أراد صاحب معرض سيرك أن يتخلص من بعض القردة المشاكسة ، فذهب بها إلى إحدى القرى البعيدة وألقى بها هناك وهرب ، فأصبحت هذه القردة تدخل البيوت في المساء وتسرق الطعام وتقوم بالتخريب والتدمير ، فكل يوم تدخل على بيت تخربه وتسرق طعامه ، دون أن يتدخل الجيران بمساعدة أهل البيت المسروق بردع هذه القرود ،بل وقفوا يتفرجون على هذه القرود ، مما أدى إلى أن تطمع تلك القرود فأصبحت تتعرض للأطفال والنساء في الشوارع وتعتدي عليهم وتأخذ أي شيء معهم ، دون وجود أي ردع من أهالي القرية ، فتكاثرت هذه القرود في القرية وامتد نشاطها واعتدائها إلى قرى أخرى ، فأصبح من الصعب التخلص من هذه القرود بسبب عدم تكافل وتعاون أهل القرية.

هكذا هي الدنيا.. فلا يوجد فرق بين القرود التي زرعها صاحب السيرك والقرود التي زرعها الغرب في فلسطين ، فقد أراد الغرب التخلص من الصهاينة واليهود من بلادهم ليضعوهم في اطهر البقاع ليدنسوا ويدمروا ويقتلوا .......، وأهالي القرى المجاورة تكتفي بالنظر والاستنكار فقد تجاهلت بأن خراب هذه القرود ستصل قراهم ،،، فأين نحن يوم القيامة من غزة وأبنائها عندما يسألون أين كنتم عندما سقطت علينا صواريخ القردة الصهاينة ؟ سنقول لهم كنا منشغلين بمباريات كأس العالم ،،، و أين نحن من أهل غزة عندما يسألوننا عن عروبتنا ؟ سنقول لهم لقد قرأنا عنها في الكتب ونحن نحب عروبتنا دون أن نعمل لها أي شيء ،و أين نحن من أهل غزة عندما يسألوننا عن الإسلام والمسلمين ؟ سنقول لهم نحن نصوم رمضان ونصلي التراويح .

سيقول أهل غزة لنا أين أصحاب اللحى والمشايخ الذين أفتوا بالجهاد في سوريه رغم أن المتقاتلين هناك مسلمين ، لماذا لم يفتي هؤلاء بالجهاد في غزة وفلسطين ضد اليهود والمغتصبين ؟ سنقول لهم إن عمر قد مات ، وهذه اللحى في الوجوه إنما هي خداع بصر ، وهؤلاء المشايخ مباعون للغرب والأمريكان .

سامحينا يا غزه ، سامحونا يا أهل غزه ، لكم الله فسيكفيكم شرور اليهود ، ولا تنتظروا من العرب شيء.