غزة انتصرت على إسرائيل برغم تآمر كل قوى الطغيان


تكاد صدور المؤمنين بالعدالة والخير والإنسانية لا تتسع الفرحة التي يتسبب فيها نبأ انتصار الحق على الباطل، ممثلا بتمكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى في غزة، بتمكن المقاومة الفلسطينية من قهر أكبر جيوش العالم قاطبة من حيث التسليح والتقينة الحربية الهجومية والدفاعية منها، ألا وهي إسرائيل التي اندحرت وجرَّت أذيال الخيبة والانكسار والانهزام.

انتصار تاريخي تسجله حماس والمقاومة الفلسطينية على إسرائيل في حرب دموية شرسة -اقشعرت لها الضمائر والأبدان- استمرت واحدا وخمسين يوما متواصلا بلياليها، ذلك حتى تمكنت المقاومة الفلسطينية من تحقيق انتصارها وفرض شروطها على العدو الإسرائيلي الهمجي المعتدي، وذلك من خلال هدنة قد تدوم طويلا وقد تنهار في أي لحظة، وذلك في ظل عدم تعوّد الإسرائيليين المتغطرسين على مثل هذه الهزيمة التاريخية المُذلَّة النكراء والانكسار الكبير أمام قوى صغيرة من مثل المقاومة الفلسطينية الباسلة التي آمنت بربها وثبتت، فما خذلها ربها، بل يسَّر له استخدام الجو وسطح الأرض وما تحت الأرض للذود عن شعبها الفلسطيني العريق ضد المعتدين وضد كيد الكائدين.

وفي مثل أجواء الفرحة والانتصار هذه التي يعيشها الأهل والعشيرة في غزة هاشم خاصة، وفي الضفة الغربية وفي المحتل منذ 1948 وفي الشتات، والتي تشاركهم فيها قلبا وقالبا الشعوب العربية والإسلامية الحرة منها، وبعض أصدقاء الإنسانية في أميركا اللاتينية على وجه الخصوص، فإنه لجدير بالجميع أن لا ينسوا في غمار الفرحة أن أهالي غزة قدموا آلاف الشهداء والجرحى والمصابين لتحقيق هذا الانتصار العظيم المبين ولفك الحصار المقيت عن غزة الصمود والإباء والافتخار، فضلا عن ما ألحقه العدو الإسرائيلي الرعديد الجبان بالشجر والحجر والعمران والمنازل والأبنية والمستشفيات والمدارس والمساجد من خراب ودمار على طول امتداد القطاع.

تعالوا لا نفرح أو نبتهج بالانتصار التاريخي إلّا وفي مقدمة عروضنا مقام ومكان ومكانة لأمهات الشهداء وذويهم أجمعين، لأمهات الأطفال الرضّع الذين دافعو عن الأمة الإسلامية والعربية وهم يمسكون بالرضاعات بأيديهم الغضَّة ويتلقون بأجسادهم الناعمة البرئية أطنان القنابل والصواريخ ثات التقنية العالية التي كانت تقذفها الطائرات الأميركية الصنع من طراز إف16 والتي استخدمها الإسرائيليون ضد الأطفال والنساء والأبرياء من المدنيين العزّل في غزة على مدار واحد وخمسين يوما بلياليها، بينما العرب والمسلمون، قياداتهم نيام ضمائرهم إلا من رحم ربي، ولم يرحم الله منهم في هذا المرة إلّا النزر اليسير، والحمد لله!

سجِّل أيها التاريخ للعالم وللأجيال القادمة من بعد إلى يوم الدين، سجِّل بالدم الزكي لأطفال غزة الشهداء الرُضَّع أن الأمير الوالد لدولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يحفظه الله ساند غزة وأهلها وقدَّم الغالي والنفيس في دعمه لهم حتى قال عِبارته التاريخية "حسبي الله ونِعم الوكيل" في مطلع عام 2009 إثر عدوان إسرائيلي مقيت على أهلنا في غزة. وسجِّل أيها التاريخ للعالم وللأجيال القادمة من بعد إلى يوم الدين، سجِّل بالدم الزكي لأطفال غزة الشهداء الرُضَّع أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني يحفظه الله ما انفك يقِّدم الغالي والنفيس حتى تتحقق العدالة وحتى ينتصر الخير على الشر، وحتى تحقق هذا الانتصار العظيم للأمة العربية والإسلامية والإنسانية، المتمثل في انتصار غزة هاشم على المعتدين في عام 2014. سجِّل أيها التاريخ للعالم وللأجيال القادمة أن أمراء دولة قطر وحكومتها وشعبها الوفي لأنته والإنسانية قد وقفوا وقفة الأبطال التاريخيين مع غزة وأهلها ولا يزالون ومع الإنسانية، في عصر عزَّ فيه الصديق الوفي ونامت العُربان.

وسجِّل أيها التاريخ للعالم وللأجيال القادمة من بعد إلى يوم الدين، سجِّل بالدم الزكي لأطفال غزة الشهداء الرُضَّع أن فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحفظه الله وتركيا حكومة وشعبا قد وقفوا مع غزة وقفة الأبطال التاريخيين في عصر عزَّ فيه الصديق الصدوق ونعقت الغربان، وتآمرت على غزة كل قوى الشر وَوَسْوَسَ ضدهم كل معاوني الشيطان!

وسجِّل أيها التاريخ للعالم وللأجيال القادمة من بعد إلى يوم الدين، سجِّل بالدم الزكي لأطفال غزة الشهداء الرُضَّع أن الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشيمة قد تبرع بأغلى ما يملك، قد تبرع بدمه الزكي في الحربين الاثنتين على غزة في (2009و2014) من أجل أطفال غزة، وأن الأردن ملكا وحكومة وشعبا قد وقفوا مع غزة وقفة الأبطال التاريخيين في عصر عزَّ فيه الصديق وتآمرت ضد أطفال غزة كل قوى العُهْرِ والطغيان!

وتذكر أيها التاريخ أن حرائر غزة الكريمات وأطفالها الرضّع هم منصنع النصر بمشاركة من مقاومتها الشرسة الذين تمكنوا بصمودهم من بث الرعب في أوساط المعتدين الإسرائيليين حتى ظلوا يختبئون في الملاجئ وهم مصابون بالذعر كلما سمعوا صفارة الإنذار. ألا طوبى لشهداء غزة، طوبى لأطفالها ونسائها، ولا نزال وسنبقى نقول إن من بينهم سيخرج صلاح الدين الثاني وآلاف المعتصمين الشجعان.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات