سلامة يكتب: صواريخ المقاومة تفرض ايقاعها .. وغزة تغير "قواعد اللعبة"


خاص بـ جراسا - كتب ايهاب سلامة - صواريخ المقاومة في غزة اوصلت رسائل الى الكيان الصهيوني اولا، والى المتخاذلين الخانعين القابعين في جحور هذه الامة منبطحين على بطونهم امام شاشات التلفزة والانترنت، صائمين مفطرين متسحرين على اطعمتهم الشهية، ان المرابطين في القطاع اخذوا على عواتقهم دوس انف 'الجيش الذي لا يقهر' باحذيتهم ورصاص بنادقهم، وصمودهم حين تخاذل الكل، وجهادهم حين ولى الاخرين مهرولين، وبطولاتهم حين سقطت اقنعة الرجولة العربية، الا من رحم ربي.

ربع قرن من مفاوضات الذل، والاستجداء، والمسكنة، يفترض بها ان تسجل في موسوعة غينيس للارقام القياسية، كاطول مفاوضات في التاريخ، -وبعد - لم يحرر ابطال اوسلو سقيفة في مخيم، ولم ترجع بيارة ، بل ولا يسمح لرئيس مفترض يفاوض من احتل بلاده ان يخرج من 'دولته' دون اذن مختوم باللغة العبرية، لهو يقين مطلق ان من يقبل بالمفاوضة على وطنه ومقدساته المغتصبة، لم يعد له لا دور ولا مكان في قاموس القضية، وان العدو الصهيوني لا يفهم الا لغة واحدة تسمى رصاص البنادق.

الفبركة الاعلامية الصهيونية حول مقتل ثلاثة مستوطنين صهاينة قضوا في حادث مركبة، واتخذتهم الة الحرب الصهيونية ذريعة فورية للعدوان على غزة، بعد ان أحرق قطعان المستوطنين طفلاً مقدسياً صائماً باجباره على شرب الوقود وإشعال النيران فيه، معتقدين ان الدخول في حرب مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة 'نزهة عابرة' على ظهور دبابات الميركافا، متناسيين ان الذين يترصدونهم على شواطىء غزة وتخومها كانوا يصلِون الليل والنهار بصلاتهم متضرعين الى الله ان ينالوا احدى الحسنيين.. النصر او الشهادة.

صواريخ غزة التي فرضت ايقاعها على امتداد المستعمرات الصهيونية المغتصبة في فلسطين التاريخية من النهر الى البحر، بثت رسائل رعب الى العدو المشدوه ان 'قواعد اللعبة' قد تغيرت (!)..وان الذين يلاقونهم اليوم رجال يتمنون الموت في سبيل الله كما يتمنون هم الحياة بل واكثر.

غزة اليوم، فرضت واقعا سياسيا وعسكريا جديدا في المنطقة كلها، وأرست قواعد جديدة للتعامل مع الكيان الصهيوني، والمنبطحين من العرب العاربة، الذي تنام حكوماتهم على وقع تفجير رؤوس الاطفال على شواطىء غزة، قريرة العين، ولسان حالها يقول بان كفّوا ايديكم عنا، وانفضوها منا، ومن فلسطين كعادتكم، واتركونا وحدنا فنحن قادرون ان نلقن من هزموا جيوش امة باسرها، دروساً في التضحية والبطولة والفداء، واكفونا ترهاتكم، وتخاذلكم، وخيانة وتواطؤ بعضكم ويكفينا !..

مبادرة ما سمى بـ'الوقف المتبادل لاطلاق النيران' والتي تكفلت مصر بها، لم تجد سوى سلة مهملات المقاومة، فيما حمّلت سلطات الاحتلال دولة قطر المسؤولية عن افشالها !!، ما يوحي بمؤشرات قد تفهم ان حركة حماس سعت لاقصاء القاهرة عن لعب دور الوساطة واستبدالها بالدوحة (!)، في الوقت الذي يتواجد فيه اميرها تميم في تركيا للتباحث مع اردوغان حول تداعيات العدوان على غزة، ويشي ايضاً بتحالف قطري تركي، يوازي تحالف الامارات والسعودية ومصر، ما جعل الدور القطري المتناغم مع المقاومين في غزة يقلق من 'على رؤوسهم بطحة'، ويزيد المؤشرات ايضاً، قيام وزير خارجية قطر الذي يبدو انه احرج السلطات المصرية بعد ان تقدم باقتراح خلال ما سمي بـ'الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب' بالقاهرة وطالب فيه 'إنشاء ميناء تجاري في غزة' وتحت اشراف دولي، الامر الذي يقصي معبر رفح الذي ضاق سكان غزة ذرعا باغلاقاته الدائمة، التي تزامن ايضا بقيام الجيش المصري بتفجير 19 نفقا تؤدي الى غزة قبل العدوان على القطاع واثناءه !..

حرب غزة لن تضع وزارها فيما يبدو الا حين تخلخل ارضيات الكثير من الانظمة التي تواطأت ضدها، في سيناريو قد يتكرر بعد ان تسببت دماء الاطفال في غزة ومحاصرتها وقطع شريان رفح عنها لسقوط النظام المصري البائد - حسني مبارك - .

مواقع اخبارية محلية وعربية نشرت خبراً مفاده ان لاعب المنتخب الالماني من اصول تركية مسعود أوزيل تبرع بمكافأة المونديال التي تلقاها الى اطفال غزة.. في تزامن ساخر بقيام دولة خليجية قبل ايام بالتبرع بمبلغ (15 الف دولار) الى اهل القطاع، وتزامن ثان بقيام دول خليجية اخرى 'لف ظهورها' على دماء اطفال غزة التي تراق، وعدم اتخاذها اي موقف يذكر، وتزامن ثالث ايضا مع موقف مخز لجامعة الدول العربية التي ساوت بين الضحية والجلاد، وبالطبع مع تأييد دولي غربي للكيان الصهيوني يعتبر ان المقاومة 'ارهابية' والكيان المحتل 'حمائم سلام'.

داخليا، عكست الاحداث الجارية في غزة عمق العلاقة التاريخية بين الاردنيين والفلسطينين، بل واظهرت مدى اللحمة الوطنية الداخلية، فالمتابع والراصد لمواقع التواصل الاجتماعي، يلحظ ان احداث غزة قد 'غزت' غالبية منشورات المتابعين واهتماماتهم، التي لم تخلو من تعاطف وحزن هنا، وفخر وتمجيد هناك، وغضب ونقمة على حكومات عربية والمعتدين الصهاينة.

وداخلياً، الاولى بالحكومة ان تراجع سياساتها بدقة متناهية في التعامل مع التفاعل الشعبي الغاضب على ما يحدث في غزة، او اي حراك سياسي، فبدلا من استخدام الهروات لتفريق ناشطين وحزبيين ومواطنين تظاهروا على مسافة بعيدة من سفارة الكيان في عمان، كان الاولى بها الوعي ان تمتين الجبهة الداخلية، لا يكون بالقمع والعنف !.. فهي سياسة ولت، ولا تولد الا عنفا مضادا، وتأجيجاً في التصعيد، ويفترض بالحكومة بدلا من ذلك ان تحترم الحقوق التي كفلها الدستور للمواطنين في التعبير عن اراءهم، والوعي ان من قدموا لـ'مسجد الكالوتي' او لاي فعالية شعبية اخرى باي مكان، اتوا للتعبير عن غضبهم واراءهم ، وبعدها يفضوا فعاليتهم بكل هدوء وسلام، فيما ان استفزازهم بالتواجد الامني المفرط، واستخدام العنف ضدهم، يحول البوصلة التي تتجه الى غزة، داخلياً !!.



تعليقات القراء

د . عريقات باشا
حيا الله رجال فلسطين والمولى يرعاهم
20-07-2014 10:57 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات