وطن ع وتر !!!


دخلت ذات يوم عمة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه تطلب زيادة علي راتبها من بيت مال المسلمين, وإذا به يأكل عدسا وبصلا, فلما كلمته في شأنها, قام عن طعامه وجاء بدراهم من فضة ووضعها علي النار, ثم وضعها في كيس, وقال لها: خذي هذه الزيادة. فما إن قبضت عليه حتي طرحته أرضا لاحتراق يدها من شدة الحرارة, وكاد أن يغشي عليها, وعندها قال لها عمر رضي الله عنه: ياعمتاه, إذا كان هذا حالك مع نار الدنيا, فكيف بنار الآخرة؟ يا عمتاه والله ما أنا إلا عبد استودعه الله علي خلق من خلقه, وخازن لبيت مال المسلمين أسئل عن كل درهم فيه يوم القيامة, فكيف يكون حالي في ذلك اليوم إذا أنا أعطيتك درهما واحدا علي باقي الرعية؟؟؟؟

أقول ان أخطر ما تعيشة المجتمعات اليوم وخصوصا العربية منها ، لا يتعلق فقط بالعقم السياسي، والمزايدات الفارغة، وغياب المسؤولية لدى المسؤولين فحسب، بل أن الأخطر من هذا وذاك ، هو فقدان الحياء الاخلاقي قبل الحياء الديني ،عند الكثير من اصحاب المناصب الحكومية والعمل العام....
نعم لقد ضيعنا الامانة بكل ما فيها ... بحيث أصبح الحديث عن سرقة وهدر المال العام، من المواضيع العادية التي يتحدث فيها «المسؤول»،.. لا بل من المسلمات عند الكثيرين منهم ..فهي هبات او اعطيات او تركه لا يتزين المنصب الا بها ....لا بل انها احد فنون القتال لمن اراد للكرسي سبيلا..فلا يصلح المنصب الا بالنصب والاحتيال...

تشير أرقام الاقتصاد وهنا اتحدث عن بلدي الذي احب... الى حقيقة صادمة، أو هكذا يُفترض، مفادها ان العجز في الموازنة وزيادة الدين العام حققت ارقام قياسية لهذا العام والعام المنصرم ...تستحق ان تدخل كتاب قنس للارقام العجزية ...

لن اتكلم عن الفوسفات فهي في طريقها الى الحل..والاسمنت لا نريدها فهي مؤثرة على الصحة والجو..والبوتاس باعوها بثمن بخس لابناء الغرب والعجم ...والملكية حلقت على علو مرتفع وفقدنا الاتصال معها في الجو.. وغيرها من الشركات التي قد يقبلها فسادها العقل ... ولكن مالا يقبله العقل هذا الفساد (وكما يقال جكاره ) في ما يسمى بالعقبة الاقتصادية قد فاق الكل ..نفسي افهم الحكومات المتعاقبة لماذا تسكت على ما يدور في العقبة الاقتصادية الخاصة ففارس الحلقة بها فاق بصولاتة وجولاته فنون الكل ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات