يسألونك عن داعش


طوال شهر العدوان الإسرائيلي على غزة دأب "البعض" بدلا من الأنخراط مع الشعب الأردني المتفاعل مع أهلنا في غزة على تكرار السؤال وبإلحاح شديد على الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي عن رأيهم في "داعش".

كان الشعب الأردني كله مشغولا بغزة وهم يسألونك عن داعش .

لا شك أن توقيت السؤال سيبقى محل شك وتساؤل وعلامة استفهام على رؤوسهم ناهيك عن المضمون ومع ذلك فقد رد الإخوان رداً مختصراً مفيداً حكيماً حول ما ينسب في الإعلام من أقوال وأفعال لداعش .

لكن يا هؤلاء .. منذ متى يهمكم رأي الإخوان – على أهميته - ؟ وهل تسألون عن رأيهم لتأخذوا به ؟ أم لتوظفوه ؟ أم للوقيعة ؟ أم تريدون إذا ما جاءت داعش حسب اوهامكم وخوفكم فبدلا من أن تبدأ بكم تريدون أن يكون لكم شركاء في عدائها فتبدأ بهم قبلكم ؟ أم تريدون أن يعلن الإخوان تأييدهم لداعش لتميلوا عليهم ؟! .

تسألون عن داعش وتصرون على تسميتها بداعش فقد كان هذا إسمها قبل إعلان دولة الخلافة .. ومن أدب الإعلام والمهنية الإعلامية مثلما أنكم تركتم ذكر عصابة "الهاجاناة " الإرهابية الصهيونية التي سمت نفسها فيما بعد دولة " إسرائيل" وتحرصون الآن على تسميتها إسرائيل .. يقتضي هذا الأدب أن تأخذوا بإسم دولة الخلافة في إعلامكم .

ولنفرض جدلاً أن دولة الخلافة إرهابية مثل إسرائيل الإرهابية مع أن دولة الخلافة أقيمت على أرض الإسلام في حين أن "إسرائيلكم" حوش أوروبا كما البيض في جنوب افريقيا غزاة أجانب احتلوا أرضا عربية إسلامية ويعتدون كل يوم على أهلكم ومقدساتكم في فلسطين ومع ذلك اعترفتم بهذه الدولة بعد أن أجريتم معها حوارات ومفاوضات ثم أقمتم معها علاقات وسفارات والآن زيارات وسهرات وتنسيق أمني ضد كل التنظيمات الإسلامية بما فيها الإخوان المسلمين الذين تطلبون رأيهم اليوم في داعش .

لا أستبعد عليكم بعد كل تساؤلاتكم وخوفكم المزعوم من داعش أن تجروا معها حوارا على الحدود ومفاوضات ثم تعترفوا بها وتقيموا معها علاقات وتطبيع وسفارات كما إسرائبل ولا استبعد أن ترسلوا إليهم فولشن وهاكان والبهلوان لعقد صفقة نفط يقدمونها لكم مجانية أو بأسعار مخفضة ثم تبيعونها للشعب الأردني بالسعر العالمي ثم تتقاطرون على سفارة دولة الخلافة بعمان وتؤلبونها على الإخوان المسلمين كما تفعلون الآن مع النظام أو في السفارة الإسرائيلية .

قلنا لنفرض جدلاً أن دولة الخلافة إرهابية لكنّ الحقيقة أن الإعلام الذي صور العرب الفلسطينيين أصحاب الأرض مخربين وإرهابيين وصور الإسرائيليين الغزاة الأوروبيين مسالمين واقنعكم بعمل علاقات ومعاهدات وسهرات معهم هذا الإعلام هو نفسه الذي يعمل الآن على تشويه صورة دولة الخلافة وينسب إليهم أقوالاً وأفعالاً ترددونها كالببغاوات .

إن الموساد الذي يعمل في شمال دولة الأكراد التي تمد إسرائيل بالنفط ويعبث بأمن تركيا قد توجه الآن مع البشمركه إلى الموصل فيرسل عناصره على شكل داعش لضرب المسيحيين وتخويفهم لتشويه صورة دولة الخلافة والعمل ضدها بالتنسيق مع المالكي ودول عربية أخرى .

نحن لا نعرف أحداَ من داعش ولا من دولة الخلافة ولم يسبق لنا أن عرفنا أحدا من طالبان أو تنظيم القاعدة وإنما نسمع بهم كما تسمعون .. لكننا نعرف كيف جعل إعلامكم إسرائيل الإرهابية المحتلة لأرضنا ومقدساتنا صديقة وجعل المقاومة في غزة أرهابية وعدوة والإخوان المسلمين أرهابيين .. وكان الأجدر أن يكون سؤالكم عن رأي الإخوان المسلمين بإسرائيل الإرهابية ومن يقيم علاقات معها وليس عن داعش .

ثم إنكم تقطعون الحلوى على قدر أسنانكم .. فعندما كنا نطالب بإصلاح النظام بذلتم كل جهودكم لبث الفرقة والتنازع حتى لا يتشكل صفٌ قوي ضاغط على النظام يجبره على الإصلاح فكيف يكون لكم وجه الآن للمطالبة برصّ الصفوف لمواجهة خطر داعش المزعوم وإن قل حياؤكم وبذلتم ماء وجهكم بالإستمرار بهذه المطالبة فهل حقاً إلى ذلك من سبيل وقد رأى الناس منكم ما رأوا وذاقوا منكم ما ذاقوا وهل يأمنونكم بعد اليوم لتعودوا فتنقبلوا عليهم مرة أخرى وتتآمرون عليهم وتسمونهم إرهابيين ؟!.

إن هذا الإقبال الشديد الذي نشهده اليوم من قبل الشباب العربي عامةً على داعش وغيرها من التنظيمات الجهادية إنما هو بسبب قمعكم للإسلام المعتدل الذي يمثله الإخوان المسلمون فقد انقلبتم عليهم في الجزائر وفي مصر وفي فلسطين والأردن بعد أن قبلوا المشاركة في الأنتخابات والمشاركة في الحكومات لكنكم قمعتموهم حتى أن جبهة العمل الإسلامي لم يسمح لها بقاعه تعقد فيها مؤتمرها العام في حين سمح قبل أيام للمعارضة العراقية المؤيدة لداعش أن تعقد مؤتمرها في أوسع القاعات في عمان .

إن الحقيقة تقول أنكم أنتم الأخطر على الأردن من داعش ومن إسرائيل .
ضيف الله قبيلات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات