وقفوهم إنهم مسئولون !


نعم ، سيما وأن المسألة تتعلق في حقوق الإنسان وحريته باعتباره قيمة في ذاته وحقه فرد أو جماعة في التعبير عن رأيه والمشاركة في وضع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي من أجل تحقيق تقدمه وسعادته ونهضة الوطن ورقيه من أبسط وبديهيات الحق الإنساني والوطني العام ، ومن خصائص الحكومات الديمقراطية الوضوح والشفافية والتواصل مع التركيبة المجتمعية إضافة إلى تعميم المشاركة السياسية ، ليكون المواطن جزء لا يتجزأ من القرارات الحكومية وعلى اطلاع بكل ما يحدث أو سيحدث في المستقبل ، و قيل قديماً : "إنّ المعنى الواحد قد يعبَّر عنه بألفاظ، بعضها أحسن من بعض، إلا أننا لا نجد أي لفظ أو تعبير من قبل حكوماتنا نستطيع استيعابه لعدة أسباب أهمها غياب المصداقية ، لهذا لابدّ من استحضار مواقف صدق الحكومات لنتمكن من استنباط الحكومة الأصدق أي الأقرب للمواطن ، علنا نتوقف عند صدق أحدى الحكومات والذي أعتبره بمثابة بلورة رؤى جزئية متناثرة نظراً لندرته ، لكون الصدق يعتبر النواة الأساسية التي تدور حولها الحكومة الديمقراطية أو الحكومة الإنسانية المنشودة !

لعله من المحزن ذلك الغموض الذي تمارسه حكومتنا الحالية والحكومات السابقة لأن الغموض في سلوكها لا ينم فقط عن الضعف وخلوها من البرامج الإصلاحية فقط ، وإنما يؤكد لنا أن هذه الحكومات أبعد ما تكون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، لأن ممارستها تتنافي مع الوضوح والشفافية والتواصل والمشاركة وتوصف بالانقطاع والحجب عن العامة ، وإلا كيف تجد بعض التصريحات وكأنهم يتحدثون عن عالم في كوكب أخر أو في أي مكان إلا الأردن !

بالله عليكم أي من رؤوسا حكوماتنا ولغاية هذه اللحظة كان مؤمن بأن الحوار الديمقراطي المتكافئ هو صمام الأمان في مواجهة تحديات المستقبل ، وهل بحث في المفاهيم الاجتماعية والتي من المفترض أنها تشكل لنا الديمقراطية الأردنية ؟ وماذا اكتسبنا عبر مختلف مراحل الدولة الأردنية ؟! وهل نظام السلطات الثلاثة منسجم مع الإرادة المجتمعية الديمقراطية ؟ وعن أية رقابة على السلطة التنفيذية نتحدث في ظل القانون الحالي للانتخابات والذي أفرز لنا مجلس بيننا وبينه كإنسانيين قرون من الزمن ؟

وهل كمواطنين استطعنا ومنذ تأسيس الإمارة إلى اليوم أن نسقط حكومة واحدة ؟ أين ضمان الحريات إلى حرية الإعلام الذي يجب أن يعبر عن كافة الآراء والاتجاهات التعددية السياسية والتي من خلالها تتوفر الاختيارات والبدائل والحلول لمختلف المشاكل ؟! ما يحدث اجزم أن الرئيس نفسه لا قدرة له على فهمه ، ولكن لماذا ؟ لأن الحكومات لدينا تدار من قبل حكومات الظل ، وليتها حكومة ظل بالمعنى السياسي وإنما بالمعنى التسلطي غير المفهوم ، بالتالي مشكلتنا مركبة خاصة وان حكومات الظل فاقدة لثقافة الوضوح والاتصال والغاية الديمقراطية الإنسانية ، لهذا نحتاج إلى قراءة واعية وفهم عميق وكثير من التأمل والنظر ، إلى أن نصل إلى ما نسميه بالجلاء السياسي والوضوح الوطني والانكشاف الإستراتيجي عبر حكومة واحدة ، حكومة برأس واحدة وليست بسبعة رؤوس !

نحن في تخلف ديمقراطي لا يعلمه إلا الله ، لأن الديمقراطية في مفهومها القديم تحمل في جوهرها مثلا أعلى هو المساواة وأن النظام والمؤسسات والعلاقات التي تلقب بالديمقراطية هي تلك التي تعظم المساواة بين البشر في فرض الحياة لقد كانت الديمقراطية بهذا المفهوم سلاح الفقراء والضعفاء لينتزعوا حقوقهم السياسية والاجتماعية من الصفات المتميزة وهي بذات المفهوم تعود بجذورها إلى " سقراط " و" أفلاطون" و" أرسطو" وإلى التطبيق الأثيني والمدن الإغريقية والرومانية القديمة ، نتحدث عن الديمقراطية في قلب الأنظمة الأرستقراطية والملكية التي كانت تسود أوربا قبل الثورة الفرنسية ، فعن أية ديمقراطية تتحدثون ؟!

أنتم تدفعون بالناس دفعاً نحو مقاومة السلطة التنفيذية لماذا ، ولصالح من ؟ والأردن مهدد من الداخل والخارج ، ماذا نريد غير أن نكون صفاً واحد بوجه كل من يهدد الأردن أرضاً وشعباً ونظاماً ، ولا أحسب أن مفهوم المواطنة يغيب عنكم في المعنى السياسي والمعنى التاريخي والمعنى الكوني من خلال الانتماء إلى الإنسانية والتأسيس إلى المساواة في الحقوق والواجبات بالنسبة للناس دون الأخذ بعين الاعتبار الانقسام بين الدول والمجتمعات والفوارق بين الجهات واللغات والديانات والثقافات والأعراق ، نتحدث عن المواطنين العالميين وعن ( الهوية الجامعة ) ( الوطنية الإنسانية ) الجامعة والتي لا يمكن الوصول لها إلا من خلال هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي ، المعنية وبحسب نظامها الداخلي بالبحث بالمفاهيم الوطنية ومفاهيم المواطنة الثلاثة بالمعنى السياسي والمعنى التاريخي والمعنى الكوني ، والتي تقوم بمهام الدولة العالمية الجامعة الموحدة والمهيمنة بالأخلاق قبل القوانين التي تخدم فكرة الجماعة العامة والمتسامحة إنسانياً وعالمياً ، نتحدث عن طموح أبناء الطور الإنساني الجديد في التأسيس ولو من الناحية النظرية للدولة العالمية ، وأخيرا لننظر بماذا نفكر ، وبماذا تفكر حكوماتنا ؟ بالله عليكم ألا تفصلنا عنهم قرون من الزمن ، ومع ذلك نردد قول الحق جل في علاه (وقفوهم إنهم مسئولون) لعل وعسى أن تسري في شرايينهم الحياة السياسية المنشودة من جديد ! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات