ادهم غرايبة يكتب : أردوغان الأردني !


خاص - ادهم غرايبة  - إسمح لي , عزيزي القارئ , أن أريحك من عناء البحث عن إنجازات السيد "رجب طيب اردوغان " لشعبه و بلده و أن أختصر لك قائمة طويلة من النجاحات التي حققها الرجل :

منذ العام 2003 و حتى عامنا هذا جذبت تركيا ما لا يقل عن 100 مليار دولار من الاستثمارات . خلال العام الماضي فقط صدرت تركيا ما قيمته 152 مليار دولار . تحتل تركيا اليوم المرتبة 17 "

بدلا من 111 قبل مجيء اردوغان " على قائمة أقوى إقتصادات العالم على ذمة صندوق النقد الدولي .

الخطوط الجوية التركية فازت لثلاثة أعوام متتالية على جائزة أفضل ناقل جوي في أوروبا بعد أن كانت مضرب المثل بالفشل !. إرتفع متوسط دخل الفرد في تركيا من 3500 دولار سنويا الى 10500 دولار .

خلال 10 سنوات تم زراعة 2,771,000,000 شجرة " لم أتمكن من قرأة الرقم ! " برغم أن تركيا بساط أخضر أصلا ! . إنتقلت تركيا من دولةإاقليمية شبه هامشية الى دولة محورية عالميا يتم الرجوع إليها في كل ما يخص حال الأقليم .

دعني أكتفى بهذا القدر مخافة أن نصيبهم بالعين !

تعلمون أن السيد اردوغان قد أصبح الأن رئيسا للجمهورية التركية بعد أن كان رئيسا لحكومتها .

المنصب الذي يشغله الرجل اليوم هو منصب "بروتوكلي " لا يتيح له إتخاذ قرارت جوهرية , لكن ذلك لا يعني أن مسيرة الإنجازات ستتوقف , لأن المسآلة أصبحت نهجا و ثقافة و مرجعية .

فات معظم , ما لم أدعي جميع , المحللين و الكتاب أن يطرحوا سؤالا مختصرا و موجعا : كيف تحقق للأتراك كل ذلك ؟!

قبل أن أجيبك , عزيز القارئ , إسمح لي ان أذكرك أن رئيس الحكومة في الاردن , اسمه عبدالله النسور , قد مثل الأردن في حفل التنصيب مؤخرا و اتمنى , مثلك , لو أن " زلمتنا " طرح هذا السؤال على نفسه بحكم أنه أيضا , " بلا تشبيه " , يشغل المنصب الذي شغله السيد اردوغان و هو مثله صاحب ولاية عامة , كما يقال !

في الأردن , بلدنا و لو كره الفاسدون , فكرة جهنمية لها من يروجها بين الناس مفادها " ادانة الشعب " على نحو ما , فالشعب الذي يريد الاصلاح و التطور لابد ان يصلح نفسه و يطورها أولا و قبل كل شيء !

هذه الفكره الطوباوية هدفها الحقيقي جلد الذات , و تسويق البؤس , و تسويغ التردي , و تكريس الاحباط , و تبني عقلية التشكيك بكل وطني مخلص و شريف , على قاعدة انه " دوار مناصب " . باتت الفكرة البائسة ان المناصب انما للفاسدين فقط !

طيب اسمع ! دعك من تركيا و اردوغان الذي اناقضه ايدولوجيا و لا يمنع ذلك من الإشادة بتجربته الوطنية الاجتماعية لأن مخرجاتها تتطابق مع جوهر إيماني السياسي و إستحضارها هنا قد يكون دليلا على موضوعية بعض أهل اليسار, مع الاعتذار لما قد يبدو انه ترويج للذات ! .

خذ البرازيل و رئيسها " لولا دي سيلفا " أو خذ الاورغواي و رئيسها البسيط المتواضع " موخيكا " الذي يقف بالطابور لينال موعدا لمراجعة الطبيب !

هؤلاء لم تتغير شعوبهم و لم تتسامى من بشر الى ملائكة أطهار و لم يأتوا حتى بثورات ! . و ليس ثمة كيمياء غير مفهومة أو سرا فيزيائيا خارقا للعادة , كل ما في الأمر أن هؤلاء القادة أدمنوا الإخلاص في عملهم , و اخذوا على عاتقهم خدمة شعبهم , و أتخذوا العفة منهجا . و لنا ان نضيف لهم اسماء عربية إنتزعت الإحترام و التقدير كالمرحوم جمال عبدالناصر و المرحوم الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان . لا بل أضيف لهم , على عاتقي , أسما اردنيا يزداد حضوره القا و لو أن الحديث عن عبق ريحانة الشهيد وصفي التل يثير حساسية البعض ممن يدمنون الوهم و تداول الأفكار الظالمة و المشاعر الحاقدة بلا تمحيص و بلا ضمير و بلا عقل علمي بعكس ما يدعي بعضهم !

أزعم انه لو قدر لوصفي التل أن يعيش سنوات أطول قليلا لكان حال الأردن غير حال . " وصفي " الذي أعلن يوما برنامج حكومته الاولى و كان حينها في منتصف الاربعينات من عمره حينما علن " ان الحكومة خادمة للشعب لا حاكمة له " و اعلن مشروع السنوات السبع التنموي " بحيث تتمكن البلاد من زيادة الدخل القومي الى حد يسمح بالاستغناء عن المساعدات الاجنبية في نهاية العام 1970 " ... اي و الله! العام 1970 !

إستعرضوا " التجربة التركية " , بغض النظر عن موقفنا من اردوغان بخصوص الاوضاع العربية التي لا تروق لي , و قارنوها بما الت اليه اوضاعنا في الاردن , دون ان احتاج لتذكيرك , عزيزي القارئ , بالارقام والاحصائيات بخصوص الفوسفات و البوتاس و الاتصالات و الاسمنت و حمامات ماعين و الضمان الاجتماعي و الملكية الاردنية و الكهرباء و الطاقة و الوضع الزراعي و السياحي و التعليمي , ففي حالنا هذه الايام ما يثبت البؤس الذي حظينا به !

حتما لا تروق لي سلوكيات الأردنيين اليوم لكن ثمة " اردوغان اردني " قادر على نقلهم الى وضع افضل بكثير سيما ان حقبة الفساد المتنامي هي التي تجرف أخلاق الناس أصلا !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات