النائب السنيد يكتب: القيادة هي روح المجتمع السحرية


خاص - عندما تكون القيادة حية تنهض بالشعوب، وبالامم وتفعلها، وترتقي بها، ويتطور اداء المجتمعات، والافراد، وتسري روح هذه القيادة في كافة طبقات الشعب ، وتتحرك القطاعات، وهي تعطي دوافع مستمرة للعطاء، والابداع، والتحفز، فتعج الامم بالحياة، وبالخير، ويعاد تنظيم الحقوق، والحريات العامة على اسس من العدالة، وتوظف الموارد والامكانيات في اطار الارتقاء بالخدمات العامة، وتحقيق الحياة الفضلى للناس، فتقل الشكوى، وتتضاؤل حدة الاحتجاج، والاحتقان، والتوتر، وتنامي الجريمة.

ذلك ان القيادة الحية هي روح تستنهض الهمم للعطاء، والابداع، وترتفع بالمعنويات العامة، وتطور حياة الافراد، وتعطيهم الدوافع للانجاز، والرقي، ولا تميل الى المظاهر، والاستعراض، وبناء الصورة الاعلامية.

وهي تضع رؤاها في سبيل تثوير الروح الجماعية في المجتمع، وتعيد تقسيم مكتسبات العملية السياسية على كافة الافراد، وهي تنتج مجتمعا متحابا على قاعدة الاكتفاء الذاتي.

وهي تبث شعور الكبرياء في الاجيال، وتسمو بالنظرة العامة، وتكبر باهداف مواطنيها، وتصبح الهوية الوطنية مصدر فخر، واعتزاز لحامليها، ورموز الدولة عناوين مجتمعية يحفها الاجلال، والتوقير.

والمجتمعات المحبطة والتائهة، والتي تخطأ طريق المستقبل هي وليدة للانظمة الفاشلة التي تهبط بالروح العامة، وتوجد مجالا رحبا من الظلم والاقصاء والتهميش، وتقتل معطيات الابداع، وتوظف ادوات الدولة في خدمة طبقة الحكم، ولذا تمس الشبهات بكافة الجهات الرسمية على خلفية عدم الامانة في الحكم، وللتسبب بهدر الموارد العامة، وسرقة حقوق الناس، وتعريضها للنهب، وايجاد طبقة من الفساد تتغذى على السلطة.

القيادات الحقيقية مضحية للشعوب لا سارقة لها، وهي التي تنهض بها، وتضعها على مدارج المستقبل، وترقى بها حتى لتبلغ الذرى، وتجنبها الانتكاسات ، وترتقي بالمنظومة الاخلاقية لها، وبالالتزام بالقانون والنظام العام. والادارات الفاشلة تهبط بالشعوب الى قعر المعاناة والفقر والبطالة والظلم والمحسوبية والجهل، وعدم تساوي الفرص، وتتركها نهبا للشقاء، والفوضى، وتتنامى حركات الاحتجاج التي تعصف بها، وتبقى تحت تهديدها، ويتطور العنف الداخلي وصولا الى وقوع الانفجارات والثورات الشعبية.

وتتماهى القيادة الحية مع مواقف، ومشاعر شعبها، وتهتم بادق تفاصيل الموقف الشعبي واتجاهات الشارع، والرأي العام، ولا تحدث فارقا بين الموقف الشعبي والرسمي كي لا تفضي الى انتكاسة بالغة بالروح العامة.

وان التجربة التاريخية لتبين كيف نهضت الشعوب والامم من ركام الهزائم، والانتكاسات ، وسيادة احوال الفوضى والاضطربات الى مصاف الريادة في التاريخ على ايدي قادة عظام قادوها الى الذرى، لتطرق هذه الامم بوابة التاريخ بجرأة، وتسجل انجازاتها للبشرية، وقد انتجت الانسان النوعي الذي يسعد بنفسه، ويسعد بغيره، وكيف انكفأت هذه الشعوب، والامم عندما تولاها الصغار فصغروا قاماتها، واهدافها، واداروا وجهها الى الوراء.

القيادة الحية تطلق روح الابداع في المجتمع، وتعيد توزيع الادوار وفقا للامكانيات، وتوظف كافة الطاقات كي تصنع التغيير، وترتقي بالشعوب لا ان تحولها الى مرتع للسلب والنهب، ويغدو الناس مسلوبي الارادة امام التحديات، والعاديات.







تعليقات القراء

الحوراني
ابدعت سعادتك وتكلمت الحقيقة والامثله كثيره على صحة ماذكرت انظروا الى دول امريكا اللاتينيه والى تركيا والى والى....
26-07-2014 12:53 PM
المساعده
بصراحه الله يعطيك العافيه ....... ابدعت
26-07-2014 03:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات