الطبال،،،!!!


- يُحكى أن جوقة طرب مؤلفة من عازف على العود ، عازف على الكمان وطبال ، وقد أنهوا وصلتهم في حفل ما في الهزيع الأخير من الليل ، وفيما هُم عائدون إلى منازلهم ، إعترضتهم دورية شُرطة وأوقفتهم ، وإحتجزتهم في النظارة بتهمة الإزعاج ، وبهذا ناموا ما تبقى من ليلتهم في السجن .
- في الصباح تم تحويلهم للمحكمة ، وحين مثلوا أمام القاضي ، الذي سأل عازف العود عن مقدار أجرته ، رد الرجل قائلا بأن أجرته دينار ، فحكم القاضي عليه بغرامة قيمتها نصف دينار ، وكذا الحال كان متماثلا مع عازف الكمان ، إلى أن جاء الدور على الطبال ، الذي قال أن أجرته نصف دينار ، فحكم عليه القاضي بغرامة دينار ، وفيما إحتج الطبال على هذا الحُكم ، رد عليه القاضي قائلا ، : هذا الحُكم على هذا النحو ، لأنك كلما تهدأ الحفلة أنت من يُشعلها من جديد،،،!

- كفانا الله وكفي الفلسطينيين عامة والغزيين خاصة ، شر الطبالين والزمارين ومن يُشعل النيران في غزة ، التي زاد عدد شهدائها ومصابيها وبيوتها المُدمرة بالمئات وربما الآلاف ، وكل ذلك على إيقاع ترانيم الطبل والمزمار ، الذي طالما تعزف عليهما جوقة الذين أجَّروا عقولهم ليزيدوا مثقال عاطفتهم ، وهم ما يزالون يعتقدون أن حماس مُنتصرة،،،؟؟؟ ، ودون أن يسألوا أنفسهم عن ماهية هذا النصر ، وما هي النتائج المرجوة ، وفي أية خانة تصب ، هذا إن صدّقنا مع الطبالين والزمارين أن هناك نصر وليس موت ، إعتقال ، ودمار،،،!

- اللهم لا شماتة ،،،!!! ، أنا لست في معرض تفنيد ورطة حركة حماس ،،، التي يداها أوكتا وفوكها نفخ،،، وقد إستدرجت الثعالب والغريرات إلى مقثاتها ، وأخرجت الخفافيش من أقبيتها والثعابين من جحورها ، وفاعت عليها أعشاش الدبابير من كل حدب وصوب ، يُحمِّلوها مسؤولية ما جرى ويجري في غزة والضفة الغربية ، من أهوال مُتعددة ومتنوعة يُمارسها الصهيوأمريكي على الشعب الفلسطيني ، وهي "حماس" لم تعد تدري ماذا تفعل وكيف يُمكنها الخروج من أزمتها ، التي تزداد تفاقما ساعة بعد ساعة ، ليس على الصعيد العسكري فحسب ، بل على الصعيد السياسي والتفاوضي لتدبيج صيغة تهدئة ، لن تكون في صالحها بأية حال لأن الوسيط أو الوسطاء ، بين المعادين لها،،،!!! وبين الآخرين الذين إن لم ينفضوا أيديهم ، فهم يلوذون بالصمت ويتلكؤون،،،!!! ، وهو ما دفع خالد مشعل "رئيس حماس" إلى توجيه رسالة لأمريكا،،،!!! لا نريد التعليق عليها ، كي نتجنب معشر الطبالين والزمارين ، لكن يُمكن الإطلاع على مضامينها في صحيفة العرب اليوم ، نقلا عن موقع "المونيتور" الألكتروني في الدوحة،،،!!! وهي رسالة نرى أن ما وراء سطورها ذات بُعد عقلاني وإيجابي ، وقد تُثمر وتنهي الأزمة في غزة والضفة الغربية ، وتفتح آفاقا لحلول جذرية بين الفلسطينيين وبين اليهود،،،؟؟؟

- هنا نعود مجددا ، لِنُفرّق بين العقل والعاطفة كسبيلين علينا أن نتبع أحدهما ، لتجاوز هذه المحنة التي يُكابدها الفلسطينيون في غزة ، الضفة الغربية والشتات ، في هذا الزمن الغزّي الذي يقض مضاجعنا كفلسطينيين ، أردنيين عرب مسلمين ومسيحيين ، وقد أُدميت أعيننا وفُطرت قلوبنا على كل قطرة دم نزفت من شهيد ، جريح وآخر دُمر بيته وتشتت أسرته،،،؟؟؟!!! ، وهنا يُملي الواجب علينا أن نضع حدا للطبالين والزمارين وبائعي العواطف على الأرصفة ، وأن نتصالح مع الواقع العقلاني ، في خضم سعينا عن سُبل معقولة ويمكن السير فيها ، لتثبيت الثوابت الفلسطينية التي من شأنها أن تُحقق الحلم الفلسطيني ، بدون إراقة دماء الفلسطينيين الذي نشهده في غزة ، وبدون عبث عربي ، إسلاموي ودولي وبسحب البساط من تحت أرجل العدو الصهيوأمريكي ، الذي يُمكنا أن نحشره في خانة اليك،،،!!! بحيث لا مناص له بغير التسليم لإرادتنا والإعتراف بحقوقنا ، والتي تبدأ بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني ، كما كان عشية الرابع من حزيران 1967 .

- إن أمعنا النظر في حقيقة الصراع بين الفلسطينيين وبين العدو الصهيوأمريكي ، سنجد أنفسنا أمام معادلة ،،،قوة المنطق التي يتسلح بها الفلسطيني ، ومنطق القوة التي يتسلح بها الصهيوأمريكي،،،!!! ، أما وإن تفحصنا نظرية كارل مايكل زعيم منظمة الفهود السود في أمريكا ،،، "من يملك القوة يفرض حقه" في زمن الفصل العنصري ضد السود في أمريكا ، فإن واقع الحال في زمن تغوّل العدو الصهيوأمريكي ، وما يُمارسه من فصل عنصري ضد شعبنا الفلسطيني ، قد أصبحت النظرية،،،"من يملك القوة يفرض ما يشاء ، ويستحوذ على الحق والباطل دون أن يرف له جفن،،،!!! وخاصة أننا ما نزال نترنح ونتمسح في أذيال جون كيري ، والمفاوضات حياة العباسية،،،!!! ، ومقاومة الكف الحمساوي في مواجهة المخرز الصهيوأمريكي،،،!!! ، وإن تركنا هذا الحال على هذا المنوال ، سنستمر وكأننا في نُزهة صيف نقضيها في الأغوار،،،؟؟؟

- ما العمل،،،؟؟؟

- نحن بحاجة إلى تفعيل قوة المنطق الفلسطيني ، لتوازي أو تزيد عن منطق القوة الصهيوأمريكي ،،،كيف،،،؟؟؟ ، دعونا لمرة واحدة أن نعترف بأن الكف لا يٌناطح المخرز ، وأنه مهما يمتلك الفلسطينيون من أسلحة وصواريخ ، قد تُزعج لكنها لا ولن تهزم العدو الصهيوأمريكي عسكريا ، ولا بحال من الأحوال ، هذا إن تجاهلنا الطبالين والزمارين ، الذين قد يتهمونا إن بغير العمالة فربما يصفونا بالتخاذل،،،!

- للمرة الألف ، سأبقى متمسكا بوجهة نظري التي بدأت الترويج لها في عهد المرحوم ياسر عرفات ، ونشرتها في قراءة مع طيب الذكر الدكتور حازم نسيبة ، حيث دعونا،،،د.نسيبة وأنا،،، الرئيس أبو عمار رحمه الله أن يلبس ثوب المهاتما غاندي،،،؟؟؟ ، وهو ما دعوت إليه القائدين محمود عباس وخالد مشعل لمرات عديدة بأن يتدثرا بثوبي غاندي ونلسون مانديلا رحمهما الله ، ويقفا معا أمام أجهزة الإعلام العالمي ويُعلنا على الملأ أنهما سيُسلما للأمم المتحدة كل ما لدى الشعب الفلسطيني من أسلحة، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبما في ذلك سكاكين المطبخ ، مقابل السلام مع يهود من خلال حل من حلين لا ثالث لهما،،،!!!؟؟؟.وطرح هذين الحلين ربما يكونان أقوى بكثير جدا ، من النزعة العقلانية التي عبر عنها مشعل ، في مضامين رسالته للرئيس الأمريكي أمس .

- الحل الأول : دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ، على كامل حدود 1967 كما كانت عشية الرابع من حزيران 1967 ، بلا أية مستوطنات صغرت أم كبرت ، وبدون تبادل ولو شبر أرض مع يهود ، وضمان وتفعيل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم ، بلداتهم ، قراهم ، خرباتهم ومزارعهم التي هُجِّروا منها عام 1948 ، وتعويضهم عن سنوات التشريد التي عاشوها في المخيمات والشتات،،،!

- الحل الثاني : فتح فلسطين التاريخية على مصراعيها ، لتكون دولة ثنائية القومية ديموقراطية ، يعيش فيها العرب واليهود معا،،،،وعلى إسرائيل أن تختار ، وما دون هذا أو ذاك فإن الشعب الفلسطيني يُعلن العصيان المدني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وعلى الأمم المتحدة ، المجتمع الدولي وأحرار العالم أن يقوم كل منهم بواجبه تجاه الثوابت الفلسطينية ، التي أقرتها الشرعية الدولية ، قرارات الأمم المتحدة ، منظمات حقوق الإنسان وإتفاقية جنيف الرابعة،،،فهل يفعلها القائدان عباس ومشعل ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات