قال تعالى :{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ْ» وقال الرسول علية السلام «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ أَلَا لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِه» وقال
( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) بعض البشر إذا جاز لنا إن نسميهم كذلك مبدأهم في الحياة أنهم يعيشون لأنفسهم ولذاتهم ولأمورهم الخاصة بطيخ يكسر بعضة وقد نسوا إن هذه المهمة أي مهمتهم تقوم به سائر الكائنات الحية التي منها من يمشي على أربع رجلين ومنها من يمشي على بطنه.إن من لا يهتم بالوطن بشكل خاص وبالامه بشكل عام هو بالتأكيد هم على الوطن وهم على الأمة...قد يسأل البعض ويقول طيب إن مواطن عادي ماذا اعمل....نقول له إن الله لايكلف نفسا إلا وسعها وليس مطلوب منك إلا في حدود استطاعتك وأعمال الخير التي تهم الشأن العام في جميع مجالات الحياة كثيرة ولاتحصى إلا إن هناك أمر يستطيع إن يقوم به كل مواطن صالح مسلم لايكلفه الشيء الكثير وهو النطق بكلمة الحق ونصرة المظلومين من إخوانه ولى بكلمة ودعاء عقب كل صلاة ودعاء في ظلمة الليل والأنام نيام وان لم تستطيع قول الحق وقد تكون معذور في ذلك لأي سبب من الأسباب فلا تكون ظهير للمجرمين والفاسدين لأننا نلاحظ إن البعض ليس مسلط علية سيف إن يكون من جنود الباطل ولكن مع كل ذلك يجند نفسه للدفاع عن الباطل ...يجب إن لا نستهين في قول كلمة الحق ونقد الظالمين والفاسدين وكشف حقيقتهم أمام الناس في هذه الأيام العصيبةلأنها في نهاية المطاف تشكل رأي عام تغيض الفاسدين وعلى الأقل تربكهم وتزعجهم والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله علية وسلم لشاعرة حسان ابن ثابت : اهجُ قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشْقِ النبل ..وأخيرا المطلوب منا في هذه الدنيا أن نسعى ونجتهد ونحاول في محاربة الطغيان والفساد وإبراء الذمة أمام الله ولكن ليس بطريقة رفع العتب والنتيجة على الله وماعلينا إلا الاجتهاد والأخذ بالأسباب فضع بصمتك ولاتقبل أن تعيش على الهامش لأن الخسران المبين ليس هو أن تفقد بعض الامتيازات في الدنيا الفانية لأنك صدعت بالحق بل هو أن لاتجد لك موطئ قدم في جنه عرضها السموات والأرض...تصور هذا المشهد فانك إذا كنت من أصحاب هذا الخسران فانك لاتملك إلا أن تقول ياليتني كنت ترابا...ياليتني لم اتخذ فلانا خليلا...