مجلس شورى نقابة المعلمين


دونا عن كل النقابات المهنية في الاردن حظيت نقابة المعلمين الصغيرة في عمرها والكبيرة بإسمها بحالة لا يستهان بها من تشتت الرأي ووحدة الموقف وهذا الأمر لا يعد أبدا حالة خطيرة جدا ويستعصى حلها كما قد يجول في خاطر البعض بل على العكس تماما فحالة الأفكار المتعددة التي تحظى بها هذه النقابة كان امرا متوقعا قبل إعادة إحياءها في ظل مجتمع صاخب كمجتمع المعلمين الذي يحوي بين جنباته كل التيارات السياسية مهما اختلفت توجهاتها ولا يمكن إستثناء أي أفكار و تيارات اخرى من الحضور والتواجد في هذه النقابة بلا أدنى شك ، فهذه البيئة الكبيرة التي يفوق تعدادها ما يقارب ال140 الف معلم ومعلمة وما يمثل المليون مواطن من سكان هذا الوطن اذا ما أردنا أن نحسب عوائل كل معلم تحت مظلة التربية والتعليم فمن الطبيعي جدا أن نجد هذا التباين الكبير في الأراء في شخصية اجتماعية لها من حساسية الإسم الشيء الكثير وهو المعلم الذي غابت عنه نقابته لعقود طويلة وها هي اليوم عادت و ضجيج عملها لم يفارق اذهاننا في كل لحظة .
من المجحف جدا ان يتم تصوير نقابة المعلمين بأنها ساحة معركة و خلاف مستدام في كل مجالات عملها ، وهذا يؤكد بأن الخلاف محصور في عدة قضايا تطفو على السطح بين الحين والأخر سببها الأول والأخير يعود الى صاحب القرار هيئة مركزية ومجلس فهم يبادرون للإجتهاد في قضية ما وتجد خلافا معهم داخل هيئتهم وداخل الهيئة العامة بشكل واضح ايضا ، ولا يمكن ابدا تهميش دور أصحاب الرأي المناقض لأي توجه تسير به النقابة اذا ما تم العمل بمنطق حواري بناء بعيدا عن لغة السؤال التحقيقي او بالأحرى الإتهامي ! وهذا ما ينتج عنه تجدد لرقعة الخلاف وما قد ينتج عنه ايضا اغلاق أي طريق ممكنة للأخذ بالرأي الأخر في كافة المجالات .
و بتقارب بسيط جدا لو أفترضنا أن الهيئة المخول بها تسيير امور النقابة هي الحكومة على سبيل المثال وتخطو ببعض القرارات الخاطئة فهي هنا بحاجة لمن يقدم لها النصح والمشورة وهذا ما يقال له في عالم السياسة الطرف المعارض ، وهنا لنعتبر أن تيار المعارضة لأداء عمل المجلس كان بنفس الوصف وقدم رأيه بنفس النسق الذي تسير عليه الأحزاب ويتم الأخذ برأيها في جانب والحوار في جانب اخر او قد تصل في بعض الأحيان لرفض الرأي الأخر ، وهنا يجب الإعتراف من جانب المعارضين بأن ما ينقصهم هو توحد الكلمة و الإتفاق على ضرورة ترتيب بيتهم كما هم يطالبون باحترام رأيهم ، فلا يمكن ابدا أن تبقى المعارضة تقدم رأيها من خلال عشرات التصريحات والمواقف وكل موقف يقدم رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة وهم أقروا بأنفسهم بأنهم مشتتون ولا تجمعهم كلمة ولا ينظم عملهم أي شيء ابدا والدورة الماضي كانت هناك تجربة بتشكيل تيارين اختفى وجودهم بعد اعلان تشكيلهم في بيان متواضع بالكاد يصلح للإعلان عن افتتاح فعالية داخل احد المقرات ! وهذا لا يليق بأصحاب رأي ضمن الهيئة العامة في نقابة المعلمين ، فلا يمكن ابدا انكار ان بينهم اصحاب فكر ورأي سديد بينهم ورجالات يشهد لهم الجميع بمواقفهم المشرفة في مسيرتهم التربوية ودورهم الطليعي في حراك المعلمين ، ومع ذلك فلم يخلو هذا الفريق من بعض الطارئين على هذا العمل كما هو حال بعض القافزين الى عضوية الهيئة المركزية وعضوية المجلس دون أن يكون لهم أي دور طليعي أو في الصفوف الأخيرة من حراك المعلمين .
ملاحظات عديدة واراء كثيرة تعج بها نقابة المعلمين وحالة من الإقتتال في الأفكار بين الحين والأخر على صفحات التواصل الإجتماعي تؤشر الى صورة تتجاوز ال 80 % من واقع العمل على الارض ، وكثير من الأراء تكون هادئة وموزونة وبعضها الأخر مشحونا وقد يصل في بعضها الى الشتم والتحقير لزملائه ، و رغم كل ذلك فيجب التروي دائما قبل ابداء الراي وقبل الرد عليه ايضا من جهة المجلس ، وبغض النظر عن بعض الحرب الإعلامية المشروعة التي يخوضها البعض واستعانتهم بمواقع اخبارية قرائها لا يزيد عددهم على ال 7 اشخاص ، الا أنه الرأي مهما كان نوعه و مكان طرحه ، وفي القضية الأخيرة المرفوعة على بعض الزملاء بخصوص نشر رأيهم في قضايا محددة وان كان بعضها تجاوز حدود النقد البناء إلا أنني أختلف مع رفع أي قضية ضد أي معلم بهذه الطريقة فبيتنا الداخلي لا ينقصه الخبرات التي تتمكن من مجالستهم والإستماع لهم ومحاولة الحوار معهم ولو أردنا رفع قضية على كل معلم تجاوز في حواره الحدود لما توقفت النقابة عن رفع قضايا على عشرات وبل مئات من المعلمين ففي كثير من الحالات نقرأ كلاما مسيئا يصدر منهم واتهاميا في جانب أخر ولا شيء يذكر نظرا لعدم الحوار بنفس الطريقة ..
ولا أجد ما يمنع مجلس النقابة وببادرة حسن نية من الجلوس على طاولة الحوار مع اطياف معارضة و أطياف موالية إن صح التعبير والأخذ برأيهم ، ولا أجد ما يمنع أيضا وببادرة حسن نية ايضا من تأسيس مجلس شورى أو مجلس ظل ينظم عمله بطريقة معينة وتدار اجتماعاته وتنظم بطريقة تضمن نجاح الفكرة بحيث يحوي هذا المجلس ثلاثة أو أربعة من كل محافظة يقدمون رأيهم بهيئة الفرع ويبدون أرائهم أيضا في قضايا وملفات ذات اهمية كبيرة وبالذات الخلافية منها لمجلس النقابة وبهذه الخطوة تمضي النقابة بخطوة رائدة قد نتمكن من خلالها من استقطاب وصناعة عمل ايجابي للمعلم في نقابته ، وللمعارضة هنا أيضا دور في تنظيم صفوفها ومؤتمرهم القريب في عجلون يبدو بانه سيؤسس لحالة جديدة في عملهم وهذا ما نامله متمنيا أن لا تكون تجربة كالتي سبقتها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات