هيلاري كلنتون وأفريقيا : الدوافع والأسباب !


الجولة الأفريقية لوزيرة الخارجية الأمريكية الحالية , هي أطول زيارة رسمية لها خارج واشنطون منذ تسلمها منصبها هذا .... ولجولتها أهداف وأسباب عديدة تمتد ما بين المعلن وغير المعلن , وبعيداُ عن المعلن لوسائل الميديا العالمية , سنبحث في غير المعلن للجولة , حيث تنطلق جولة هيلاري من مربع الصراع الأمريكي – الفرنسي – الصيني على القارة الأفريقية .

أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغاز ومعادن كثيرة وعديدة و نفيسة مثل الذهب والماس , وكذلك تتضمن أفريقيا وبشكل وافر الكعكه الصفراء ( اليورانيوم ) , كما تتمتع أفريقيا بالموارد الزراعية والأماكن السياحية الطبيعية الخلاّبة وتضم ثلث دول العالم الحالي .... وكانت الأدارات الأمريكية السابقة تهمل الأهتمام بالقارة الأفريقية , ولكن بعد عام 1999 م بدأ الأهتمام الأمريكي بالقارة الأفريقية وانطلقت عجلة الحراك السياسي  للخارجية الأمريكية عبر جولات وجولات امتدة من جولة مادلين أولبرايت الى جولة كولن باول فجولة كوندا ليزا رايس الى جولات رئاسية قام بها كل من بيل كلنتون عام 1998 م وجورج بوش الأبن في عامي 2003 م و 2008 م ,  وبموازاة الحراك الدبلوماسي للخارجية الأمريكية ثم الرئاسي كان هناك المسار الأمني المخابراتي- الأستخباري والذي ما زال يعمل في كل القارة الأفريقية متابعاً للنشاط الصيني والفرنسي والأيراني  بشكل خاص  والأوروبي بشكل عام .

فكما هو معروف للمتابعين والخبراء في السياسة الدولية / ومن الزاوية التاريخية التقليدية / أنّ القارة الأفريقية هي مسرحاً للنفوذ الأوروبي الغربي وخاصةً فرنسا وبريطانيا بشكل كبير ونوعي .... كذلك نفوذ لأسبانيا والبرتغال وبلجيكا بشكل أقل من الأول .... وبعد حركات الأستقلال الأفريقية لدولها  في حينها عن من كان يستعمرها , بقي النفوذ الفرنسي تحت عنوان وغطاء عريض   اسمه " غطاء الفرانكفونية " وتراجع نفوذ الأنجليز بسبب ضعف نوعي وكمي للندن في تعزيز عنوان وغطاء الكمنولث " الأنجلونية " وبسبب هذا الضعف وتراجع النفوذ الأنجليزي , تولد فراغاً استراتيجياً في كينيا ونيجيريا , كذلك فراغ آخر في أنجولا وموزامبيق بسبب تراجع النفوذ البرتغالي والأسباني , وفي الكونغو وزائير بسبب تراجع النفوذ البلجيكي .

وعليه : فقد ترتب على ذلك أن سعت واشنطون الى التقدم وبخطى حثيثة لملىء هذا الفراغ عن طريق بناء اتفاقات الشراكة وتوطيد الروابط الثنائية مع معظم  دول القارة الأفريقية .

أفريقيا القارة تشهد الآن حرباً ذات نسخة جيو- سياسية – استخبارية بين واشنطون وحلفائها من جهة , والصين وفرنسا وايران من جهة أخرى في صراع النفوذ على القارة السوداء " لحلبها".... وما يتم رصده استخبارياً الآن أنّ فرنسا ما زالت أكثر سعياً لجهة تأمين مناطق نفوذها التقليدية في أفريقيا , بالمقابل واشنطون تحاول السعي وبجدية متناهية لحرمان الصين وايران من بناء تحالفات استراتيجية في القارة الأفريقية وتحديداً مع دول خليج غينيا النفطية ( نيجيريا , زائير , انجولا, غينيا الأستوائية , والكونغو ) وتشي المعلومات الأقتصادية باطارها الأستخباري الأحصائي التحليلي , أنّ صادرات نفط بلدان خليج غينيا الى الولايات المتحدة الأمريكية  تفوق صادرات الخليج العربي النفطية اليها .

انّه من الصعب بمكان أن نحكم على نجاح باهر لجولة الهيلاري كلنتون الحالية للقارة السوداء , لكنها تأتي تحت عنوان مهم ضمن جهود ترتيب المسرح الأفريقي بما يتيح لأمريكا العمل على ترويض دول خليج غينيا النفطية ودفعها للدخول في التحالفات العسكرية – الأمنية الأمريكية .

وفي السابق حاولت  ادارتي الرئيس بوش الأبن الى احتواء تللك الدول الآنف ذكرها عبر ترويضها  لجهة استقبال القيادة الأفريقية – الأمريكية , فانّ ادارة الرئيس أوباما ستستخدم الوسائل الأقتصادية في ترويض هذه الدول لكي تتقبل أفريقيا تمركز القيادة الأفريقية الأمريكية وشبكات القواعد البرية والجوية والبحرية التابعة لها , بالأضافة الى محطات الأستخبارات الأمريكية وذيولها وذيول محطّات استخبارية تابعة لحلفائها .

* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية* 


mohd_ahamd2003@yahoo.com
                                 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات