عبثية


تشير معظم التحليلات السياسية والعسكرية لما يجري في غزة واسرائيل إلى أنها حالة عبثية من السياسية والحرب معا ، وتأتي هذه العبثية من أن كلا الطرفين تمكنا من تحقيق أهدافهم منذ اليوم الأول للحرب وما سيأتي مع الأيام القدامة هي إستمرار للعبثية تلك .

حماس تمكنت من كسر الحاجز الأمني لدولة إسرائيل وقبته الحديدية منذ اليوم الأول ، واسرائيل إستطاعت أن تغتال من تريد من القادة العسكريين في حماس ، والذي تبقى بعد اليوم الأول هو مجرد مظاهرات شعبية في كافة دول العالم العربي والاسلامي تطالب بوقف الاعتداء الإسرائيلي وتصريحات رسمية غربية تطالب حماس بوقف إعتداءها على إسرائيل وهي كدول تقف مع الدولة الإسرائيلية ، وحماس لايقف معها سوى الشعوب المسلمة والعربية والقيادات السياسية لتلك الدول المسلمة والعربية واقعة في فخ سياسي لاتحسد عليه في زمن رسخت فيه سلطاتها رغم حجم الرفض الشعبي على مدار سنوات الربيع العربي لوجدوها .

وهذه العبثية ليست جديدة على الساحة السياسية للمنطقة العربية التي تعتبر اسرائيل جزءا منها " ما تفرضه الحقائق " ، في مصر يخرج المصريين وهم يحملون لافتات تقول " نحن بتوع البنزين مش إخوان " ، وفي اليمن خرج الشارع اليمين بمظاهرات تشابه مظاهرات بداية الثورة لتحذير الحوثيين من الصوصل للعاصمة صنعاء ، وفي العراق الأكراد يتصيدون في ماءه العكر ويحققون مكاسب رئيسية لترسيخ انفصالهم الجغرافي والسياسي ، وفي سوريا رجع حكم النظام بقوة أكثر من قبل الثورة وقلب الطاولة على كل من يعارضه وأصبح وجوده مطلبا اساسيا لمعظم دول المنطقة ، وليبيا اليوم ماتزال تحبث عن شكل الدولة التي تريد وهي بحالة من الفوضى السياسية والاجتماعية ، وما تبقى من دول المنطقة تحاول فقط أن تعيش يومها وتتمنى من الله أن تبقى لليوم التالي ، وفي وسط هذه العبثية التي يعيشها الوطن العربي يضيع كل من يقتلون فيه يوميا ويصبحون مجرد ارقام تذكرها الأخبار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات