التقى ثلاثتنا على شط بحر الفساد المنظم في الأردن وعلى ضوء قمر المستقبل المجهول تسامرنا .. قلت لهما قرأت اليوم مقالة اعجبتني للكاتب الشاب الأديب الأردني الشهم الوطني الصادق " أدهم غرايبة " الذي نختلف معه في القليل ونتفق معه في الكثير ، مقالةً بعنوان " هوبرة اعلامية لضبط إيقاع الجماعة " وقرأت مقالة أخرى للكاتب هاشم الخالدي أعجبني فيها فقط العنوان " غياب الملك ومعان والإخوان " وسطر واحد في نهاية المقالة يقول فيه " المشكلة في أولائك الذين هم حول الملك الذين أفسدوا ما أفسدوا وهم الآن يشتمون معان ليل نهار" فما قولكما في هذه "التعليلة" ؟.

قال الأول :" يعلم الشعب الأردني الحقائق الساطعة التي رسخّها الإخوان المسلمون في واقعه وليس بمقدور كل وسائل التضليل الإعلامي أن تطمس هذه الحقائق الساطعة ولذلك تجهدهم يفوزون دائماً عندما تكون الانتخابات حرة ونزيهة.

الإخوان المسلمون في الأردن بنوا المؤسسات الاقتصادية والمستشفيات والمراكز الصحية والجمعيات الخيرية التي عملت على توظيف الكثير من العاطلين عن العمل وتقوم بتقديم خدمات مجانية واعانات شهرية وفي الأعياد والمناسبات وعند الطوارئ للمحتاجين وتساعد طلبة جامعيين وتزوج عزّاب وغيرها ، وتعتبر هذا واجبا شرعيا عليها ولا تمن به على أحد .

كما أننا لم نسمع أن الإخوان المسلمين قاموا بخصخصة شركة من شركات الوطن كالفوسفات مثلا وباعوها بثمن بخس أو باعوها لأنفسهم أو لشركاتهم كما فعل وليد الكردي .

ولم نسمع أن الإخوان قاموا بالاتصال بسفيرنا السابق بإسرائيل معروف البخيت وطلبوا منه أن يقوم بعمل ترتيبات لإقامة كازينو للعهر والقمار في الأردن.

ولم نسمع أن الإخوان هم الذين جاؤوا بـ"فولشن أفندي" وقالوا له أجلس هنا في العقبة يأتيك النفط مجاني أو بأسعار مخفضة ثم بعه إلى المصفاة ثم إلى الشعب الأردني بالسعر العالمي لتثقل كاهلهم بالضرائب وتقصم ظهرهم وتقطع نفسهم .

كما أننا لم نسمع أن الإخوان هم الذين جاؤوا بالبهلوان لإهانة العشائر وطردهم من الديوان ثم يتحول لبرنامج التحول ثم البورصة الوهمية ثم الإتجار بالبشر البنغال في العراق .

ثم أننا لم نسمع أن الإخوان هم الذين رتبوا مع الصهاينة لمخطط التهجير الناعم للفلسطينيين لمحو هويتهم وطمس قضيتهم بالجنسية الأردنية لتمرير مؤامرة الوطن البديل .

يعلم الشعب الأردني علم اليقين أن الإخوان المسلمين وكل الإسلاميين في الأردن أحزاباً أو شخصيات مستقلة ومعهم حماس هم جميعا ضد الوطن البديل ومع حق العودة.

يعلم الشعب الأردني أن الذي نهب المنحة اليابانية " من زمن وزمان" ليس الإخوان المسلمون وأن الذي نهب المنحة النفطية الكويتية أيضا ليس الإخوان المسلمين.

يعلم الشعب الأردني أن الإخوان المسلمون لم يمدوا أيديهم إلى المال العام ولا إلى أراضي الخزينة وأن الحكومات المتعاقبة على ظهري وأصدقاءها الفاسدين هم الذين نهبوا مال الشعب الأردني وأراضي الخزينة وباعوا مقدارت الوطن وتآمروا على الشعب والوطن ولا زالوا حتى هذه اللحظة هم الخطر الحقيقي الماثل على الوطن والشعب وهم في حماية الدولة لا يقهرهم قاهر ولا ينهرهم ناهر .

قال الثاني :" صدقت وأحسنت ،لكن يا أخي في هذا الموضوع أنت في واد والنظام في وادِ أخر ، لأن الهوبرة الإعلامية لم يقصد فيها النظام الإخوان المسلمين وإنما قصد بها الشعب الأردني الذين أظهر فرحه الشديد لإنتصار غزة وتعاطفه الشديد مع أهل غزة وإعجابه الشديد بحماس والمقاومة وأظهر عداءاً وكرها شديدا للمجرمين الصهاينة تمثل بصورِ شتى رمزية كان آخرها رسم العلم الإسرائيلي على الأرض في كل مكان يدوسه الغادي والرائح .

لقد أصيب هذا النظام بالفصام من أول يومٌ في الحرب وحتى هذه الأيام وحاله مثل " زرّاط الموس " كما يقال بالمثل الشعبي لأن إسرائيل تطالبه بموجب قيود وادي عربة المكبل بها أن يقف معها ويدين حماس بإطلاقها الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين وأن يقول عن حماس مخربين و إرهابيين وأن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وأن يمنع أي مظهر من مظاهر العداء لإسرائيل ومن جانب آخر يطالبه الشعب الأردني صباح مساء أن يصرّح بأن إسرائيل إرهابية كما صرّحت بذلك تركيا وبوليفيا وكثير من دول العالم وأن هذا عدواناً إسرائيلياً وحشيا وأن اسرائيل ارتكبت جرائم حرب إبادة ضد الإنسانية ويجب محاكمتها كما طالب الشعب الأردني النظام بطرد السفير وإلغاء وادي عربة ، ولذلك كان النظام في حيرةِ من أمره ،فمن جهة يخاف من غضب الصهاينة ومن جهة أخرى يخاف أن ينكشف أمام شعبه .

أما الهوبرة الإعلامية التي قام بها البعض " يُهمٍّر " على الإخوان المسلمين وكما يقال في المثل العربي " إيّاكٍ أعني وسمعي يا جارة " فالمقصود منها هو تخويف الشعب الأردني حتى لا يذهب بعيداً في إظهار أشكال عدائه للصهاينة وكمحاولة لوقف تدفق مشاعر الكرايهة الشعبية المتنامية ضد المجرمين الصهاينة وإظهار الفرح الشديد بانتصار غزة.

وفي الحقيقة أن هذه هي مشاعر الشعب الأردني الحقيقية تجاه العدو الصهيوني وليس في مقدور الذين أنبروا
" يُهمٍّروا" على الشعب الأردني أن يخوفوا هذا الشعب أو أن يحملوه على تغيير جلده لأن المسجد الأقصى هو جزء من عقيدة الأردنيين فهو الفبلة الأولى وثالث الحرمين الشريفين وهو جزء من عقيدتهم المقدسة ولا بد من تحريره اليوم أو غداً .
ضيف الله قبيلات