمات ..

وزارة التربية ليست وحدها المعنية بحل تلك الاشكالية وإن كانت هي المعني الأول ، فوزارة التخطيط والتنمية والعمل والصناعة والأجهزة ألامنية معنية أيضا لترابط نتائج الحالة وتداخلاتها على كل صعيد ، وباعتقادي ان الدولة لم تعد تبالي بالحالة وتبعاتها والاستجابة للمتطلبات التي تجري في بلادنا بشكل متسارع ( عدد السكان في الاردن من 5 مليون عام 2005 الى 10 مليون 2014 !دون أن يرافق هذا أية مشاريع تنموية وخدماتية تعليمية او صحية او بنى تحتية تستجيب للحالة ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات