دين العجائز


من ضمن ما قاله الشيخ أحمد بن حنبل جملته المعروفة " اللهم أمتنا على دين العجائز " ، وهو بذلك قصد أن من يعلم يكون عقابه عسير وبعكس من لايعلم في أمور الدين ويأخذها بالفطرة والسليقة وبعيدا عن متاهة التفسير والحديث والفقه وبقية مصطلحات العلوم الاسلامية التي ومن خلالها خرج علينا ما يطلق عليه " بالوسطية الإسلامية والمتشددين الإسلاميين " .

وعجائز إبن حنبل هن عجائز ايام زمان وهذه الأيام وفطرتهن واحدة وتقوم على ايمان راسخ بأن الله موجود بين ضلوعهن ويعاقبهن عقابا مباشرا في حال ما أخطأت إحداهن أو تجاوزت الأعراف بسلوكها وليس الدين، وهذا العقاب وإن كان يأخذ أشكالا عدة بالنسبة لهن لكنه عقاب في الدنيا ربما يغفره الله لهن في الآخرة ، ومن أشكال هذه العقاب أن تنكسر في يد إحداهن طنجرة أو أن تحترق طبختها أو أن يعود رجل البيت لبيته وهو عابس أو، تموت لها دجاجة أو عنزة ، أو أن يتعفن ما جففته من خضروات الشتاء لأيام الصيف، أو أن يأكل الفأر ما خزنته من حبوب لعائلتها، أو أن لاترزق زوجة إبنها بطفل أو أن تأتيها زوجة إبن حقوده وتحرمها من إبنها .

والأمثلة على عقاب الله في الدنيا عند العجائز كثيرة ، ولكن عقاب الله عند أهل الوسطية في الدين والمتشددين نتيجة علمهم لايمكن أن يصيبهم في الدينا لأنهم يحتمون منه بعلمه وكثير معرفتهم بأن الله إذا عاقب أحدهم فهو قد إبتلاه وعليه أن يؤمن بهذا لبلاء وأن يقر بينه وبين نفسه أن له جلد في الحياة .

والخلاف ما بين " دين العجائز " و" دين الوسطيين " و " دين المتشددين " ، يكمن في أن العجائز لايعلمن من علم الدين شيء وهن يعملن بضميرهن وقوة إيمانهن بالله وبأنفسهن على العيش بكل صنوف العيش إن إتسعت أو ضاقت ، ودين الوسطيين ما زالوا يبحثون عن معادلة ما بين دين العجائز ودين المتشددين للخروج من آزمة ضميرهم الذي يعلمون علم اليقين أنهم باعوه للسلاطين والحكام وغرف فنادق الخمسة نجوم ، ودين المتشددين أن هؤلاء ما زالوا يبحثون عن إمام لهم يتخذون منه خليفة ويلبسونه عمامة سوداء وثوب أسود تشبها بالرسول صلى الله عليه وسلم ،ويبيحون المحرمات في سبيل بقاء الخليفة وبقائهم ممثلين للدين في الأرض بين الصخور وجذوع الشجر .



تعليقات القراء

متسائلة
لم نفهم انت مع من من هؤلاء الثلاثة؟
10-07-2014 11:05 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات