الدولة السنّية ضرورة عاجلة


قبل عام 1979 م كانت الأقطار العربية والإسلامية محكومة بزعامات علمانية إما عميلة للشرق أو عميلة للغرب حتى قامت بذلك العام الثورة الإسلامية في إيران وأعلنت قيام الدولة الدينية .

فرح المسلمون جميعاً بهذا الحدث السعيد وأقيمت الاحتفالات الشعبية بمعظم العواصم العربية والإسلامية وبدأت تظهر بوادر ما سمّي وقتها بالصحوة الإسلامية .

في ذلك الحين لم يكن يظهر على السطح حكاية مذهب شيعي أو مذهب سني في العالم الإسلامي، وقد فرح أهل السنة بالثورة الإيرانية ظناً منهم أنها إسلامية ولكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم .

تبين لنا مؤخراً أن الثورة الإيرانية أقامت دولة دينية لأهل المذهب الشيعي فقط تحميهم وتساعدهم في كل مكان من أنحاء العالم بدءاً من لبنان ، سوريا ثم العراق واليمن وفي البحرين والسعودية وفي افغانستان وباكستان وغيرها .

طبعاً من حق إيران ودولتها الدينية أن تساعد الشيعة في كل مكان فترفع الظلم الواقع عليهم وهذا يعتبر حتى الآن نجاحاً لنصف المسلمين، ونتمنى أن يستمر هذا النهج لكن دون الإضرار بإخوانهم أهل السنة مثل الذي تفعله الآن إيران بدعم الحاكم العلماني بشار الأسد الذي يمثل أقلية ويحكم الأغلبية السنية في سوريا بالقوة والإضهاد والقتل والتشريد وبالسلاح الكيماوي ثم دعمت المالكي الذي أجرم بحق أهل السنة في العراق .

على أية حال بقول الواقع الراهن أن الدولة الدينية الشيعية في إيران هي الآن في أوجها وفي تقدم مضطرد وخاصة في اليمن فهي تدعم الحوثيين الشيعة الذين هم الآن على وشك الإطباق على صنعاء بعد بسط سيطرتهم على كامل صعده وعمران وأغلقوا بعض مداخل صنعاء ويقيمون الآن في أحد شوارع صنعاء الرئيسية وبالقرب من وزارات سيادية اعتصاماً مفتوحاً .

نحن أهل السنة نبارك لإخواننا الشيعة دولتهم الدينية الصاعدة التي تحميهم وتساعدهم وترفع الظلم عنهم في كل مكان، لكننا نأمل ان لا تمد هذه الدولة عينيها إلى الأقطار التي يمثل فيها أهل السنة أغلبية كسوريا ولبنان واليمن ولا تضر بالأقلية من أهل السنة الذين هم ضمن سيطرتها .

بالمقابل من حقنا نحن أهل السنة أن يكون لنا دولة دينية سنية على غرار الدولة الدينية الشيعية تحمينا وترفع الظلم عنا وتحكم فينا بالكتاب والسنة البرنامج الوحيد القادر على إقامة العدل بين المسلمين، ومن ثم تعمل على التفاهم مع الدولة الدينية الشيعية على شكل ما من التعاون وحتى لا يحدث التضارب أو التحارب بين أهل المذهبين ولوقف تداعيات الوضع الراهن الذي يوحي بأن حرباً شيعية سنية غير متكافئة قائمة الآن لأن الشيعة يجدون من دولتهم الإيرانية تسليحاً ودعماً مالياً وإعلامياً في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتساعدهم أمريكا في العراق وفي اليمن حيث يتعرض أهل السنة للقتل بالطائرات الأمريكية في العراق ومعها القوات الإسرانية في جلولاء كما تسكت أمريكا على تقدم الشيعة الحوثيين في شمال اليمن وتضرب أهل السنة اليمنيين في الجنوب بالطائرات ، إذ يشعر أهل السنة أنهم الآن بين ثلاث نيران ، نار أخوتهم الشيعة ونار الأمريكان ونار اليهود وليس لأهل السنة دولةً أو جهة تساعدهم أو تحميهم.

إذن الحرب بين الشيعة والسنة حالياً غير متكافئة وهي حتماً ستحسم لصالح الشيعة الأمر الذي يدعو وبإلحاح لإقامة دولة دينية سنية وعلى عجل لحماية أهل السنة الذين يتعرضون للقتل والتشريد في كل مكان، لتكون هذه الدولة السنية قادرة على وقف الشيعة عند الحدود المعقولة للتفاهم بين أهل المذهبين، وعدم طغيان مذهب على آخر ثم تقوم هذه الدولة بدعم وحماية أهل السنة في كل الأقطار كما تفعل إيران للشيعة في كل مكان .. ومن أجل التفرغ للعدو الحقيقي للإسلام والمسلمين الكيان الصهيوني النووي الإرهابي الذي يهدد جميع المسلمين سنةً وشيعة ويحتل مقدساتهم ويقتل أطفالهم كل يوم وبالطائرات الأمريكية أيضاً .
ضيف الله قبيلات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات