في انتظار وقت الافطار وهم يمسكون بالريموت كنترول يتقلبون على شاشة التلفاز كما يتقلب دجاج الشوي على سيخ الماكنة ،ويبدء الشيخ بقراءة القرآن ويخرج صوته من مأذنة المسجد كي يلتقيان في إذن الجالسين على مائدة الأفطار ، ويعلن المؤذن إنتهاء أحد ايام شهر الخير والبركات.

ونبدء بالبحث عن ما ينسينا جوعنا وعطشنا على شاشات التلفاز من مسابقات لعل وعسى يحقق احدهم حلمه أو يذكر اسمه كأحد المتنافسين في نهاية الشهر للفوز برحلة سياحية ، ويدخل " الهبل " العربي على شكل مواقف كوميدية بهلوانية لأكثر من ساعة ويأتي بعدها البحث عن مسلسل متفق عليه بين الجميع كي تتم متابعته بشغف ومعرفة تفاصيل حياة " سلطان " عربي أكل من النساء أكثر مما يأكل الحوت من سمك البحر.

ويأتي موعد صلاة العشاء ويتبعها صلاة التراويح وترتفع الحناجر بالدعاء للمسلمين بالنصر ولليهود بالعزيمة وللملوك والحكام بالبطانة الصالحة التي ترشدهم على الخير وتبعدهم عن الشر ، ونعود لشاشات التلفاز وينتظر الكثيين موعد مباراة كرة القدم وينقسم الشارع قسمين وتحمةى معركة كأس العالم ونحن كعرب وكمسليمن لاناقة لنا بها ولاجمل ولكننا وجدنا في كرة يركض خلفها عشرين لاعب هدفا لتمضية الوقت إلى أن يحين وقت السحور ويعلن المؤذن بدء يوم جديد من أيام الشهر الفضيل .

وبين هذه المشاهد تهرب يدك لأحد القنوات الإخبارية بحثا عن ما يحدث في غزة والوطن العربي ، يخرج عليك كل المتلفسفين في زمن الربيع العربي ويقدمون حلول وشرحا لما يحدث وكيف يحدث ولماذا يحدث ، وفي نهاية أحد تلك البرامج والذي يتحدث عن غزة يفاجئك مقدم البرنامج بجملة " فاصل قصير ونواصل " ويكون الفاصل إعلان للفوط النسائية وكريمات الوجه ووجبات امريكية تشبعنا لوقت الأفطار التالي ؟ .