مشكلة اﻻخوان المسلمين الى اين؟!


لم تعد مشكلة اﻻخوان المسلمين عند البعض ( انظمة واحزابا ومستقلين) ترتبط بحالة سياسية، او تهدئة في خطبة، او دعاء للحاكم، او تبريد حشد متحمس في مهرجان، او انحناء للعاصفة، وﻻ حتى انبطاح، يمكن ان يشفع لهم من ضربة امنية او اعتقاﻻت او احراء صارم تجاههم ..

انما مشكلتهم عند هؤﻻء ترتبط بفكر اﻻخوان المسلمين نفسه ، وهنا تعظم المشكلة بحجم المصيبة التي يصعب درؤها اﻻ بحبل من الله اوحبل من الناس عظيم ،او بمخرج يصعب شرحه اﻻن ، ﻻنهم ولﻻعتبارات الفكرية هذه اصبح منهجهم مرفوض لدى هؤﻻء البعض، واصبحت قناعات هؤﻻء معززة بدراسات ومعلومات متداولة بينهم ايضا، بان فكر اﻻخوان المسلمين ثوري وتعبوي ، كان له دور كبير في تهيئة مناخ الثورة ضد اﻻنظمة ، بل هناك من يذهب ابعد من ذلك ، باعتبار هذا الفكر هو رحم اﻻرهاب، وحاضنتهم هي مولدة اﻻرهابيين، وعلى هذا اﻻساس يتم التعامل معهم ومحاربتهم..

لقد برزت هذه المشكلة على هذا النحو ، بعد ان أطاحت الشعوب ببعض اﻻنظمة ، في ثورات عربية متاجحة غير مسبوقة ، كان اﻻخوان جزءا منها، اﻻ ان اعادة بناء هذه اﻻنظمة ديمقراطيا اوصل اﻻخوان المسلمين بمختلف تسمياتهم ومظﻻتهم الى سدة الحكم عبر صناديق اﻻنتخاب، واﻻنعطاف حصل بعد ان تمت اﻻطاحة بالرئيس محمد مرسي عبر انقﻻب عسكري صاحبته حركة شعبية من طرفي المعادلة سال خﻻلها الدماء البريئة في مصر، وما حصل ﻻحقا من تولي سيد اﻻنقﻻب رئيسا على مصر ايضا ، استخدمت فيه اﻻدوات الديمقراطية ايضا..

لقد وصل الحال الى تحالفات ، اجتمع فيها بعض خصوم اﻻمس وتﻻقوا وتقاطعوا على نفس الهدف، يتحدثون بنفس المعاني والمضامين واﻻدوات تحاه اﻻخوان المسلمين، واصبحت المناداة بحل اﻻخوان، فعل يتقرب به البعض من اﻻنظمة، حفظا لمكتسباتهم او لتحقيق مكاسب اضافية، ولن افاجا اذا ما وجدت قيادات اسﻻمية، بل واخوانية ضعيفة تنادي او تتواطئ بالمناداة ذاتها ، تقربا و تحقيقا للمكاسب ذاتها.
وعلى سبيل المثال هنا ، لقد سمعنا قبل واثناء وبعد العدوان اﻻسرائيلي عل غزة وهي على حماس خصوصا ، كيف كانت النوايا باضعافها ، ثم كيف اصبح يطلب من اﻻحتﻻل تدميرها وخنقها ، ثم كيف يتم تجاهلها والتعامل معها ، كل ذلك ﻻن حماس انبثاق فكري من اﻻخوان المسلمين، ولو لم تحقق النصر واﻻنجازات والمعجزات في حربها مع اسرائيل، ﻻجهزوا عليها باساليب مبتكرة وجعلوها في اسوا حال، ولكن ما قامت به استباقيا، خلق الهيبة وتعدى اكثر الى نوع من الرعب في قلوب الخصوم والمتربصين، قلب السحر على الساحر، وجعل حماس في موقع القوي الذي ﻻ يكسر وﻻ ينكسر..
drmjumian@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات