التطبيع تصفية للقضية بالضربة القاضية


العنوان الجديد المعلن لخطة المبعوث الامريكي جورج ميتشل للتسوية هو وقف الاستيطان لمدة عام من قبل اسرائيل مقابل التطبيع العربي مع الدولة العبرية وكما هو واضح فان امريكا ومعها العالم الرأسمالي يقرون بتكريس الاستيطان كما هو قائم طبقاً للأمر الواقع ، وعندما تجرأت ادارة اوباما بالمطالبة بوقف التوسع في الاستيطان قوبل هذا المطلب بالرفض الصهيوني القاطع ، وبرفض كذلك من قبل الاكثرية في مجلسي النواب والشيوخ في امريكا ، وأقصى ما تمخض عنه اختزال موقف ادارة اوباما بوقف الاستيطان هو الدعوة لوقفه لمدة عام لتنصرف اسرائيل لاستكمال البناء داخل المستوطنات وهو ما يحتاج الى اكثر من عام ، ومقابل ذلك فان على العرب جميعاً ان يطبعوا علاقاتهم مع اسرائيل.

ما تطلبه امريكا من العرب لصالح اسرائيل هو التطبيع وهو نهاية المطاف وليس بداية الاستحقاقات التي تمثلت عربياً بالاعتراف الضمني باسرائيل عبر قرار مجلس الامن الدولي رقم 242 بعد حرب العام 1967 والذي تلاه اعتراف العرب بالقرار 338 الذي اكد على القرار 242 واضاف له اعتماد التفاوض المباشر للتوصل الى تسوية ، وتطور الامر عبر مبادرة فاس العربية في العام 1982 وصولا الى المبادرة العربية في العام 2002 التي أقرت شرعية اسرائيل صراحة مقابل حل في حدود 4 حزيران ,1967

ولا يخفى ان اسرائيل وامريكا تقبلان في الجزء الذي يعطي الشرعية لاسرائيل من مبادرة السلام العربية ولا تقبلان الجزء الاخر الذي يرتب التزامات متقابلة وصولا الى الحل.

ولا يخفى كذلك ان اسرائيل فسرت الاتفاقيات التي وقعتها مع البلدان العربية بما يخدم تكريسها لاحتلال الاراضي الفلسطينية وأي اتفاقيات لاحقة مع ما تبقى من دول الجوار هو محكوم ايضا في اطار ثنائي وبما يسهل المزيد من استفراد اسرائيل بالفلسطينيين الذين يعيشون حالة من التمزق والارتباك وتشتت الولاءات التي تتوزع على التنظيمات وليس على الوطن.

وفي ظل حالة الوهن والعجز العربية تتفتق عبقرية ميتشل عن مطالبة العرب جميعا بالتطبيع ، وهو كما اشرنا نهاية المطاف أي انه بعد الوصول للتطبيع لا تعود هنالك قضية قابلة للبحث بعد ان نصبح نحن اليهود «سمن على عسل» من جانبنا فقط.

وللتوضيح فان الاتفاقيات السياسية مع اسرائيل لم تحقق التطبيع فبعد 30 عاما من كامب ديفيد المصري لم يتحقق هذا التطبيع وكذلك الحال بعد 15 عاما على اتفاقية وادي عربة مع الاردن واكثر من ذلك لا تطبيع الا التطبيع القسري مع السلطة الفلسطينية.

اذن ما تريده ادارة اوباما هو تصفية القضية الفلسطينية بالضربة القاضية وليس بالنقاط التي تتطلب جولات طويلة من الدوران في الحلقة المفرغة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات