"حيزوم" وليلة القدر يا غزة


لقد جاءت بريطانيا بأولكم يا غزاة فلسطين بمباركة من كل أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى خلاصاً لهم من شروركم وفسادكم وإفسادكم من شايلوك في إيطاليا إلى أمثاله في المانيا .

لقد آذيتم أهل أوروبا بسوء طبيعتكم الشريرة فجاؤا بكم إلى أرض العرب ليضربوا عصفورين بحجر واحد .. الأول أن يسلموا من شركم وسوء طباعكم وأذيتكم والثاني أن يشغلونا بكم نحن العرب حتى لا نفكر مرة أخرى في قرع أبواب أوروبا كما فعل أجدادنا أيام الأندلس من الغرب أو إلى مشارف جينيف من الشرق .

ونحن إذ نقرع أبواب أوروبا أو غيرها من دول العالم إنما يكون ذلك بالعدل والمساواة ومحاسن الأخلاق ونشر التوحيد ورسالة السماء الخالدة وليس كما يفعل الأوروبيون باحتلالهم بلاد الغير وقتل شعوبها وإبادتهم عن بكرة أبيهم والإحلال محلهم ونهب خيراتهم وينشرون في الناس مساوئ الأخلاق كالتبرج والسفور ثم الرذيلة والإيدز وأمثالها .

أظن أن هذا الذي ذقتموه اليوم على يدي رجال المقاومة الباسلة أبطال غزة المحررة في هذا الشهر المبارك إنما هو بداية مشوار القهقرى ثم نهايتكم المأساوية إن شاء الله " الهولوكوست الحقيقية " .. وإن كانت أوروبا وأمريكا ستظل تحاول أن تبقيكم على قيد الحياة في بلادنا من أجل هدفها الإستراتيجي القديم .

لقد أجمعتم أنتم ويكاد يجمع العالم بأنه لم يمر عليكم منذ قدومكم إلى أرض العرب فلسطين أياماً أصعب من هذه الأيام " رمضان 1435 هـ " الحرب الثالثة على غزة رغم مجازركم في الشجاعية وغيرها .

اعترف جنودكم بأنهم لم يروا في حياتهم العسكرية أياماً أشد عليهم من هذه الأيام وأنهم كانوا في ذهول وحيرة في لحظات المواجهة الخاطفة والمفاجئة التي تحدث مع رجال المقاومة الباسلة إذ لا يعلم جنودكم ولا يدركون من أين يأتيهم الموت .. فقد كان يأتيهم الموت من كل مكان ويقول بعضهم أنهم كانوا يواجهون أشباحاً وأن القتل يحصل فيهم أحياناً دون أن يعرفوا مصدره أو ما يدل على فاعله .

يذكرنا هذا بمدد الملائكة للمسلمين يوم بدر ، قال تعالى :" إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " .. إذ تلوم زوجةٌ زوجها المشرك العائد لتوه من هزيمتهم في بدر :" كيف لفئةٍ قليلة أن تهزمكم وأنتم جيش عرمرم فيه صناديد قريش ؟!" .. فيقول لها زوجها :" يا امرأة لقد رأيت الفارس منا يفصل رأسه عن جسده وليس عنده أحد من المسلمين ".

عن إبن عباس قال : حدثني رجل من بني غفار قال :" أقبلتُ وابن عمٍ لي حتى صعدنا على جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان لننظر للوفود على من تكن الدائرة فننتهبُ مع من ينتهب .. فبينا نحن في الجبل إذ دانت مثل السحابة فسمعنا فيها مثل حمحمة الخيل .. سمعت قائلاً يقول : "أَقدِم حَيزوم" ، فأما إبن عمي فانكشف قناع قلبه فمات وأما أنا فكدت أن أهلك ثم تماسكت " .

روي أن "حَيزوم" هو الحصان القائد لخيل الملائكة وفارسه من ملائكة السماء الثالثة .

أظن أن فارس حَيزوم وكتيبته الألفية كانوا في الأيام الماضية ولا زالوا هم وأبطال غزة يفعلون بكم الأفاعيل في هذه المنازلة العظيمة المباركة ومن خلفكم في جحورهم كالفئران مما سيجعلكم ترضخون لشروط المقاومة وهذا الحال البائس الذي أنتم فيه أغرى بكم "عباس" فانفتحت شهيته فوضع شرطاً مع شروط المقاومة يقضي بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى التي تلكأتم بتنفيذه .

ذلك لتعلموا أن لا مقام لكم في بلادنا .. فارحلوا أيها الغزاة الغرباء و عودوا من حيث أتيتم قبل أن نصل إليكم .

أظن أنه إذا استمرت هذه المنازلة المباركة حتى ليلة الجمعة القادمة ولعلها تكون ليلة القدر فسيكون لها شأن أعظم بإذن الله .. فلا نستبعد أن تكون خيل الملائكة يقدمها "حَيزوم" وبأسلحة العصر حاضرة بقوة ببركات ليلة القدر فيكون لهم عمل أوسع وأشمل وأعظم وأبلغ أثراً في إهلاك أعداء الله هؤلاء الغزاة المجرمين المحتلين الغاصبين .

وإنني هنا أدعو إخواننا في غزة للإستمرار بمناوشة هؤلاء الغزاة المحتلين واستدراجهم حتى يوصلوهم إلى ليلة القدر فلعل وعسى تكون فيها مهلكة عظيمة لهم من مثل ضرب مفاعل ديمونا أو مخازن السلاح الكيماوي فينكشف قناع قلوبهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات